نشر موقع "تاغس شاو" الألماني تقريراً سلّط من خلاله الضوء على الأزمة السّياسية والاجتماعيّة التي يشهدها لبنان، وسط مخاوف من انتشار المجاعة بحلول نهاية الشهر.
قال الموقع الالماني، إنّ فساد النظام السّياسي وتدهور الاقتصاد ووباء كورونا تعد من العوامل الأساسيّة التي تفاقم الأزمة في لبنان.
وفي ظل تزايد أسعار الموادّ الغذائية بشكل مطرد والفقر المدقع، من المحتمل أن تشهد البلاد مجاعة بحلول نهاية الشهر.
وذكر الموقع أن منطقة صبرا تعدّ واحدة من أفقر المناطق في بيروت وبالتحديد في محافظة جبل لبنان. إنّ الازدحام أمام أكشاك الفاكهة والخضروات كبير جدّا، حيث دائما يبحث الزّبائن عن عروض رخيصة.
أزمة عميقة
ووفقًا للبنك الدّولي، فإن أسعار الموادّ الغذائية ليست مرتفعة بهذا الشكل في أيّ من بلدان الشرق الأوسط الأخرى، كما هو الحال في لبنان. ويعود ذلك إلى أنّ البضائع المستوردة من الخارج يتمّ دفع ثمنها باليورو أو الدولار.
ونقل الموقع عن الخبير المالي في بنك "بيبلوس" نسيب غبريل قوله إنّ الأزمة عميقة وتتكون من عدة أزمات أخرى: "عانينا أزمة اقتصادية وأزمة مالية وأزمة عملة قبل تفشي وباء كورونا، ثم حدث انفجار في مرفأ بيروت".
في الرابع من آب من السنة الماضية، انفجر ما يقارب 3000 طن من نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت وكان مشهد الدمار الذي خلفه مروّعا. لم تقدم أي توضيحات للرأي العام، واستقالت الحكومة بعد وقت قصير من الانفجار. وإلى الآن، لم تشكّل حكومة جديدة.
دعوة لتشكيل حكومة جديدة
ويقول الخبير المالي غبريل إن تشكيل حكومة جديدة سيكون الشرط الأساسي للخروج من هذه الأزمات، مشيرا إلى أن "الأحزاب السياسية تتصارع بدلاً من تشكيل حكومة جديدة. نحن بحاجة إلى حكومة ذات مصداقية محليًا ودوليًا". وأضاف غبريل ان الحكومة يجب أن تعمل على صياغة خطة إصلاح شاملة للاقتصاد والميزانية العامّة حتى تتمكن من تحسين الظروف الاجتماعية والوضع النّقدي.
الفقر
إنّ أزمات البلاد محلية بالأساس، وهي ناتجة عن الفساد وسوء الإدارة من قبل النخب الجشعة التي نهبت أموال الدّولة على مدى عقود.
ووفقًا للبنك الدولي، يعيش أكثر من نصف سكان البلاد البالغ عددهم حوالي سبعة ملايين نسمة تحت خطّ الفقر، وأكثر من 20 في المئة يعيشون في فقر مدقع.
نداءات لإيجاد الحلول
ونقل الموقع عن رجل الأعمال خالد شهاب، أحد المتبرّعين بتقديم وجبة الإفطار إلى الفقراء خلال شهر رمضان في صبرا، أن "المشكلة الأكبر هي تراجع قيمة العملة مقابل ضرورة استيراد معظم المواد الغذائية من الخارج.
يجب إيجاد حلّ، ففي رمضان يتبرّع الناس بالطعام، ولكن ماذا سنفعل بعد رمضان؟ لا يمكن أن تستمر الحياة على هذا النّحو، وإلا سيدفع ذلك الناس إلى السرقة وارتكاب الجرائم".
وتشير التّوقعات إلى أنه بحلول نهاية الشّهر، أي مع انتهاء شهر رمضان، ستنفد احتياطيات لبنان من النّقد الأجنبي، وتقل الإعانات المالية للأغذية الأساسية، لتعود الأسعار للارتفاع من جديد.
المحروقات
وفي سياق متّصل، تشهد محطات الوقود اليوم زحمة سير خانقة على طول الخط الساحلي باتجاه طرابلس ومن طرابلس باتجاه بيروت والجنوب. وأقفلت في الضاحية الجنوبية معظم المجطات منذ يومين، وامتنعت عن تسليم المحروقات.
الطعام
البنزين "بالقطارة"، والمازوت والكهرباء أيضاً، حتى وصل الأمر الى الغذاء، وتحديدا اللحوم والدجاج. فكيف يبدو المشهد من احدى السوبرماركات في هذا الفيديو؟