الالتباس بين عون وبري مدعاة للتساؤل
عمر الراسي - أخبار اليوم
في تشرين الاول الفائت انطلقت مفاوضات ترسيم الحدود الجنوبية مع اسرائيل، ثم تعثّرت... والجميع يعلم ان المسار طويل ولن يتم بين ليلة وضحاها، الا انه اصطدم بتعديل المرسوم 6433 المتعلق بتحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة...
الكثير من المد والجزر، وايضا المواقف المتناقضة... ولكن الصامت الاكبر حزب الله... فاين المقاومة من كل ما يحصل؟
يوضح مصدر في "حزب الله" ان تحديد إحداثيات السيادة الوطنية هو مسؤولية الدولة اللبنانية المعنية حصرا، مشيرا الى ان ما من جديد يمكن ان يضاف عما كان عبّر عنه الامين العام السيد حسن نصر الله في احد اطلالاته المتلفزة، حيث لفت الى ان الحديث عن توجه حزب الله للتطبيع مع "إسرائيل" هو مجرد أكاذيب.
ويذكّر المصدر عبر وكالة "أخبار اليوم" انه في ملف ترسيم الحدود حزب الله جلس جانبا حتى انه لم يبد رأيا في الموضوع، لان ما تقرره الدولة حول الحدود هو بالنسبة الى الحزب سيكون الحدود المعترف بها رسميا التي ينبغي الدفاع عنها وحمايتها، وحماية ما فيها من ثروات، قائلا: على اي حال المعطيات غير موجودة بين ايدي المقاومة.
وردا على سؤال، يشرح المصدر اسباب بقاء الحزب جانبا، قائل: اذا تدخل سيتهم انه يرسّم الحدود مع العدو، في حين انه لا يعترف بوجود دولة اسرائيل بل فلسطين المحتلة، وقد يفهم البعض الامر وكأنه خيانة، واذا بقي مكتوف الايدي امام ما يحصل في مقاربة الملف فانه ايضا يتهم بانه لا يريد الثروة الموجودة في المياه الاقليمية، لذلك لم يتدخل لا من قريب ولا من بعيد، اضف الى ذلك ان هذا الملف هو من مهام الدولة فقط.
وماذا عن تعديل المرسوم 6433، يعتبر المصدر ان ما حصل بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، يدعو الى الاستفسار، قائلا: رئيس الجمهورية "خاض معركة طويلة عريضة" من اجل انتزاع الملف من بري، ثم معركة اخرى لدفع رئيس المجلس الى الموافقه على التوقيع على تعديل المرسوم من خلال وزيري الاشغال والدفاع في حكومة تصريف الاعمال ( ميشال نجار وزينة عكر).. وحين حصلت التواقيع اللازمة امتنع عون عن التوقيع تحت عنوان ان هذا التوقيع قد يشعل حربا مع اسرائيل! مع العلم ان توقيع المرسوم المشار اليه ورفعه الى الامم المتحدة يحول دون التنازل عن الحدود في اية مفاوضات.
وهل سيتدخل حزب الله لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، يجيب المصدر: هذا الالتباس الحاصل بين الطرفين مدعاة للتساؤل، ولكن حزب الله آل على نفسه الا يتدخل في هذا الموضوع، على الرغم من ان موقف النائب جبران باسيل بانه لا يوجد رابط بين ترسيم الحدود ورئاسة الجمهورية، امر منطقي، لكن في الوقت عينه قد يكون هدف عون التأكيد ان الملف عنده وهو صاحب القرار فيه وفي الوقت المناسب يبت به.