لبنان في حوار ماكرون وبن سلمان... والحريري ابلغ الفرنسيين انه ترك الساحة السياسية للاهتمام باعماله | أخبار اليوم

لبنان في حوار ماكرون وبن سلمان... والحريري ابلغ الفرنسيين انه ترك الساحة السياسية للاهتمام باعماله

| الإثنين 06 ديسمبر 2021

هذا ما تم الاتفاق عليه في الرياض...


 "النهار"- رندة تقي الدين

مشكور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وفريقه الديبلوماسي الذي جهد دونما انقطاع لإعادة الحوار بين لبنان والمملكة العربية السعودية. فمَن واكب العمل الدؤوب للفريق الديبلوماسي الفرنسي المتمثل بباتريك دوريل المسؤول عن الشرق الأوسط ورئيس الخلية الديبلوماسية السفير ايمانويل بون، ادرك مدى اهتمام ماكرون بتجنيب لبنان الانهيار التام.

وادرك ماكرون ايضا أهمية المملكة ودورها في المنطقة، وقال في ختام لقائه وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جدة حيث واكبت "النهار" جولته: "ان الهدف الأساسي لزيارتي الى السعودية وباقي دول الخليج هو العمل لاستقرار المنطقة وامنها. وقد اثرنا مع السعودية كل المواضيع من دون أي محظورات. ونحن في اكبر دولة خليجية وشعب كبير يناهز عدده 37 مليونا، وعدد الشباب فيه كبير حيث جزء مهم من مستقبل الخليج والمنطقة بأسرها يتحدد فيها بفعل وزنها الديموغرافي والاقتصادي واهميتها التاريخية والدينية والنفطية". وفي هذا الاطار اجرى ماكرون مع ولي العهد السعودي حوارا طويلا حول لبنان في الخلوة التي جمعتهما الاثنين الماضي في القصر الملكي في جدة وتكللت باتصال هاتفي سعودي - فرنسي مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ومسار فرنسي - سعودي بدأ بعد الحوار لعودة العلاقات السعودية - اللبنانية ومنع انهيار كامل للبنان. فقد نجح ماكرون الذي بدأت جهوده عندما عمل مستشاره الديبلوماسي المحنك باتريك دوريل يوميا لحل الازمة الجديدة التي نشأت مع تصريحات الوزير جورج قرداحي بالنسبة الى الحرب في اليمن. وبعد استقالة قرداحي كان لتصريحات ميقاتي اثر ايجابي إزاء المملكة السعودية وقيادتها، خصوصا انه أشار الى ان حكومته ستعمل على مكافحة المخدرات التي تصدَّر الى الخارج، فدفعت هذه العوامل السعي الفرنسي للوساطة مع السعودية. وأمس قال مصدر في الاليزيه لـ"النهار" ان الازمة الديبلوماسية بين السعودية ولبنان قد انتهت، مضيفا ان مسارا من التعاون والتنسيق الفرنسي - السعودي بدأ للعمل على دعم الشعب اللبناني ومنع انهياره.

ويتطلب هذا المسار عودة اجتماع الحكومة اللبنانية واجراءها الإصلاحات المطلوبة دوليا على صعيد المال والطاقة. واللافت ان البيان الفرنسي - السعودي أشار الى أهمية امتلاك المؤسسة الشرعية وحدها السلاح، أي الجيش، بما معناه ان سلاح "حزب الله" غير الشرعي مرفوض. وفي هذا الصدد قال المصدر نفسه ان "هذا الموقف ليس جديدا بالنسبة الى فرنسا وهو واضح في جميع قرارات مجلس الامن المرتبطة بلبنان".

وكشف المصدر الرئاسي الفرنسي انه تم الاتفاق على انشاء صندوق للبنان يعمل بكل شفافية للمساعدات في قطاعي الصحة والدراسة وهو قيد الإنجاز ويجري وضع اطاره حاليا. وكانت زيارة الرئيس الفرنسي الى الخليج مثمرة بالنسبة الى التعاون الفرنسي - السعودي الذي سيستمر بين البلدين حول لبنان، بحسب المصدر الذي اكد انه مسار تحرك مشترك وليس مبادرة.

فماكرون وفريقه يعوّلان على عدم ترك لبنان ينهار، ويُترك كليا لإيران و"حزب الله". والكرة في ملعب الحكومة اللبنانية ورئيسها المدعوم من فرنسا. فهل سيستطيع تجاوز مطبات "حزب الله" باصراره على اقالة القاضي طارق البيطار وتعود الحكومة الى اجتماعاتها كي تتمكن من الحصول على مساعدات من البنك الدولي لمشاريع معينة، وكي تقوم بإصلاحات مطلوبة في قطاعات المال والطاقة؟

هذا هو الرهان الحقيقي بالنسبة الى المستقبل القريب في لبنان. اما المساعدات المالية التي ستأتي عبر هذا التعاون الفرنسي - السعودي فستكون مرتبطة بالشفافية بالنسبة الى المشاريع التي سيتم دعمها. وما زالت التحديات كبيرة لإنقاذ لبنان، ولكن على الأقل بداية المسار الفرنسي - السعودي إزاء لبنان هي بريق امل لشعب لم يعد يصدق شيئا. لكن من واكب ماكرون في جولته الخليجية رأى في هذا الرئيس الكثير من الشبه مع خلفه الراحل جاك شيراك في اهتمامه بلبنان وتعامله مع قيادات الخليج وبذل جهد كبير للاقناع خصوصا ازاء الموضوع اللبناني واطلاعه على تفاصيل الحياة السياسية اللبنانية ومدى معرفته باستياء جزء كبير من الشعب اللبناني من الطبقة السياسية.

والحجة الفرنسية لاقناع القيادة السعودية هي انه لا يجوز ترك الساحة اللبنانية لـ"حزب الله" وايران كليا، خصوصا بحسب معلومات "النهار" ان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ابلغ الفرنسيين انه ترك الساحة السياسية للاهتمام باعماله، وهذا يطرح السؤال: من هو البديل ليكون زعيمها، خصوصا ان البعض يراهن على عودته؟

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار