تصريح روسي ايجابي بشأن النفط... لكن ماذا عن التطبيق؟ | أخبار اليوم

تصريح روسي ايجابي بشأن النفط... لكن ماذا عن التطبيق؟

عمر الراسي | الأربعاء 24 نوفمبر 2021

موسكو تعمل للحؤول دون تمدّد الصين واي اتفاق نووي ليس من مصلحتها!

عمر الراسي -"أخبار اليوم"

 اعلن وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، خلال استقباله نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب عن جهوزية دولته للتنقيب عن النفط والغاز في لبنان عبر شركة "نوفاتك"، وهي الشريك مع "اينا" الايطالية و"توتال" الفرنسية.
وجاء هذا الموقف في ضوء المحادثات التي تطرّقت - اضافة الى تسليم لبنان صور الأقمار الاصطناعية التي التُقطت يوم الانفجار في مرفأ بيروت - إلى خلق الظروف لتحديث وتوسيع المجمع التابع لأكبر شركة نفط روسية "روس نفط" في مرفأ بيروت.
لكن يبدو ان الإعلان الروسي هذا لا ينفصل عن استراتيجيات موسكو في ما يتعلق بالشرق الاوسط بدءا من سوريا. الى جانب دورها المتزايد على السواحل اللبنانية، بعدما فازت بعقد لتطوير منشآت النفط في طرابلس واستغلالها لمدة 20 عاماً، كما أنها تتوسط بين دمشق وبيروت بعد ما أظهر عقد للتنقيب الموقّع في ايار الفائت مع السوريين تداخلاً في المياه الإقليمية بين البلدين.

وقد اشار مصدر ديبلوماسي الى ان التصريح الروسي بشأن النفط أمر هم، ولكن يبقى الأهم، كيف يمكن الوصول الى التطبيق، لان اي تحرّك لا يكون منفصلا عن السياسة. ورأى المصدر، عبر وكالة "أخبار اليوم" ان روسيا لا تريد مواجهة ايران بل إزاحتها عن المشهد الشرق الأوسطي، لذا تبحث عن طرف ثالث لخوض هذه المواجهة، وفي موازاة ذلك تسعى الى تعزيز استثماراتها في المنطقة أكان في البحر او النفط او على البرّ...
وفي الوقت عينه، اعتبر المصدر ان موسكو تعمل للحؤول دون تمدّد الصين الى ساحة الشرق الاوسط، لتبقى اللاعب الوحيد بدءا من دمشق.
وردا على سؤال، اوضح المصدر ان سياسة الرئيس فلاديمير بوتين تقوم على عدم تقديم الخسائر، فخلال الحرب السورية قاتلت موسكو من خلال الوجود الايراني، والخسارة الفعلية وقعت حين وقعوا الروس في مصيدة الطائرات الاميركية، اي خلال الغارة الاميركية على دير الزور شمال سوريا في شباط 2018، واضاف: هذا ما ينطبق على الاقتصاد والعلاقات التجارية.

وفي الإطار عينه، لا يستبعد المصدر ان تكون روسيا ايضا في انتظار ما سيصدر عن المفاوضات الاميركية – الايرانية الحاصلة في فيينا، معتبرا ان من مصلحة الروس عدم تحقيق النتائج، بمعنى انها غير قادرة على منافسة التمدّد الغربي الاقتصادي نحو الشرق وصولا الى طهران أكان على مستوى صناعة السيارات او الطائرات، وما سوى ذلك من صناعات ثقيلة، حيث ان نجاح المفاوضات سيؤدي الى اتفاقات تجارية، تجعل من ايران "أرضا خصبة" لفتح المصانع، على غرار عقد وُقّع مع "رينو" الفرنسية في العام 2017.
ومن هنا اعتبر المصدر ان روسيا من مؤيدي "التطبيع" العربي مع سوريا، بما يؤدي الى وضع حدّ للإندفاع نحو ايران مستقبلا.

ويخلُص المصدر الى القول، هذا المشهد المتشابك، لا ينفصل عن الملف النفطي والاستثمار فيه.

للاطلاع على مقال تحت عنوان : "الاهتمام الاعلامي بـ"قضية قرداحي" تراجع... هل يطبخ الحلّ في الكواليس؟!"، اضغط هنا

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار