"لا يمكن لأي نظام دستوري أن يكون صالحاً من دون التزام الحياد" | أخبار اليوم

"لا يمكن لأي نظام دستوري أن يكون صالحاً من دون التزام الحياد"

| الأربعاء 17 نوفمبر 2021

لو اتفق الجميع على معنى الكلمات التي يستعملونها لكانت زالت 99% من المشاكل

خاص –"أخبار اليوم"

حال من الفوضى والانقسامات والغرائز وسياسات التعطيل والارتهان الى محور مقابل آخر  تسود، وكل محور يدافع عن خياراته، وما كان ينقص إلا الخطابات عالية السقف على وقع حماوة الحملات الانتخابية في ظل جمود ساسي قاتل وشلل حكومي. ثمة من يدعو الى الحياد ويرى في عدم الالتزام به ضرب لصيغة لبنان.

في رأي دعاة مبدأ التزام الحياد انه إذا تعمّقنا بكل المشاكل التي نواجهها في لبنان إن كانت سياسية أو أمنية أو قضاية أو وطنية أو سواها نرى انها كلها تعود الى عدم التزام لبنان سياسة الحياد والابتعاد من المحاور. واذا كان يقال أنه لو اتفق الجميع على معنى الكلمات التي يستعملونها لكانت زالت 99% من المشاكل، كذلك الأمر ينطبق على الحياد، وهذا الاستنتاج ليس نتيجة تحليل بل وقائع تاريخية قديماً وحديثاً. فالتاريخ الحديث يكشف انه منذ العام 1958 الى اليوم حصلت حوادث عسكرية لأن ثمة فريقاً حاول الانضمام الى الوحدة السورية – المصرية برئاسة عبد الناصر. لكن في العام 1961، وبعد كل مشاكله مع لبنان وبعدما اكتوى من تجربة الوحدة مع سوريا، اكتشف عبد الناصر ان لبنان الحيادي أفضل لمصر من لبنان المنحاز ودعا الى حياد لبنان. أما في العام 1967 فقد أنقذ لبنان نفسه من الحالة الاسرائيلية – العربية لأنه التزم الحياد العسكري.

ويكمل من يرون في الحياد انقاذاً للبنان، انه في العام 1968 تمّ قصف مطار بيروت وأصيبت 13 طائرة تابعة لطيران الشرق الأوسط لأن الفلسطينيين بدأوا يقومون بعمليات عسكرية انطلاقاً من لبنان. وبعد عام دخل لبنان في اعتداءات اسرائيلية متواصلة لأنه وقّع على اتفاقية القاهرة وخرج من حياده العسكري وسلّم جزءاً من أراضيه في الجنوب الى منظمة التحرير الفلسطينية. أما في العام 1975 فبدأت الحرب اللبنانية نتيجة انحياز فريق لبناني الى محور غربي والاتحاد السوفياتي في ذلك الوقت. وبعد حرب السنتين والدخول السوري الى لبنان، اعتبرت اسرائيل هذا الدخول انحيازاً، وبدأت تتدخل في الشؤون اللبنانية.

في الوضع الحاضر، بعد بدء الثورات العربية دخلنا في كل المتاهات، اذ حصل انحياز في البداية من السُّنّة واعتبروه ربيعاً عربياً سرعان ما ظهرت حقيقته على أنه "ربيعاً متطرفاً"، ثم دخل "حزب الله" في معارك في عدد من الدول كاليمن وسوريا والعراق. وهذا ما دفع الى الاستنتاج انه كلما انحاز لبنان الى طرف دفع الثمن من وحدته وأمنه وسلامه وشراكته الوطنية، مستشهدين بما قاله البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظته الأحد الفائت "ألّا شراكة وطنية من دون حياد"، علماً ان الأخير من أبرز العاملين على تثبيت الحياد. فمهما كان نظام لبنان الجديد الذي يعمل عليه مركزياً أو لامركزي أو فدرالياً أو كونفدرالياً فلا يمكن لأي نظام دستوري أن يكون صالحاً من دون التزام الحياد ولا يمكن لوحدة لبنان أن تكون ثابتة من دون اعتماد الحياد.

ويختمون: لولا الانحياز الحاصل حالياً لكل فريق الى محور معيّن لما كانت "أزمة وزير الإعلام" جورج قرداحي ولا التعطيل الحكومي ولا حتى الخلاف على القضاء...

للاطلاع على مقال تحت عنوان: "مصدر ديبلوماسي: حكّام لا يشعرون بالحاجة الملحة لانتشال البلد من القعر"، اضغط هنا

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار