إيران راعية للمصالح الأميركية والغربية في العراق والمنطقة فهل ينجو لبنان؟ | أخبار اليوم

إيران راعية للمصالح الأميركية والغربية في العراق والمنطقة فهل ينجو لبنان؟

انطون الفتى | الثلاثاء 17 يناير 2023

سعيد: لا يمكننا أن نلوم أوروبا والولايات المتحدة بل من يتجنّبون رفع الصوت من الداخل

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

من سيحرّر لبنان من إيران، ومن سياساتها، ومن مفاعيل اتّفاقها أو عدم اتّفاقها "نووياً" مع الولايات المتحدة الأميركية والغرب، أو مع جيرانها في منطقة الخليج، طالما أن آخر المعطيات المتوفّرة حتى الساعة تُفيد بزيادة قوّة طهران الإقليمية، وحتى العالمية.

 

رسالة إيجابيّة

فالى جانب عَدَم قدرة، أو عَدَم رغبة أحد بلَجْم الانخراط الإيراني في الحرب الروسيّة على أوكرانيا، بشكل صارم، فإن إيران لا تزال تلعب دور "الراعي الأمين" لمصالح أوروبيّة وغربيّة في أكثر من مكان بالشرق الأوسط.

فعلى سبيل المثال، ينظر مراقبون الى حديث رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني مؤخّراً، الذي أيّد فيه بقاء القوات الأميركية في العراق لأَجَل غير محدَّد، انطلاقاً من أن القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" يحتاج إلى مزيد من الوقت، على أنه رسالة إيرانية إيجابية للولايات المتحدة الأميركية، وبادرة حُسن نيّة من طهران تجاه واشنطن، والمصالح الأميركية في العراق، والشراكات الأميركية - العراقية.

 

الكهرباء

ورغم تبايُن الآراء حول إمكانية انزعاج الأميركيين من توقيع العراق لأضخم عقد في مجال الطاقة مع شركة "سيمنس" الألمانية، لكَوْن الأخيرة مُنافِسَة شرِسَة لشركة "جنرال إلكتريك" الأميركية، إلا أن أكثر من مُتابع للشؤون العراقية، وللسياسة الإيرانية في بغداد، يؤكد أن مذكرة التفاهم العراقية المشتركة مع "سيمنس" تهدف الى تطوير منظومة الكهرباء في العراق، وأنها تصبّ في إطار المصالح الأميركية والغربية في العراق، وهي تمّت برعاية وتسهيل من إيران.

 

من سينجح؟

وإذا أضفنا العقود التي تتعلّق بشركة "توتال" الفرنسيّة في العراق، وبشركات فرنسيّة وأوروبيّة أخرى هناك أيضاً، نقول إن العلاقات الغربية - الإيرانيّة ليست بالسّوء الذي تبدو فيه، وذلك رغم الاحتجاجات الغربية على قمع المظاهرات الشعبيّة في إيران، وعلى عمليات الإعدام هناك، والتهديدات بأن تلك الممارسات الإيرانيّة لن تمرّ من دون ردّ.

وانطلاقاً ممّا سبق، من سينجح في تحرير لبنان من الاحتلال الإيراني؟

 

من الدّاخل

أشار رئيس "المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان" النائب السابق فارس سعيد الى أن "هناك أقليّة في لبنان تستعمل عبارة الاحتلال الإيراني، مقابل أغلبية تتحدّث عن السلاح غير الشرعي، وهو تعبير فضفاض. فمسدّس عادي غير مرخَّص هو سلاح غير شرعي. ولكن حال هذا لا يشبه حالة آلاف الصواريخ الإيرانية الموجودة في لبنان".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "النواب الذين دخلوا البرلمان قبل أشهر، لا يتحدّثون بدورهم لا عن سلاح "حزب الله"، ولا عن إيران وتأثيرها على لبنان، بتوصيف دقيق. ومن هذا المُنطَلَق، لا يمكننا أن نلوم لا دول أوروبا، ولا الولايات المتحدة الأميركية، إذا كانت لا تساعدنا، بل يتوجّب أن نلوم أولئك الذين يتجنّبون رفع الصوت من داخل لبنان، للحديث عن أن الأزمة اللبنانية ناتجة عن الاحتلال الايراني للبلد. وبالتالي، كيف يُمكن للغرب أن يساعد أهل لبنان، إذا كانوا لا يتحدّثون عن احتلال؟".

غير موجودة

ولفت سعيد الى أن "العلاقات الأوروبية - الإيرانية متوتّرة حالياً، وذلك بسبب انخراط إيران في حرب أوكرانيا. وهو وضع قابل لإيجاد شريك خارجي لنا، يساعدنا على رفع الاحتلال الإيراني عن لبنان، شرط أن يكون هناك مبادرة وطنية في هذا الاتجاه. ولكن اللبنانيين ليسوا في هذا الوارد حالياً كما نرى".

وأضاف:"يعمل المسيحيون على طريقة أن إما يُصبح هناك دولة في لبنان، أو سيؤسّسون هم دولتهم. ويعمل السُنَّة على أساس رغبتهم بإيجاد إدارة سياسية جديدة لهم، تحلّ مكان الفراغ الذي تركه الرئيس سعد الحريري في صفوفهم. أما الدروز، فيعملون على طريقة "بعود عن الشرّ وغنّيلو"، طالما أنهم يعيشون في مناطقهم بسلام. أما الشيعة، فمغلوب على أمرهم، وهم تحت سيطرة "حزب الله" وحركة "أمل". ونصل الى العلمانيّين، الذين يتحرّكون على أساس أن الأزمة لا تتعلّق باحتلال، بل بأزمة طوائف. وبالتالي، لا أحد في البلد يقوم بمبادرة وطنية لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان".

وختم:"صدر القرار بخروج الجيش السوري من لبنان في أيلول عام 2004. ولولا وجود إطار لبناني جامع لجميع اللبنانيين آنذاك، تكامل مع هذا القرار الخارجي، لكان بقيَ القرار قراراً، من دون أي تطبيق. وهنا نسأل، لنفترض أن المجتمع الدولي أصدر قراراً بإخراج إيران من لبنان اليوم، من هي الجهة اللبنانية التي ستُلاقيه؟ هذه الجهة غير موجودة".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار