"برباريّو" لبنان قد يفقدون رؤوسهم والنّيران ستأكل الأخضر واليابس! | أخبار اليوم

"برباريّو" لبنان قد يفقدون رؤوسهم والنّيران ستأكل الأخضر واليابس!

انطون الفتى | الجمعة 03 ديسمبر 2021

 

ليسوا "هاشلة بربارة"

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

عشيّة التعييد للقديسة الشهيدة بربارة، نتذكّر آلامها واستشهادها حبّاً بالمسيح الرب، ورفضاً لنكرانه، والتخلّي عنه مقابل المال، والجمال، والزواج، وأقوى العلوم، والعيش الرّغيد.

فبربارة هي الإبنة الوحيدة لوثني اسمه ذيوسقورس، وهو غنيّ بدرجة الثّراء الفاحش، شديد القسوة، الى درجة أنه تسبّب بآلام شديدة لابنته (بربارة) بسبب تحطيمها الأصنام في قصره، ورفضها الزّواج، بعدما اهتدت الى حياة جديدة بالمسيح.

 

قتلَها والدها

بربارة هربت من قصر والدها، قبل أن يمسكها، ويرسلها الى الوالي مركيانوس. وهي عانت من التعذيب، ومن الجلد، وخُطِّطَ لها أن تُقتاد عارية أمام الجماهير، وأن يُطاف بها في الأسواق، على تلك الحالة. ولكن السيّد المسيح ستر عريها، وجعل الملائكة تلبسها حلّة بيضاء، تشبه الغمامة النيّرَة.

وبدلاً من أن يتوب والدها والوالي، غضبا أكثر. فاقتادها والدها الى خارج المدينة، وقطع رأسها بالفأس، فماتت.

 

"برباريون"

"البرباريون" باتوا كثيرين في لبناننا. وما أكثر من يُشبهون الوالي والوالد، بإجرامهما.

"البرباريون" في لبناننا، هم الفقراء بصدق، لا "الشبّيحة".

 

يُجلَدون

"البرباريون" في بلادنا هم أولئك الذين ما عادوا يمتلكون حريّة الخيار في عَدَم الزّواج، حبّاً بالتبتُّل الاختياري الحرّ، الذي يمكّنهم من التوغّل في خلود المسيح بحريّة فائقة، بل لأن الأوضاع المعيشيّة تفرض عليهم العزوبيّة.

"البرباريون" في بلادنا تُجلَد صحّتهم، وستُجلَد أكثر، في بلد الاتّفاقيات الصحيّة الوَرَقية، العاجزة عن سدّ "الفجوات" الصحيّة المتزايدة، والتي ستزداد أكثر، انطلاقاً من أن لا حلول "حياتية" مُستدامة وفعّالة لأي قطاع، إلا من ضمن الحلول "المستحيلة" لـ "الفجوة" اللبنانية الكبرى.

 

"نصّابين"

"البرباريون" في بلادنا تتمزّق أجسادهم جوعاً. وهم يفقدون أبصارهم بتقنين كهربائي متزايد، ليس فقط على صعيد انقطاع الطاقة الكهربائية "الرسميّة"، بل أيضاً على مستوى أنهم باتوا يقطعون كهرباء المولّدات الخاصّة عن أنفسهم، إما بالكامل، أو بالتقليص الاختياري لساعات استعمالها، في أوان التغذية الكهربائية "الخاصّة"، التي باتت أقرب الى "تنصيبي" متروكة لضمير "النصّابين" الميت.

و"البرباريون" في لبناننا هم أولئك الذين لم يَعُد يُسمَح لهم بالتخلّي عن الجاه والمال والعلم... حبّاً بالتوغّل في أسرار المسيح الخالدة، وذلك لأن كل تلك الأمور تتقلّص في بلدهم، يومياً، ومن خارج إرادتهم.

 

"هاشلة"

"البرباريون" في وطننا، ليسوا "هاشلة بربارة"، لأنه ما عاد بإمكانهم أن "يهشلوا" من درب الحاكم الظّالم، إذ إنهم يفقدون الأصدقاء والأحباب خارج الحدود.

"البرباريون" في بلادنا، يموتون ليس استشهاداً، ولا دفاعاً عن إيمانهم، بل لأن "ظلاميّي" لبناننا قرّروا أن يعيشوا إيمانهم بـ "الطّول والعرض"، على كلّ شبر من أرضنا، وعلى حساب إيمان غيرهم، وكأنهم لوحدهم في تلك الرّقعة الجغرافية من العالم.

 

عبادات دمويّة

"البرباريون" في لبناننا، فقدوا فرصة "الاستشهاد" من أجل إيمانهم، لأن الذميّين و"الأقلّويّين" ممّن يتصوّرون أنهم يدافعون عن الحقوق، ويستعيدون الشراكة، ويعودون ويُعيدون الى الطاولة، يفضّلون بَصَل وثوم العبودية، على حريّة المسيح.

"البرباريون" في بلادنا، يفقدون فرصة الجوع، والعطش، والفقر، والموت، وفقدان الأعضاء، والرؤوس، والتعذيب، رفضاً لنكرانهم السيّد المسيح. وهم يُكابِدون كلّ تلك الآلام "عا ما شي"، ومن أجل "كرامات" و"عبادات" غريبة، دمويّة، شيطانيّة، خالية من روح المسيح المُحيي.

 

صاعقة

"البرباريون" في بلادنا، فقدوا كلّ شيء. ولكن لا بدّ للوالي الظّالم، والوالد القاتل، أن يتأمّلا جيّداً بالفأس الذي قطع رأس بربارة. فما لم نذكره في الأسطر الأولى عن استشهاد بربارة بقطع الرأس، هو أنه بعد نزول الفأس على رأسها، نزلت صاعقة من السماء، وأحرقت والدها الذي قتلها.

فـ "البرباريون" في بلادنا قد يصلون الى مرحلة فقدان الرؤوس. ولكن الصّاعقة حاضرة، وهي تنظر الى حاملي الفؤوس الكثيرة، الى المُجرِمَين المتلذّذين دماً، وإجراماً.

فهُم قد يفصلون الرؤوس عن الأجساد، ولكن الصّاعقة تنظر إليهم، والى فؤوسهم، فيما نيران عدالتها الآكِلَة تتأجّج. والنار عندما تلتهم، تمحو، وهي قادرة على أن لا تترك ما يُمكن دفنه، في ما بَعْد.

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار