المسيحيون سيلتفّون حول نقاط القوة اكثر فاكثر... فما كان جدوى التهديد؟!
عمر الراسي -"أخبار اليوم"
وجه امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الرسائل الى الداخل، حيث شن هجوما عنيفا لا بل صوب مباشرة على حزب القوات اللبنانية ورئيسه الدكتور سمير جعجع، في رد مباشر على 14 تشرين الذي اعتبره الاخير 7 ايار مسيحي...
هذا التصعيد الذي كان متوقعا، لم يصبّ في خانة شد العصب، بل ادى الى مفاعيل عكسية تحديدا في الشارع المسيحي، حيث اعتبر مصدر واسع الاطلاع، عبر وكالة "أخبار اليوم" ان تأكيد نصر الله المعلن على ميزان القوة الذي يميل الى ناحيته، هو رسالة الى كل اللبنانيين ان لا احد يمكن ان يزحزحه اكان في الداخل لان القوة التي يملكها تهد الجبال، ولا في الخارج لان كل الحلفاء الذين تستند عليهم اخصام الحزب انكسروا وانكفأوا عن المنطقة.
واشار المصدر الى ان الخطاب في جوهره جاء متوترا اكثر من العادة، ويعود لاسباب خارجية وداخلية، اذ يبدو ان الحزب يستشعر ان شيئا ما في الخارج لا يسير على ما يرام، لا سيما فيما يتعلق بعدم سلوك المفاوضات الايرانية - الاميركية نحو الاتجاه الايجابي، اضف الى ذلك استمرار المعركة في اليمن، وعدم حسم الفريق الايراني الانتخابات العراقية لصالحه. اما في الداخل، فانها المرة الاولى الذي يظهر فيها حزب الله وكأنه فقد المظلة المسيحية او اقله انحسرت من فوق رأسه فاصبحت مصابة بكسور، لا تظلل ولا تحمي من مطر.
ورأى المصدر ان نصر الله الذي كان يعتبر ان الاكثرية المسيحية تؤيده، اعترف بالامس بصورة غير مباشرة ان رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع نجح بشكل او بآخر بـ"تجييش" الشارع المسيحي ضد حزبه. وهو (اي نصر الله) في المقابل لم يعط اي سلفة او جرعة دعم لـ"حليفه" رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ولا للتيار بل حصر كلامه عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
وتابع: اما رسالة نصر الله الواضحة فكانت باتجاه رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية حين قال: "فرنجية وقف معنا في الإنتخابات وكان وفيّاً وصاحب موقف أخلاقي كبير جداً"، وهذه من الاشارات التي لا بد من التوقف عندها في الاستحقاقات المستقبلية.
وردا على سؤال، رأى المصدر ان درجة التوتر التي كانت بادية على نصر الله انعكست بخطاب صب في مصلحة الخصم في حين كان يقصد الحاق الضرر به. وسأل ما جدوى الكلام عن 100 الف مقاتل "لم نجهزهم لحرب أهلية بل لندافع عن بلدنا في وجه الأعداء"، وتابع: "متوجهًا لجعجع "أنت عم تحسب غلط متل ما حسبت غلط بكل حروبك وطلعت خاسر"، فهل هؤلاء المقاتلون سيتوجهون الى الداخل؟
وقال المصدر من خلال هذه العبارات وجه نصر الله رسالة الى المسيحيين بان قوة حزب الله خارقة، وعليهم التخلي عما تبقّى لديهم من قوى... وهذا ما لم يفعله المسيحيون بل سيلتفون حول نقاط القوة اكثر فاكثر.
للاطلاع على كلمة نصر الله اضغط هنا