مليار قد "يتبخّر" مع النّفط في بلد "ستُستَمطَر" مشاكله بعد انتهاء حروب المنطقة... | أخبار اليوم

مليار قد "يتبخّر" مع النّفط في بلد "ستُستَمطَر" مشاكله بعد انتهاء حروب المنطقة...

انطون الفتى | الخميس 09 مايو 2024

نتحرّك بين الخطر الإسرائيلي وإمكانية توسيع الخلافات اللبنانية - اللبنانية

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

 

قد "تطير" وعود المليار يورو الأوروبية للبنان، تماماً كمصير أوراق الشجر اليابسة عند هبوب رياح قوية، وذلك إذا اندلعت مواجهة عسكرية كبرى في جنوب لبنان خلال المرحلة القادمة.

 

"ترف" متروك

وإذا كانت وعود النّفط والغاز "الزهرية" جُمِّدَت بسبب التوتّر الجنوبي، رغم اتّفاق الترسيم الحدودي الجنوبي الموقَّع وما يختزنه من أبعاد سياسية وأمنية، فإن لا شيء سيمنع "تبخُّر" الوعود الأوروبية "بالمليار" في حال اندلاع حرب جنوباً.

وبموازاة ذلك، لا يمكن لأحد أن يتخيّل سوى النتائج الكارثية من جراء أي نوع من أنواع التدهور العسكري المُحتَمَل في جنوب لبنان، على صعيد البلد عموماً. ففي تلك الحالة، لن يتمكّن أحد من التركيز على أمور كثيرة في البلد، وسينحصر التفكير كلّه بضرورة وكيفية الإسراع بإنهاء الحرب، وتخفيف خسائرها، وهو ما يعني أن ملف النزوح السوري قد يتحوّل الى "ترف" متروك لمستقبل ما بعد وقف العمليات العسكرية.

وما بين الحرب والتلهّي بنتائجها، قد يصحو اللبنانيون مستقبلاً على لبنان جديد من النواحي كافّة، وعندما لن يكون ممكناً القيام بأي شيء.

 

خسائر كبرى

رأى مصدر مُتابع أن "أسباب التوتر اللبناني تمتزج ما بين أزمة الحُكم التي تعصف بالبلد، بمعيّة الأزمة الاقتصادية، وفقدان الدولة القدرة على اتّخاذ قراراتها الأمنية والعسكرية بنفسها، وذلك وسط مواجهات تتوسّع جنوباً في كل يوم أكثر فأكثر".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "هذا الوضع يشكل خطراً كبيراً جداً على مستقبل لبنان. فالخشية من توسّع العمليات الحربية جنوباً لا ترتبط بالخسائر البشرية المُحتمَلَة فقط، بل بالخسائر المادية عموماً، وتلك التي ستطال البنى التحتية خصوصاً، في وقت يعاني فيه البلد من أزمة مالية واقتصادية خانقة، ومن فقدان كل الظروف التي تسمح بقدوم العرب لمساعدته على إعادة إعمار ما سيتهدّم".

 

 

خلافات لبنانية - لبنانية

وأكد المصدر أن "كل تلك الاحتمالات تتسبّب بحالة من التوتر السياسي والشعبي، نظراً الى أن الناس تعاني من الجوع والقلّة. وسيزداد منسوب هذا التوتر إذا توسّعت الاشتباكات جنوباً، خصوصاً إذا دخلنا في مرحلة من إعادة تمركز فصائل فلسطينية مسلّحة قد تتّخذ من لبنان قاعدة لاستمرار الصراع مع إسرائيل".

وختم:"هذا ما حصل تماماً بين عامَي 1969 و1975. وقد أدى آنذاك الى اشتعال حرب بين الفلسطينيين وقسم من اللبنانيين، وصلت في مراحل لاحقة الى حرب أهلية بين اللبنانيين أنفسهم. وهو ما يعني أننا نتحرّك الآن بين خطرَيْن، الأول هو خطر الاعتداء الإسرائيلي إذا انزلقت الأمور الى تدهور إضافي جنوباً، والثاني هو إمكانية توسيع الخلافات اللبنانية - اللبنانية من جراء ذلك، خصوصاً إذا بات الجنوب ساحة للعمل الفلسطيني. وإذا أضفنا الى ذلك أزمة اللاجئين السوريين، نُصبح أمام مشهد داخلي مُضطّرب جدّاً، قد يرافقنا الى ما بعد انتهاء الحرب في المنطقة، وهو قادر على أن يترك أثراً كبيراً على مستقبل لبنان".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة