هذا ما يجري خليجياً ودولياً على الخط اللبناني | أخبار اليوم

هذا ما يجري خليجياً ودولياً على الخط اللبناني

| الجمعة 10 ديسمبر 2021

ميقاتي في القاهرة بعد إعلان جدّة لا قبله...


"النهار"- وجدي العريضي

لا تنفصل زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى القاهرة عمّا يجري على خط بيروت والخليج، باعتبار أن القيادة المصرية قامت بجهد كبير على صعيد دعم لبنان وحلّ معضلاته في فترة التأليف، وصولاً إلى الأزمة اللبنانية ـ السعودية، فضلاً عن دور الجامعة العربية، حيث كانت لمساعد الأمين العام للجامعة السفير حسام زكي، زيارة لبيروت من أجل السعي للحلّ، إلا أن زكي، نظراً لصعوبة استقالة قرداحي حينذاك، غادر لبنان مستاءً وعبّر عن ذلك في اتصالاته مع بعض أصدقائه في لبنان. من هنا، لم تكن زيارة ميقاتي لمصر مفاجئة، ولكن المعلومات التي أشارت إليها "النهار" قبل فترة، كانت تؤكد أن ميقاتي لن يزور أي دولة عربية قبل زيارته المملكة، وأقلّه إعادة تنقية الأجواء بين لبنان والمملكة، وهذا ما حصل بعد إعلان جدّة، أو إذا صحّ التعبير التسوية الفرنسية ـ السعودية، التي وفق المتابعين، أعطت الرئيس الفرنسي دفعاً كبيراً قبل الانتخابات الرئاسية الفرنسية، فيما عادت الرياض إلى لبنان، ومن خلال التزامها بالثوابت والمسلّمات التي سبق أن أشارت إليها، تالياً جذبت كل دول الخليج إلى موقفها الذي يؤكد، وفق ما صدر من إعلان جدّة إلى الإمارات، أن "حزب الله" يعمل على زعزعة استقرار لبنان والمنطقة، والأبرز هو تبنّي باريس هذا الموقف الذي ما زال يثير غضباً لدى الحزب.
في السياق، تكشف أوساط سياسية مطّلعة لـ"النهار"، أن زيارة ميقاتي للقاهرة كانت مقرّرة وجرى التحضير لها، إلى أن جاءت اللحظة المؤاتية بعد اتصال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان برئيس الحكومة، إضافة إلى أن العناوين التي عرضها ماكرون مع بن سلمان، إنّما كانت في صلب مباحثات ميقاتي، وحيث إن موقف مصر من التعطيل في لبنان منذ أيام التكليف إلى التأليف، وصولاً إلى كل المحطات التي مرّ بها البلد، فذلك يتماهى ويتناغم مع الموقف الخليجي، وتحديداً السعودي، وذلك ما سبق أن عبّر عنه وزير الخارجية المصري سامح شكري، إضافة إلى تبنّي الجامعة العربية الهواجس والقلق لدى الرياض وسائر دول مجلس التعاون الخليجي من خلال ابتعاد لبنان عن محيطه العربي وارتمائه في الحضن الإيراني، الأمر الذي كشفه أكثر من مرة السفير زكي لمن التقاه في القاهرة، أو من خلال اتصالاته مع بعض المسؤولين اللبنانيين، وعلى هذه الخلفية، أبدى دهشته لما آل إليه الوضع اللبناني في الآونة الأخيرة، وقد واكب ذلك عن كثب أثناء زيارته الأخيرة لبيروت.

وتردف المعلومات، مشيرة إلى أن لبنان دخل في حقبة جديدة في إطار تعاطيه مع الخليج ومحيطه العربي عموماً، وصولاً إلى باريس ولندن وواشنطن، بمعنى أن السياسة الخارجية اللبنانية التي كانت معتمدة في السنوات السابقة، والتي ولّدت أضراراً جسيمة على لبنان سياسياً واقتصادياً وعلى كل الصعد، إنما سيعاد تصحيحها، وذلك انطلاقاً من إعلان جدّة إلى البيان الإماراتي السعودي. وثمة من يشير، نقلاً عن الاوساط الأميركية والفرنسية، الى أن الساحة الداخلية لن تكون مخطوفة بعد اليوم بالشكل الذي كانت عليه، وثمة محطات جديدة سيشهدها لبنان إذا أحسن مسؤولوه تلقّف ما جرى من جدّة إلى أبو ظبي وصولاً إلى القاهرة، ولاحقاً إلى أكثر من عاصمة خليجية وعربية ودولية، بمعنى أن الجميع جاهز لدعم لبنان ومساعدته في حال التزامه بكل المواقف والبيانات التي صدرت في الآونة الأخيرة.
ونقلاً عن معطيات فإن ما يحصل اليوم في الداخل والخارج إنما يتزامن مع اتصالات هادئة تجري بعيداً عن الأضواء لخروج لبنان من أزماته السياسية والدستورية وتأمين الأرضية الملائمة لإجراء الانتخابات النيابية، وربطاً بذلك، ثمّة تواصل بين الدول المعنية بالشأن اللبناني لإيجاد حلول ناجعة أكبر من "سان كلو"، كما أشيع أخيراً أن هناك مسعى لتكرار هذه التجربة، أي إعداد أكثر من سيناريو وصيغة تنقذ لبنان، حتى إنه، وفق المعلومات المؤكدة، يطرح البعض عربياً وأوروبياً من خلال التواصل مع بعض الأطراف اللبنانية جسّ نبض حول إمكانية حصول انتخابات رئاسية مبكرة، وأن لا يكون الرئيس العتيد زعيماً سياسياً أو رئيساً لتيّار أو لكتلة نيابية، بل على غرار الرئيس الراحل شارل حلو، وهذا ما ترغب فيه باريس وتؤيّده معظم عواصم القرار.

وأخيراً وعَوداً على بدء، فإن رئيس الحكومة، في هذا الوقت الضائع وأمام البرودة السياسية التي تخيّم على العلاقات الرئاسية، وصولاً إلى استمرار تعطيل الحكومة، سيعمل على اعتماد آلية المجالس الوزارية المصغّرة لتسيير شؤون البلد مع مواصلة جولاته الخارجية، وحيث الاتصالات البعيدة عن الأضواء والإعلام جارية على قدم وساق لترتيب زيارة للرياض، وكلّ ذلك يحصل مع تنامي القلق الذي يحيط بالبلد، لأن "حزب الله" لم "يَبلَع" البيانات التي صدرت أخيراً، والتي تدينه، وهذا يبقي كل الإحتمالات واردة في هذا الوقت القاتل.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار