لبنان في جولة ماكرون الخليجية: التنسيق حول دعم البلد المنهار وتجاوز أزمة المقاطعة

 هل لدى الرئيس الفرنسي  الاوراق الكافية لاقناع السلطات الخليجية

 "النهار"- سمير تويني

يتوجه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في 3 و 4 كانون الاول الى الخليج العربي في جولة تشمل الامارات العربية المتحدة وقطر والسعودية، فيجتمع بولي عهد أبو ظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع الشيخ محمد بن زايد على غداء عمل نهار الجمعة، وسيكون له لقاء مع امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وسيجتمع السبت في مدينة جدة مع ولي العهد وزير الدفاع السعودي الامير محمد بن سلمان.

وعشية هذه الجولة، اشارت مصادر في قصر الاليزيه الى انه خلال لقاءاته مع المسؤولين في الخليج العربي "فان الرئيس الفرنسي سيتطرق الى ثلاثة ملفات مهمة، هي اولا: الحرب على الارهاب والراديكالية وتمويل المنظمات الارهابية. وسيبحث معهم في ما تحقق حتى الآن من خلال تعاونهم، وسيشدد على تعميق هذا التعاون واستمرار الحرب على تنظيم "داعش". كما انهم سيتناولون المبادرات الامنية والاستقرار في منطقة "الجوار القريب" لمواجهة الارهاب".
وأضافت المصادر "ان الاقتصاد والترويج للمنتجات الفرنسية ودعم الشركات الفرنسية العاملة في المنطقة ستكون الملف الثاني، وسيُعقد مؤتمر اقتصادي خلال زيارة ماكرون للسعودية يترأسه عن الجانب الفرنسي الوزير فرانك رييستير والوزير السعودي خالد الفاتح".
وسيتناول الملف الثالث الاخير، وفق المصادر نفسها "الدور الذي يريد ماكرون ان تقوم به فرنسا في المنطقة، اي ان تكون عنصرا وشريكا فاعلا في توازناتها، والتواصل مع جميع الاطراف ليكون لها دور وازن وذو صدقية في المشاكل التي يواجهها الشرق الوسط، كما لمواجهة التوترات في منطقة الخليج الناتجة عن ارتدادات الملف النووي الايراني على العلاقات بين دول الخليج". ونوهت المصادر "بالدور الفرنسي في مؤتمر باريس الاخير من اجل ليبيا الذي عُقد الشهر الماضي، وفي مسألة التقريب بين وجهات النظر خلال مؤتمر بغداد الذي شارك فيه الرئيس الفرنسي".

اما بالنسبة الى الملف اللبناني فقالت المصادر ان "الرئيس ماكرون سيحمل هذا الملف الى الدول الخليجية، وسيدعو هذه الدول كما فعل سابقا الى تعزيز التنسيق في ما بينها وبين فرنسا لدعم الشعب اللبناني الذي يعاني من الانهيار في بلده".

واضافت: "سيعمل الرئيس ماكرون مع قادة الامارات وقطر والسعودية لدعم لبنان، وسيتناول العلاقات الديبلوماسية التي تربط هذه الدول مع لبنان وسيطالب بتعزيزها بعد الازمة التي ادت الى مقاطعة هذه الدول للبنان"، بعد تصريح وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي.
اما بالنسبة الى القمة الدولية المطروحة من اجل مساعدة لبنان على تخطي ازماته، فأكدت المصادر "ان الرئيس الفرنسي جاهز للاستجابة للحالات الطارئة الانسانية والسياسية، ولكنه يعتبر ان المشكلة الحقيقية في لبنان هي مشكلة بنيوية، ويجب معالجتها من هذه الزاوية". وأشارت الى ان "الامر الطارئ ما زال الاستجابة والتعامل مع الازمة اللبنانية بكل جوانبها السياسية والانسانية والاجتماعية".

والسؤال المطروح: هل لدى الرئيس ماكرون الذي يقوم اخيرا بجولة خليجية تم تأجيلها مرارا الاوراق الكافية لاقناع السلطات الخليجية التي تقاطع لبنان بان من مصلحتها العودة عن هذه المقاطعة قبل ان تتسلمه ايران كلّيا لأن السياسة لا تقبل الفراغ؟