لم ولن وسوف... ولكن الكلمة الأخيرة لمن يُمسك الأرض من هنا الى العالم... | أخبار اليوم

لم ولن وسوف... ولكن الكلمة الأخيرة لمن يُمسك الأرض من هنا الى العالم...

انطون الفتى | الخميس 09 مايو 2024

شروط الفريق الحليف لإيران في لبنان لا تزال ثابتة منذ البداية

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

قد تكون القوى الرافضة لأي نوع من حوار أو نقاش حول رئاسة الجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، وحول سائر الملفات الخلافية في البلد، محقّة. ولكن ما لا حقّ لها فيه، هو أن تَعِد الناس بأوهام لن يتمكّن أحد من الإمساك ولو بطرفها، ولا في أي يوم من الأيام.

 

 

لم ولن وسوف...

فمن يقول للناس إننا لن نقبل بكذا وكذا، ولن نحاور، ولن نناقش، وسوف، وسوف، وسوف،... لأننا لن نستسلم، يجب عليه أن يتوقّف هنا، وأن لا يُكمِل بالقول إن الشمس ستُشرِق غداً أو بعد غد على أبْعَد تقدير، أو إن السيادة، والحرية، والاستقلال... تُسابق طُرُقها إلينا.

فمن حيث المنطق والواقع، يرى الجميع أن دول العالم كافة، من أكبرها الى أصغرها، تُرسل الموفدين والمبعوثين والزوار الى لبنان لتُناقش فريق الحرب فيه، ولتفاوضه في ملفات محلية، وفي أخرى إقليمية واستراتيجية ذات أبعاد دولية. فيما أطراف الـ "لن نقبل"، و"لن، ولن، ولن..."، قد لا ينتبه أحد في العالم الى أنها موجودة في البلد، أصلاً، وهي تستقبل الزوّار وتودّعهم من الناحية الفخرية لا أكثر.

وبحسب المنطق والواقع، لا يمكننا أن ننتظر نجاح الفئة الثانية في الحصول على ما تريده رئاسياً وحكومياً وسياسياً. فالفئة الأولى هي صاحبة الحكم الفعلي، والاستثمار السياسي الفعلي لكل شيء. وأما كل ما يبقى من وعود من جانب هذا الطرف أو ذاك، فهي ليست أكثر من "مضيعة للوقت" تُستخدم لأهداف انتخابية بعيدة المدى، ولمصالح خاصّة لدى هذا الطرف المحلّي او ذاك.

 

بين الرئاسة والجنوب

في هذا السياق، تدعو مصادر مُطَّلعة في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "الفصل بين ما يحصل في الجنوب من مواجهات ومعارك من جهة، وبين الانتخابات الرئاسية والاستحقاقات السياسية في الداخل، من جهة أخرى".

وتعتبر أنه "رغم ارتباط الانتخابات الرئاسية في لبنان بالدور والنفوذ الإيراني فيه، إلا أن نتائجها لا تحدّد مصير النفوذ الإيراني الأكبر على مستوى المنطقة عموماً، كما هو حال نتيجة الحرب في الجنوب".

وتشير الى أن "شروط الفريق الحليف لإيران في لبنان لا تزال ثابتة منذ البداية، وهي الإصرار على رئيس حليف لا يطعن المقاومة في الظهر. وهم لا يزالون مُصرّين على هذا المبدأ، وعلى المرشح الرئاسي نفسه رغم مرور أكثر من عام ونصف على الشغور في كرسي الرئاسة الأولى، ورغم كل ما يحصل في الجنوب. وبالتالي، لا شيء يؤثّر على شروط ومطالب هذا الفريق لا على المستوى الرئاسي، ولا على ذاك المرتبط باحتمالات التصعيد العسكري جنوباً".

 

مشروع "ثوري"

في أي حال، قد يبدو الإصرار على نَيْل كل شيء لدى فريق الحرب في لبنان منطقياً، بالنّسبة الى فريق يشعر بفائض قوّة كبيرة في البلد منذ نحو 18 عاماً، وبأنه (البلد) بات ضيّقاً جدّاً عليه وعلى طموحاته، التي قد لا تكفيها منطقة الشرق الأوسط وحدها.

فمن يمكنه أن يقاتل ضمن مشروع "ثوري" في آسيا الوسطى، وأوروبا الشرقية، وشبه الجزيرة العربية، والمشرق العربي، وأفريقيا، وأميركا الشمالية والجنوبية... يكتسب خبرة عالمية في كل شيء، ولا يعود بإمكان أحد تحجيمه بكرسي رئاسة في لبنان، أو بحكومة، أو ببيان وزاري. وهذا ما تستوعبه كل دول العالم.

وأما في لبنان، فهناك من لا يزال ينتظر عودة عقارب الساعة الى الوراء، أي الى ماضٍ انتهى منذ زمن بعيد، ولم يَعُد يوجد منه سوى ذاكرة تخونها الوقائع الحاضرة.

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة