القبس- أنديرا مطر
تحظى جولة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الدول الخليجية الثلاث، السعودية والإمارات وقطر باهتمام لبناني واسع، حيث يأمل اللبنانيون أن يكون لبلادهم حصة من المحادثات، في أعقاب الأزمة الدبلوماسية الأخيرة، وفي ظل أفق مسدود كلياً، سياسياً ومعيشياً ومالياً.
وغدا يحط ماكرون في الإمارات، بعد احتفال الدولة الخليجية بالذكرى الخمسين لتأسيسها، ويلتقي ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وفي هذا الصدد، قال الإليزيه إن «شراكة طويلة الأمد» تجمع فرنسا بالإمارات، مشيراً إلى أن الزيارة «ستسمح بتعزيزها سياسياً وإستراتيجياً ودفاعياً، وأيضاً اقتصادياً وثقافياً».
ومن المرتقب أن يتوجه ماكرون لاحقاً إلى قطر، حيث يلتقي أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي التقى أخيراً الرئيس اللبناني ميشال عون، وتعمل بلاده على وساطة لحل الأزمة اللبنانية - الخليجية.
ثم ينتقل ماكرون صباح السبت، إلى السعودية حيث سيجري «مقابلة معمقة» مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وكان الإليزيه أفاد بأن «المملكة العربية لاعب رئيسي في المنطقة، و لا يمكن للمرء أن يتخيل وجود سياسة طموحة في الشرق الأوسط دون إجراء حوار مع هذا البلد».
على جدول محادثات ماكرون مع القادة العرب إضافة إلى الأزمة مع لبنان، جملة من القضايا الدبلوماسية والأمنية، منها الأمن الإقليمي ومحاربة الإرهاب، والانتخابات الليبية، إضافة الى الشق الاقتصادي، حيث من المرجح أن تتمخض هذه الزيارة عن الإعلان عن عدد من العقود مع شركات فرنسية، وفق الإليزيه.
وأوضحت مصادر إعلامية فرنسية ل القبس أن مسألة الأمن الإقليمي تتصدّر جدول أعمال الزيارة، فالولايات المتحدة وفرنسا مصممتان على ردع محاولات إيران للإمساك بالخليج العربي، ومنعها من تصنيع القنبلة النووية.
وتضيف المصادر أن حلفاء فرنسا في الخليج العربي «سيطلبون من ماكرون الإبقاء على حزمه مع إيران في مفاوضات فيينا، وسيتفهم ماكرون ذلك، مناشداً إياهم في مقابل ذلك التخفيف من الحزم تجاه لبنان قدر الإمكان، وإيلاء الوضع اللبناني مزيداً من الرعاية والاهتمام».