هل بدأ "إعلان جدّة" يتعرّض لقصف من "حزب الله"؟ | أخبار اليوم

هل بدأ "إعلان جدّة" يتعرّض لقصف من "حزب الله"؟

| الخميس 09 ديسمبر 2021

غريّو أوضحت الموقف الفرنسي وميقاتي يتابع


 "النهار"- وجدي العريضي

تكثر التساؤلات حول مصير "إعلان جدّة"، وصولاً إلى "الكابيتال كونترول" والملف القضائي والإنتخابات النيابية، وسائر الملفات الساخنة، بعد انتفاء موجة التفاؤل التي عمّت البلد بعد إقرار "إعلان جدّة"، وكسر الجليد على خط العلاقة اللبنانية ـ السعودية، والتي تُوِّجت باتصال كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان برئيس الحكومة نجيب ميقاتي، إذ يُنقل وفق أوساط سياسية مطلعة أن ميقاتي كان مستاءً جداً من المقدّمة النارية لنشرة أخبار تلفزيون "المنار"، وهذا كان موضع قلق ومخاوف من أن ينقضّ "حزب الله" على "إعلان جدّة" ويعمد الى نسفه، الأمر الذي ترافق مع سلسلة مواقف لقادة الحزب وبعض الإعلام المقرّب منه، مما يطرح التساؤلات حول كيفية تسييل التوافق الذي حصل بين ماكرون وبن سلمان في حال استمرّ "حزب الله" بحملاته، وحيث مرشّح لها أن تتفاعل، خصوصاً أن ما ينقل من أوساط حارة حريك، يشير إلى غضب واستياء من مواقف الرئيس الفرنسي، وتحديداً العبارة التي وردت في بيان جدة، والتي تشير إلى أن "حزب الله" يزعزع الإستقرار في لبنان والمنطقة. من هذا المنطلق، بدأ القلق يتسرّب إلى الجميع، وخصوصاً رئيس الحكومة الذي شرع، وفق المتابعين والمواكبين لحركته، في التحضير لزيارة المملكة العربية السعودية. وفي حال استمرّت الأمور على ما هي من قِبل "حزب الله"، عندئذٍ ستعود الخلافات اللبنانية ـ الخليجية إلى المربّع الأول، وعلى هذه الخلفية، يعوّل على اتصالات فرنسية ـ إيرانية من أجل أن تمارس طهران ضغوطها على "حزب الله"، الأمر الذي لمّحت إليه السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريّو في مجلس خاص، وبدت مرتاحة الى ما أُنجِز في جدة بين الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي.

في سياق متصل، تتابع الأوساط نفسها، أن زيارة السفيرة الفرنسية إلى قصر بعبدا، بدّدت أجواء غضب رئاسة الجمهورية بعدما وضعت الرئيس ميشال عون في أجواء حراك الرئيس ماكرون، مفنّدة الظروف التي أحاطت باتصال ماكرون وولي العهد السعودي بالرئيس ميقاتي، وان لقاءها رئيس الجمهورية إنما أتى بتكليف رسمي من الرئيس ماكرون، وثمة اتصال قريب سيحصل من الإليزيه ببعبدا، وبالتالي ليس ثمة خلفيات لكل ما جرى، ومن الطبيعي، في ظل الخصوصية التاريخية التي تربط رئاسة الحكومة بالسعودية، أن يكون هناك اتصال وتواصل بين السرايا والمملكة، في حين أن الرئيس ميقاتي هو مَن واكب واجتهد للوصول إلى النتائج المتوخاة، والتي ظهرت جليّة من خلال المساحة الواسعة لإعلان جدّة حول الملف اللبناني بكل تفاصيله، من دون أن تخفي بعض الدوائر المتابعة لمسار الإتصالات، أن البعض تجنّب رئاسة الجمهورية، على اعتبار أن ثمة ورقة تفاهم وتحالفا بين بعبدا و"حزب الله"، ولا يمكن في خضم هذه الأزمة أن يحصل أي تواصل، حتى من قِبل بعبدا، مع دول الخليج، التي تتجنّب إحراج "حزب الله" الحليف الأساسي للعهد ولـ"التيار الوطني الحر"، ولا سيما أنهما على علاقة فاترة مع الرياض والخليج. وعطفاً على ذلك، أدار رئيس الحكومة كل ما يتصل بالأزمة مع الخليج، على أن يحصل في وقت قريب تواصل بين الإليزيه وبعبدا، ربطاً بما ترمز اليه الرئاسة الأولى من بُعد وطني ومسيحي، بمعزل عن شخص رئيس الجمهورية حالياً، باعتبار أن البعض ينقل أجواء مؤدّاها أن مواقف باريس بدأت تتماهى مع واشنطن والرياض ومعظم دول المجتمع الدولي حول النظرة الى "حزب الله"، إذ ردّ الرئيس الفرنسي على تجاهل مبادرته، لا سيما الشقّ المتعلّق بالإصلاح عبر إعلان جدة وما تضمّنه من موقف لافت وواضح تجاه سياسة "حزب الله" في لبنان والخارج.

وتؤكد المصادر أن العاصمتين الفرنسية والسعودية أبدتا كل حرص للحفاظ على أمن لبنان واستقراره ودعمه، وثمة خطوات إيجابية مرتقبة ستأتي ربطاً بمواكبة المسار اللبناني، وبالتالي الإلتزام بما أقرّه إعلان جدة ليبنى على الشيء مقتضاه حول كيفية التعاطي مع المسؤولين اللبنانيين، إذ لا يُخفى أن استياءً يعبّر عنه من قِبل غالبية زعماء الخليج والعرب والعالم إزاء أداء المنظومة السياسية الحالية في لبنان، وعدم التزامها القرارات الدولية، أو العملية الإصلاحية الإدارية والمالية.

أضف الى ذلك ان هناك ارتيابا من أكثر من مسؤول لبناني حول التزام "حزب الله" البيان الصادر عن الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي، لا بل أن أحد المراجع السياسية يبدي تخوفه من الأشهر المقبلة على لبنان، لأن لغة التعطيل ما زالت سائدة بدءاً من إقفال مجلس الوزراء، إضافة إلى ما هو حاصل بالنسبة للملف القضائي، بينما تبقى الطامة الكبرى حول ما ستكون عليه الإستحقاقات الدستورية المقبلة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار