ما لم يعطه بري في سنوات العهد المنصرمة لن يقدمه في سنة العهد الاخيرة | أخبار اليوم

ما لم يعطه بري في سنوات العهد المنصرمة لن يقدمه في سنة العهد الاخيرة

داود رمّال | الإثنين 29 نوفمبر 2021

الاستحقاق الانتخابي النيابي يزيد الضغط على القوى السياسية ويصعّب الحلول

اي مبادرة تسوية ولو ظرفية لحزب الله محكومة بموافقة رئيس المجلس قبل اي احد آخر

داود رمال- "أخبار اليوم"

صار من اوضح الواضحات ان المسار السياسي في لبنان مصاب بعطب جوهري، يمنع اي تسوية من الاقلاع والترجمة العملية، بحيث تكثر المبادرات وتنعدم الحلول.

استبشر اللبنانيون خيرا بعدما تمكنت قيادة الجيش اللبناني من جمع الرئاسات الثلاثة في ساحتها صبيحة يوم عيد الاستقلال، مؤكدة المؤكد من ان هذا الجيش الذي يبقى خشبة الخلاص الوحيدة، وعلى الرغم من المعاناة الكبيرة التي يكابدها جراء نتائج الفشل السياسي على كل الاصعدة، لا زال صامدا ويواجه بما تبقى من لحمه الحي بعدما انعدمت كل مقومات الصمود الاجتماعي والمعيشي، اذ يكفي الالتفات في ساحة الشرف الى اي جهة ليرى الحاضرون  اسماء الشهداء وما ارتفع من علامات تخليد تمجّد ذكرى المئات لا بل الالاف ممن بذلوا الدماء على مذبح الوطن ليبقى صامدا ومستقلا وعصيا على الاندثار.

كما كانت علامة مميزة ان يترافق الرؤساء الثلاثة في سيارة واحدة من اليرزة الى قصر بعبدا، حيث عقدت خلوة في السيارة استكملت في مكتب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، اعلن عقبها كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي بأن الخير قادم. ومن يومها وننتظر ان يأتي الخير الذي لمّا يصل بعد.

ما يقوله مصدر سياسي واسع الاطلاع لوكالة "أخبار اليوم" بأن "التخبط على مستوى القوى السياسية والحزبية هو سيد الموقف، وان ضغط الانتخابات النيابية وتحالفاتها الصعبة زاد كثيرا من هذا التخطبط، بعدما لم يبقِ اي من الفرقاء "ستر مغطى" على الاخر واستخدموا كل انواع الحملات والاتهامات وحتى الشتائم في سياق تحميل المسؤوليات عما آلت اليه الامور اقتصاديا وماليا ونقديا ومعيشيا".

واضاف المصدر ان "القوى الرئيسية التي تشكل رافعة لحلفائها تعاني من كيفية تصفير المشاكل قبل موعد الانتخابات، اقله لعقد تحالفات انتخابية بين حلفائها المتخاصمين على كل شيء، الامر الذي يزيد من حدة التوتر الذي يترجم رفع سقوف الخطابات والمواقف السياسية، ناهيك عن القلق الكبير الذي ينتاب القوى السياسية الممثلة في البرلمان من تكبدها خسائر في تمثيلها النيابي، اذ اصبح من المحسوم ان خريطة المجلس النيابي لجهة توزّع القوى ستتغير بشكل نوعي، وسيكون لذلك تأثير على خريطة التوازنات والتحالفات داخل المجلس، مما يعني ان صياغة التوافقات حول الاستحقاقات الدستورية سيتغير ايضا وسيكون اكثر صعوبة".

واوضح المصدر "ان الذين راهنوا على حلحلة في مسألة عودة مجلس الوزراء للانعقاد من خلال فصل ملف التحقيقات العدلية عن عمل الحكومة، وذلك كنتيجة للقاء الرؤساء الثلاثة عون وبري وميقاتي، ربما اخطأوا في الحسابات، لان الخلافات بين الرئاستين الاولى والثانية اعمق من هذه المسألة وسابقة لكل المستجدات التي يعمل على تدوير الزوايا من حولها، فان ما لم يعطه بري الى عون في سنوات العهد المنصرمة لن يقدمه في اشهر العهد الاخيرة، لا بل اكثر من ذلك، هناك من ينشرح وهو يرى كيف تسير الامور الى نهايات مأساوية، لا لسبب الا لاحقاد شخصية ونكايات سياسية، ومن يراهن على قدرة حزب الله على انتاج تسوية ولو ظرفية فان رهانه سيخيب لان اي مبادرة للحزب محكومة سلفا بسقف موافقة بري قبل اي احد آخر".

الى اين؟ من هنا، يجيب المصدر "الى مزيد من الايام السوداء الاشد قتامة، والتي تشبه وجوه وافعال الطبقة السياسية الممعنة في ارتكاب فعل التدمير لكل شيء منذ ثلاثين عاما واكثر وهي مستمرة على ذات المنوال، ومن يراهن على تغيير جذري في المشهد عليه ان يخفض مستوى توقعاته الى اقل من الصفر، لان لبنان دخل عمليا مرحلة انتظار التسويات الاقليمية والدولية واي حل سيتم اسقاطه على الواقع اللبناني المهترئ سيكون من خارج وليس من صنع الداخل العاجز عن القرار والتوافق والاتفاق".

للاطلاع على مقال تحت عنوان: "التيّار بلا الحزب.. الاعلان الرسمي قريباً؟"إضغط هنا

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار