هتلر والأفلام...قصة لا تنتهي | أخبار اليوم

هتلر والأفلام...قصة لا تنتهي

ميشال نجيم | الثلاثاء 27 أبريل 2021

اسمه يرد في عناوين أكثر من ١٢٢ فيلماً

يبدو أن صانعي الافلام لا يكتفون من سيرة الزعيم الألماني أدولف هتلر، فاسمه يرد في عناوين أكثر من ١٢٢ فيلماً، وفي السنوات الأخيرة حققت أفلام عدة تناولت زعيم الحزب النازي مبيعات مرتفعة في شبابيك التذاكر ما يثبت أن شخصية هتلر او الفوهرر ما زالت تثير اهتمام رواد السينما على الرغم من مضي ٧٦ سنة على وفاته في ٣٠ نيسان عام ١٩٤٥.

قبيل الحرب العالمية الثانية، كانت الأفلام الأوروبية والأميركية تتناول هتلر بسخرية وتصوّره على أنه شخص معتوه، أناني ويعاني من جنون العظمة. وأول فيلم سخر من هتلر من دون أن يسميه مباشرة، كان "وصية الدكتور مابوز" للمخرج النمساوي فريتز لانغ في العام ١٩٣٣، وقد منع وزير الدعاية النازي جوزف غوبلز عرض الفيلم آنذاك بحجة تعرضه للأمن العام.

أما الفيلم الكوميدي الأبرز في تلك الحقبة فهو "الديكتاتور العظيم" من تأليف وإخراج وبطولة شارلي تشابلن، ويتضمن انتقادات لاذعة للحزب النازي وزعيمه. الفيلم عُرض للمرة الأولى في العام ١٩٤٠ وهو أول أفلام تشابلن غير الصامتة وأنجح أفلامه تجاريا.

في مقابل الأفلام التي تناولت هتلر بشكل ساخر، أنتجت السينما الألمانية في عهد الرايخ الثالث سلسلة من الأفلام الدعائية التي ركزت على إنجازات الحزب النازي، وكان هتلر محور العديد منها كـ "فوز الايمان" و " انتصار الإرادة" و"يوم الحرية"

بعد الحرب والكشف عن حجم الجرائم التي ارتكبها النازيون، مضت فترة طويلة قبل أن يجرؤ أحد على تصوير هتلر بشكل كوميدي، ولم يُصور حتى أي فيلم عن الزعيم الألماني قبل العام ١٩٦٣ عندما عُرض فيلم "لقد أنقذوا عقل هتلر" للمخرج الأميركي دايفيد برادلي.

أفلام عدة تناولت الأيام الأخيرة من حياة هتلر والأحداث التي حصلت في حصنه في برلين، من أهمها فيلم "هيتلر: الايام العشرة الاخيرة" في العام ١٩٧٣ للمخرج الايطالي انيو دي كونشيني، و"القبو" الذي أدى فيه دور هتلر الممثل القدير أنطوني هوبكنز واستحق جائزة "أيمي". وقيل اثناء تحضير الفيلم إن الجنود الألمان كانوا يتأهبون فعلًا عندما يحضر هوبكنز الى موقع التصوير لمدى نجاحه بتأدية دور هتلر.

في العام ١٩٩٩ قدم المخرج الروسي ألكسندر سوكوروف للمشاهدين فيلم "مولوخ" عن حياة أدولف هتلر الشخصية. "مولوخ" حاز على جائزة أحسن سيناريو في مهرجان "كان" السينمائي.

واحد من أهم الأفلام عن أدولف هتلر كان "سقوط" وهو فيلم ألماني من إنتاج العام ٢٠٠٤، وقد استند كاتب السيناريو برند آيشنغر الى مذكرات تراودل يونغه، سكرتيرة هتلر ليروي أحداث الأيام الـ ١٢ الأخيرة من حياة الزعيم الألماني. وبخلاف ما درجت عليه الافلام السابقة، حاول المخرج أوليفر هيرشبيغل إظهار الجانب الإنساني في شخصية هتلر، ما أثار جدلا واسعا خصوصا في ألمانيا.

في العام ٢٠٠٨ عُرض الفيلم الأميركي "فالكيري" من إخراج براين سينغر وبطولة طوم كروز في دور ضابط ألماني كبير يدعى كلاوس فون شتافنبرغ، حاول مع زملاء له اغتيال هتلر بقنبلة في ٢٠ تموز ١٩٤٤ والإطاحة بالنازيين، لكنهم فشلوا، فألقي القبض عليهم وأعدموا في الليلة نفسها. الفيلم يستند الى أحداث حقيقية، وقد لقي دعمًا كبيرًا من جانب الصحافة الألمانية في محاولة لإلقاء الضوء على مؤامرة فون شتافنبرغ وإثبات أن الألمان لم يكونوا جميعهم نازيين.

اغتيال هتلر كان أيضا موضوع فيلم عرض في صالات السينما في العام ٢٠٠٩ بعنوان "اوغاد مغمورون" للمخرج كوينتن تارانتينو ولكن هذه المرة بالاستناد الى سيناريو خيالي. أحداث الفيلم تدور في فرنسا خلال الحكم النازي، وتنتهي بحرق صالة سينما أثناء عرض فيلم عن البطولات الالمانية في الحرب، وقتل جميع من فيها وفي مقدمهم هتلر ووزير إعلامه جوزف غوبلز وعدد كبير من الضباط الألمان. "اوغاد مغمورون" حقق مبيعات في شبابيك التذاكر هي الأعلى بين أفلام تارانتينو، وحصد جوائز عديدة منها جائزة أفضل ممثل في مهرجان "كان" السينمائي.

عام ٢٠١٨ صدر فيلم جديد على علاقة بالزعيم النازي حمل عنوان "الرجل الذي قتل هتلر ومن ثم بيغ فوت" وهو من نوع المغامرة والخيال العلمي. وعام ٢٠١٩ صدر فيلمان متصلان بالفوهرر، الاول "عندما سرق هتلر الارنب الزهري" وهو شريط تاريخي عائلي درامي تدور احداثه حول عائلة يهودية تضطر لمغادرة برلين بسبب النازيين، والثاني "جوجو رابيت" وهو فيلم يمزج الدراما والكوميديا ويروي قصة صبي في جيش هتلر يكتشف ان والدته تخبئ فتاة يهودية في المنزل.

هتلر أحد أبرز وجوه الحرب العالمية الثانية، لا يزال اذاً أحد أبرز وجوه السينما العالمية بعد كل هذا الوقت.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار