"الحزب" مرتاب من البيان المشترك... "في غاية السوء" | أخبار اليوم

"الحزب" مرتاب من البيان المشترك... "في غاية السوء"

| الثلاثاء 07 ديسمبر 2021

 المصالح المالية والفوز بمليارات الدولارات طغت على أجندة ماكرون

"النهار"- رضوان عقيل

لم يتلقَّ "حزب الله" بارتياح البيان السعودي - الفرنسي المشترك الذي صدر عقب لقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، بل يراه في "غاية السوء". واذا كان الغضب متوقعاً من طرف الرياض حيال الحزب للاسباب المعروفة، الا ان المفاجأة جاءت من رأس الاليزيه الذي تبنّى البيان المكتوب بـ"حبر سعودي"، على قول متابعين، ولا سيما عند الاشارة الى اتهام الحزب بأعمال ارهابية وزعزعته استقرار المنطقة والاتجار بالمخدرات وتصديرها، اضافة الى اعادة التذكير بقرارات لمجلس الامن مثل الـ 1559 و1680 و"ضرورة حصر السلاح بمؤسسات الدولة الشرعية"، تلك المطالب التي لا تفارق تصريحات جهات لبنانية وخارجية. ولا بد من الاشارة هنا الى ان الاتصالات لم تنقطع بين الحزب والخلية الفرنسية المتابِعة لتطورات الملف اللبناني وبقيت على حالها الى ما قبل وصول ماكرون الى جدة. ولم تتعطل القنوات المفتوحة بين حارة حريك والرئيس نجيب ميقاتي الذي حقق جملة من الخروق في الايام الاخيرة، ويعمل على تتويجها بمعاودة جلسات مجلس الوزراء التي دونها عقبات لم تُحل بعد. وكان ميقاتي ينتظر برقية تهنئة عند ولادة حكومته من القيادة في المملكة او استقباله السفير وليد البخاري، فتلقّى هذا الاتصال الهدية. ويعتقد رئيس الحكومة ان زيارة ماكرون خدمت لبنان و"كانت فرصة لا تفوّت، وان الرئيس الفرنسي قدّم خدمة كبيرة للبنان". ويلاقيه رئيس مجلس النواب نبيه بري في الموقف نفسه ولو بدرجة أقل لأن ما يريده هو ان تأخذ كل هذه المعطيات الايجابية طريقها الى التطبيق بين بيروت والرياض. ولا يعني هذا الموقف عدم اعتراضه على الطريقة التي جرى تصوير "حزب الله" فيها.

لم يفاجأ الحزب بالاتصال الذي رتّبه ماكرون بين بن سلمان وميقاتي، لأن من يتطلع الى حجم العلاقة بين بلديهما واستفادة الشركات الفرنسية من حصيلة هذه الزيارة يصبح اتصالاً من هذا النوع امراً متاحاً، وان كانت جهات عدة لا تريد رؤية ميقاتي في هذا الموقع الذي يحتله. وكان البيان المشترك الصادر عن أرفع مسؤولَين في بلديهما قد سقط كالصاعقة على رأس الحزب، والذي قبل الفرنسيون بمضمونه بعد موسم الحصاد الاقتصادي والمالي الذي سيجنونه من المملكة في اكثر من قطاع عسكري واقتصادي، واستفادة ماكرون من كل هذه العقود في حملته الانتخابية والتي جاءت حفراً وتنزيلاً بعد "نكسة الغواصات" مع اوستراليا وقبيل موعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية. وأثبتت باريس بعد زيارة ماكرون انها من المفاتيح الخارجية الرئيسية في التأثيرعلى لبنان، بدعم اميركي هذه المرة. واستغل الفرنسيون العلاقة الفاترة بين بن سلمان والرئيس الاميركي جو بايدن. وأحدث الاتصال ارتدادات في الداخل اللبناني، ولا سيما انه خلق موجة من عدم الترحيب ان لم تصل الى حدود الاستياء عند العونيين والحزب حتى لو وعد ماكرون بقيامه باجراء اتصال مع الرئيس ميشال عون، الأمر الذي لم يفعله عند تأليف الحكومة ولا في ذكرى عيد الاستقلال عندما اكتفى بتهنئة الشعب اللبناني فقط.

واظهرت خلاصة كل ما حصل ان ميقاتي يشكل ركيزة الفرنسيين راهنا في لبنان. وما تستغربه دوائر الحزب التي لم تشأ بعد الرد على البيان المشترك في شكل رسمي، هو ان باريس كانت ولاتزال تعمل على عدم التماشي مع الاميركيين ودول اوروبية وغربية اخرى بعد وضعه على لوائح الارهاب، في وقت لا تغيب العيون الفرنسية الديبلوماسية عن وحداتها المشاركة في "اليونيفيل" في الجنوب والدور الذي تؤديه حيال القرار 1701. ولا ضيرعند الحزب من مطالبة الفرنسيين او غيرهم بضرورة سير الحكومة في تحقيق جملة من الاصلاحات واعادة التبادل التجاري مع المملكة.

ويبقى ما لا يهضمه ولا يقبله الحزب هو المسّ بصلب أدبياته والمبادىء التي يقوم عليها، واتهامه في البيان بأنه يتاجر بالمخدرات ويعمل على تصديرها. ولم تنفك قيادته وعلى رأسها السيد حسن نصرالله عن رفضها الشديد والحاسم لمثل هذه الاتهامات بل تشديدها اكثر من مرة على ان مثل هذا العمل يتعارض مع الدين الاسلامي وأدبيات الحزب واخلاقياته. ويغمز الحزب هنا من ان المصالح المالية والفوز بمليارات الدولارات طغت على أجندة ماكرون ودفعت حلقته من المستشارين الى القبول بمضمون البيان المشترك الذي ستستغله بالطبع جهات محلية في اطار حملاتها المتواصلة ضد الحزب، والتي سيرتفع منسوبها أكثر كلما اقترب موعد الانتخابات النيابية.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار