البيطار "الأزمة" و"حزب الله" لا يتراجع... ولهذه الأسباب لم يزر البابا لبنان | أخبار اليوم

البيطار "الأزمة" و"حزب الله" لا يتراجع... ولهذه الأسباب لم يزر البابا لبنان

| الإثنين 06 ديسمبر 2021

الخازن: البلد وأهله لن يتحملوا وزر أفعال مراهقي السياسة بعدما دخلنا في عداد الدول المنهارة

 "النهار"- وجدي العريضي

انتهت الجولة الأولى من الصراع السياسي، إثر استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي بعد معركة خيضت في الداخل والخارج. والسؤال المطروح: ماذا عن الخطوات الأخرى ولا سيما معاودة مجلس الوزراء الانعقاد؟ وهل يستطيع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صديق لبنان، كما بدأ يُطلق عليه من قِبل الدائرة المقربة إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، حلحلةَ العُقد السياسية والقضائية وسواها؟

في السياق، تلفت مصادر سياسية مطلعة إلى أنّ المسألة المرتبطة بتعطيل مجلس الوزراء منفصلة عن المساعي والاتصالات والجهود التي بُذلت من أجل استقالة قرداحي، إذ لا يقبل "حزب الله" أن يخسر ورقة ثانية بعدما سبق له ان رفض استقالة وزير الإعلام وكان من أشد المدافعين عن قرداحي، إذ يُنقل عن أوساطه أنّ معركة إزاحة القاضي طارق البيطار هي "أمّ المعارك ولن يتراجع عنها"، في حين أنّ الرئيس الفرنسي ومن خلال المعلومات المستقاة من أكثر من جهة سياسية وديبلوماسية، لن يدخل في هذا البازار بل سيدفع بمستشاريه للتواصل مع طهران كي تمارس "مَونتها" على "حزب الله"، كذلك إنّ الملف القضائي لا يعني باريس وحدها بل المجتمع الدولي برمته لمعرفة حقيقة مَن فجّر المرفأ، وهذا بالنسبة إلى ماكرون من الثوابت والمسلّمات.

وعلى خط آخر، فإنّ الأزمات تتخطى عودة مجلس الوزراء إلى الانعقاد نظراً الى ما يحيط بالبلد من قلق ومخاوف سياسية وأمنية واقتصادية، وذلك ما عبّر عنه البابا فرنسيس من قبرص، وهنا ثمة تساؤلات أيضاً حول عدم زيارته للبنان حيث الجزيرة قريبة جداً منه.

في هذا الإطار، يقول عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن لـ "النهار"، "إنّ قداسةَ البابا يحمل لبنان في قلبه وعقله"، لافتاً إلى أنّه كان على علم بأنّ قداسته سيُطلق مواقف تخص هذا البلد الذي يكنّ له محبة خاصة، نظراً إلى ما لدى الفاتيكان من قلق ومخاوف حول ما يحيط بلبنان من مخاطر في السياسة والأمن والاقتصاد، وصولاً إلى أسى عبّر عنه الحبر الاعظم من قبرص. وعطفاً على ذلك، يتابع الخازن، "انّ البابا لم يزر لبنان لأسفه على ما آلت إليه الأوضاع فيه من تدهور مريع وغياب الحسّ الوطني والإصلاح وتعطيل مؤسسات الدولة، إلى الانقسام الحاد بين المكونات السياسية ومن ثم الخطاب الطائفي والمذهبي، وذلك ما يشكل استياءً لدى الكرسي الرسولي، بحيث ثمة إصرار من قداسة البابا على التعايش الإسلامي – المسيحي ونبذ الحالات المذهبية والطائفية التي تُعدّ إخلالاً بفرادة لبنان والتنوع والتعددية وذلك النموذج الفريد بين أقرانه".

وفي المعطى السياسي بعد استقالة قرداحي، يشدد الخازن على "ضرورة عودة مجلس الوزراء إلى الانعقاد ولأكثر من جلسة في الأسبوع، ربطاً بالانهيار المخيف وترهل الدولة وتفككها، وإلا سيصبح لبنان دولة مارقة وسندخل في مخاض عسير سيودي بالبلد ليس إلى الارتطام الكبير فحسب، وإنّما إلى الدمار الشامل"، مشيراً إلى "متابعته معاناة الناس التي تجاوزت في محطات كثيرة ما كان يحصل في الحرب العالمية الأولى من فقر وعوز وأمراض وانهيار للعملة والمؤسسات الصحية والتربوية، وكل المرافق والقطاعات الصناعية والعقارية والسياحية، ناهيك بالهجرة التي تُفرغ البلد من شبابه وعائلات بكاملها، وكل ذلك يُنذر بارتفاع منسوب الانحدار إذا لم يعد المعنيون إلى ضميرهم والمعالجات السريعة قبل فوات الأوان، إذ ثمة معلومات بأنّ الدول التي لطالما وقفت إلى جانبنا لن تقدم على مساعدتنا، وفي هذه الحالة لا يحكّ جلدك إلا ظفرك".

ويخلص الخازن آملاً في "عودة العلاقات بين لبنان والمملكة العربية السعودية والخليج في أقرب وقت ممكن، فهم أشقاء وأعزاء قدّموا للبنان الكثير الكثير، ولا يمكننا أن نغرّد خارج سربنا العربي، فالرياض وكل دول مجلس التعاون لها أيادٍ بيضاء على لبنان، ونتمنى أن تكون هذه الغيوم الداكنة قد أزيلت، لأنّ البلد وأهله لن يتحملوا وزر أفعال مراهقي السياسة بعدما دخلنا في عداد الدول المنهارة، وعسى أن تكون الاستحقاقات الدستورية المرتقبة مدخلاً لإنتاج سلطة جديدة تعيد لبنان إلى ما كان عليه من عزّ وبحبوحة، إلى زمن كان يفتخر فيه العالم بأسره بنا".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار