حكومة الزوايا المسنَّنة... وميقاتي لفرنجيه: ما تشكيلي ببكيلك | أخبار اليوم

حكومة الزوايا المسنَّنة... وميقاتي لفرنجيه: ما تشكيلي ببكيلك

| الجمعة 03 ديسمبر 2021

النتيجة: لا حكومة فعّالة

"النهار"- عباس صباغ

لم يستطع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وإنْ كان مشهودا له بتدوير الزوايا، ان يخرج البلاد من الحلقة المفرغة التي انزلقت اليها. فالاطراف السياسيون على مواقفهم ولا شيء تغير، والنتيجة: لا حكومة فعّالة.

عندما التقى الرئيس ميقاتي الرئيس ميشال عون صباح الاربعاء الماضي خرج غير متفائل حكومياً، إذ اكد ان "حكومته ماشية ومجلس الوزراء مش ماشي". واللقاء الذي استمر نحو نصف ساعة وإن تخلله حديث عن غزارة الامطار التي كانت تهطل وكان الرئيسان يراقبانها من نافذة غرفة الاجتماع مشددين على "الخير السماوي"، الا ان البحث في تجاوز معضلة المحقق العدلي في قضية انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار لم يصل الى خواتيمه. وبحسب متابعين للشأن الحكومي فإن بعبدا ترفض المقايضة بين البيطار واعادة جلسات الحكومة، وتسأل عن الاصرار على التعطيل في ظل الظروف المعقدة داخلياً واقليمياً، وتضيف: "أما آن الاوان لعودة اجتماعات الحكومة لا سيما ان هناك قرارات يجب ان تصدر عن مجلس الوزراء تتعلق بمسائل حيوية وكذلك باستجرار الغاز من مصر والطاقة من الاردن عبر سوريا، عدا عن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والتصدي للازمات والتداعيات بعد رفع الدعم والاستعداد لرفع الدولار الجمركي".

عندما التقى ميقاتي حليفه الدائم في الشمال رئيس "تيار المردة" النائب السابق سليمان فرنجيه، سمع شكوى من الاخير الذي لمّح الى مغامرة يخوضها (ربما مرغماً) قد تطيح طموحاته الرئاسية، لا سيما في ظل التأزم الذي يكتنف علاقة لبنان بالسعودية وتحمّله تبعات عدم استقالة وزير الاعلام جورج قرداحي.

وبحسب مطلعين على فحوى اللقاء، فإن ميقاتي الذي استمع الى شكوى حليفه الشمالي كان متفهماً هواجس زعيم "المردة"، لا سيما ان حاله ليست افضل.

فرئيس الحكومة المغادر لنادي رؤساء الحكومات السابقين يشعر بأنه بات محاصراً من بيئته، وان تظاهرات "الميني غضب الاثنين" كانت رسالة واضحة له من "تيار المستقبل"، وبالتالي عليه حسم خياراته. كل ذلك يجعل من شكوى فرنجيه غير ذات قيمة لان ميقاتي في وضع لا يُحسد عليه، وان البكاء ليس كثيراً على وصف حاله اليوم.

اما وزير الاعلام الذي لا يزال على موقفه بعدم الاستقالة، وان التواصل الاخير مع رئيس الحكومة لم يفضِ الى ضمانات يطلبها قرداحي مقابل استقالته، وبحسب مصادر متابعة فإن ميقاتي لم يستطع الحصول من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على ضمانات تسمح بمعادلة "استقالة قرداحي تساوي رفع العقوبات عن لبنان واعادة الامور الى ما كانت عليه مع السعودية قبل الكشف عن الفيديو الذي وصف فيه قرداحي الحرب على اليمن بالعبثية".
والسؤال: ماذا بعد؟

الطرفان المطالِبان بتنحية القاضي البيطار على مواقفهما ولا شيء تغير، وعبارتهما الثابتة هي "لا حكومة في ظل استمرار البيطار في نهجه في التحقيق".

اما المتفائلون فيعتقدون ان الساعات الـ 48 المقبلة ستكون حاسمة ولتبيان الخيط الابيض من الاسود، وإنْ كانت الآمال المعلقة على مسعى ماكرون ليست كبيرة. ويقول أحد قياديي 8 آذار: "السعودية لن تحصل من ماكرون او من غيره على تذكرة دخول الى مفاوضات ايران مع الدول الكبرى بشأن الاتفاق النووي، وبالتالي لا يمكن ماكرون ان يقدم وعداً للرياض باصطحابها الى طاولة المفاوضات في فيينا، وان التشدد السعودي ضد لبنان سيبقى على حاله".

وفي الحصيلة لا جلسات للحكومة هذا العام ما دامت المعادلات على حالها، وان حدثا امنيا ربما يقلب المعادلات ويرغم الوزراء على العودة الى طاولة مجلس الوزراء، أو يحزمون حقائبهم للعودة الى ديارهم.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار