السعودية تراقب "الحُسينيات" في سوريا وأنظمة التجسّس الإسرائيلية تغيّر المنطقة! | أخبار اليوم

السعودية تراقب "الحُسينيات" في سوريا وأنظمة التجسّس الإسرائيلية تغيّر المنطقة!

انطون الفتى | الجمعة 03 ديسمبر 2021

مصدر: عندما يتحرّك المصري في الملف الفلسطيني يكون هدفه "زكزكة" الخليج

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

على وقع المساعي الإماراتية لخَلْط الأوراق الإقليمية، بما يتطابق مع المسار "الإبراهيمي"، يرتفع منسوب القلق المصري.

فالإمارات تعمّق علاقاتها من القوى الإقليمية الثلاث الأساسية في المنطقة، وهي إسرائيل، وتركيا، وإيران، في شكل سيؤثّر على مصر كقوّة إقليمية أيضاً، عاجلاً أم آجلاً، وهو ما يدفع القاهرة الى استعمال بعض أوراقها التقليدية، في محاولة لرفع الصّوت.

 

قرارات

فالجمعيّة العامة للأمم المتحدة مرّرت ثلاثة قرارات متعلّقة بالقضية الفلسطينية والجولان مؤخّراً.

أحد تلك القرارات يتعلّق بالقدس، قدّمت مشروعه مصر، وهو يحثّ على وقف التحريض، خصوصاً في المواقع ذات الحساسية الدينية، ويدعو الى ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في المدينة. بالإضافة الى قرار يتعلّق بالجولان، قدّمت مشروعه مصر أيضاً، وهو يؤكّد أن استمرار احتلال إسرائيل للجولان، يمثّل عائقاً أمام تحقيق السلام العادل والدائم والشامل في المنطقة.

 

واشنطن

الولايات المتّحدة الأميركية من جهتها، صوّتت ضدّ تلك القرارات، وانتقدت الإشارة إلى "الحرم الشريف" فقط، في النّص المصري حول قرار القدس، بدلاً من "الحرم الشريف - جبل الهيكل"، وهو مصطلح متَّفَق عليه، يعترف بصِلَة اليهود والمسلمين معاً، بالمدينة.

 

السلام

يرى خبراء في الشؤون الإقليمية أن لا حاضنة خليجية لأي دور مصري في الملفَّيْن الفلسطيني والسوري، إلا من باب ما يُمكن أن تدخل إليه الإمارات ودول الخليج، على صعيد وقف هدر الأموال الخليجية، ونقل التمويل الخليجي للفلسطينيين من زاوية تأمين الظروف الإنسانية والاقتصادية والصحية والتربوية المُناسِبَة، ومحاولة إيجاد فرص عمل للفلسطينيين في الخليج، الى تحقيق "تطبيع" فلسطيني - إسرائيلي، يموّل دولة فلسطينية قادرة على استقبال استثمارات خليجية، تفتح آفاقاً جديدة للفلسطينيين أبعَد من تلقّي المساعدات الدّائمة. وهو ما سيحرّك الملف السوري أيضاً، ومشروع السلام في المنطقة، وفق أولويات جديدة.

 

"زكزكة"

أوضح مصدر واسع الإطلاع أن "أي تطبيع إقليمي إضافي مع إسرائيل، يؤذي مصر، لأنه سيحوّل حركة الاستثمارات العربية الى تل أبيب".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "المصري عندما يتحرّك في الملف الفلسطيني، يكون هدفه "زكزكة" دول الخليج. والمخاوف المصرية تزداد مؤخّراً، انطلاقاً من أن التقارُب الإماراتي - التركي، قبل حلّ المشاكل المصرية - التركية بالكامل، سيؤثّر على القاهرة أيضاً، بأشكال عدّة".

 

باردة

وشدّد المصدر على أن "الشعب المصري يُعاني إقتصادياً. ويحتاج الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حالياً، أي في الوقت الذي تتشابك فيه العلاقات الإقليمية إقتصادياً، الى تهدئة شارعه. والورقة الأقوى في يده على هذا الصّعيد، هي إظهار أهميّة دور مصر في القضية الفلسطينية، وتحقيق السلام في المنطقة، وكأنها قوّة دولية تعمل من داخل الأمم المتّحدة".

وشرح:"تضمين مشروع القرار المصري حول القدس عبارة "الحرم الشريف"، دون ذكر "جبل الهيكل"، هو ردّ مصري على العلاقات الباردة بين الرئيس الأميركي جو بايدن، والسيسي، لا سيّما أن الإدارة الأميركية تصوّب دائماً على القاهرة من زاوية ملفات حقوق الإنسان، والحريات، والانفتاح".

وأضاف:"الكلّ يعلم أن أولويات السيسي حالياً هي الاقتصاد، لا سيّما بعد جائحة "كوفيد - 19"، الى جانب الملفات الأمنية، ومحاربة "الأخوان المسلمين"، وليس القضيّة الفلسطينية، ولا ملف السلام العادل والشامل في المنطقة".

 

سوريا

وأشار المصدر الى أن "كل دولة خليجية تعمل على "أجنداتها" الخاصّة حالياً، وباستقلالية ملحوظة. فالإمارات تمضي بسياسة "صفر مشاكل"، التي تجعلها مستقلّة عن السعودية والجميع. فهي (الإمارات) تنفتح على سوريا، بلا أي اعتبار للإذلال الحاصل للسُّنة هناك، على أيدي النّظام السوري، وبالتعاون مع إيران".

وتابع:"نحو 10 ملايين سُنّي تهجّروا من سوريا، وخرجوا منها. والسعودية تراقب ذلك، وهي لن توافق أبداً على "سوريا شيعية"، حتى ولو تغاضَت عن دخولها الى الجامعة العربية. ولن تقترب الرياض من دمشق إذا استمرّ بناء "الحُسينيات"، وشراء إيران الأراضي السورية، بتسهيل من الرئيس السوري بشار الأسد".

 

تجسُّس

ولفت المصدر الى أن "التطبيع العربي مع إسرائيل ما عاد سياسياً واقتصادياً فقط، إذ إن أنظمة التجسّس الإسرائيلية التي تُباع الى دول التطبيع، تجعل من الأخيرة بمثابة قوى دولية موجودة في المنطقة، تُمسِك بأسرار أكبر الدّول حول العالم".

وختم:"حتى إن دخول المسيّرات والأسلحة الإسرائيلية الى دول عربيّة عدّة، يُرعِب محيطها. والمثال على ذلك، هو أن التقارُب الأمني الإسرائيلي - المغربي يُرعِب الجزائر، لأنه قادر على تغيير كل معادلات منطقة المغرب العربي".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار