مساعدات دولية تمكّن من وقف التدهور الى حين موعد الاستحقاق النيابي
عمر الراسي - "أخبار اليوم"
تقاطع دولي ادى الى ولادة الحكومة اللبنانية، اذ في لحظة ما اتت اشارات اميركية من خلال الفرنسيين، بان انجاز هذا الملف العالق فيه مصلحة مشتركة، ولا بد من انهائه. وفي الوقت عينه، ايران التي امتنعت لاشهر طويلة عن الافراج عن هذا الملف ما ادى الى اعتذار رئيسين مكلفين (السفير مصطفى اديب، والرئيس سعد الحريري)، لم ترَ في ولادة الحكومة اللبنانية خسارة ورقة من يدها.
وقد اعتبر مصدر متابع ان تأليف الحكومة لم ينهِ الازمة، بل يبدو ان ايران تلقت تطمينات بشأن الملف النووي بعد التعنت و التهديد الاميركي بنسف المفاوضات من اساسها.
وقال المصدر: تلاقى هذا التقاطع الخارجي، مع رسائل ايجابية داخلية بين الاطراف المتنازعة، اذ حصل حزب الله بدوره على تطمينات بان الحكومة لن تتضمن وجوها استفزازية له ولا تتخذ مواقف تصب في هذه الخانة، بل سيكون هدفها الاساس تسيير شؤون الدولة والحد من الانهيار. اضف الى ذلك انهيار الاوضاع الاقتصادية في لبنان طال بيئة حزب الله او البيئة الحاضنة له رغم انها لم تعانِ كسواها من الفئات اللبناية، نظرا الى المساعادات التي استمر الحزب بتوزيعها.
في موازاة ذلك، اشار المصدر الى ان انطلاقة الحكومة ستترافق مع ضخ 3 مليار دولار من صندوق النقد والبنك الدولي ومساعدات خارجية، بمعنى ان لبنان سيحصل على جرعة ولو موقتة، من الدعم الجزئي تحول دون الانهيار الكامل.
وقد بدأت طلائعها امس من خلال تبلّغ وزارة المال من صندوق النقد الدولي بأن لبنان سيستلم في 16 أيلول 2021 حوالي مليار و 135 مليون دولار أميركي بدل حقوق السحب الخاصة (SDR) وذلك عن العام 2021 وقيمته 860 مليون دولار وعن العام 2009 وقيمته 275 مليون دولار، على أن يودع في حساب مصرف لبنان.
وبالتالي، توقع المصدر ان تستطيع هذه الحكومة وقف التدهور على الاقل بين 6 و8 اشهر، اي الى حين موعد الاستحقاق النيابي، لكن الاهم والاخطر هو ان الغرب - تحديدا الاوروبين واكثر تحديدا الفرنسيين- تخلوا عن الشروط الاصلاحية التي طالب لبنان بها. وبالتالي فان موعد التسوية الكبيرة لم يحن بعد، لا بل ما زال من المبكر البحث فيها، في المقابل رحلة تقطيع الوقت مستمرة.
للاطلاع على مقال تحت عنوان :"3 ملايين ليتر من المازوت الايراني... احتفالات لاستقبالها ولكن؟!" اضغط هنا