ماكرون متمسّك بإعلان جدّة ولبنان إلى التدويل قبل زواله | أخبار اليوم

ماكرون متمسّك بإعلان جدّة ولبنان إلى التدويل قبل زواله

| الإثنين 13 ديسمبر 2021

فريق سيادي لا يُستهان به تلقى جرعات دعم من خلال إعلان جدّة

 "النهار"- وجدي العريضي

اكتمل عقد دول مجلس التعاون الخليجي، من خلال المطالبة بتحييد لبنان وحصر السلاح فيه وضبط حدوده، وسط معلومات بأنّ القادم سيكون بانضمام دول أخرى مثل مصر ومعظم الدول العربية، إضافةً إلى الجامعة العربية، على أساس الالتزام بالمسلّمات التي انطلقت من جدّة، ما يعني أنّ الكرة الخليجية والعربية باتت في الملعب اللبناني، في ظل تساؤلات مفادها هل بقدرة الدولة اللبنانية أن تلتزم بهذه اللاءات التي تشدّد عليها المملكة العربية السعودية، حيث تمكن وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان من أن يحظى بدعم والتفاف من جميع الدول الخليجية التي زارها أخيراً، وهذا ما تبدّى جلياً في البيانات المشتركة؟

في السياق، تكشف أوساط سياسية عليمة لـ"النهار"، أنّ وضعية الدولة اللبنانية والحكومة ومدى قدرتهما على التجاوب مع هذا الإجماع الخليجي والعربي والدولي، أي السير بإعلان جدة، إنّما أُخذت في الحسبان، وكان هناك وفق المطّلعين على بواطن الأمور بحث عميق بين وليّ العهد السعودي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أكد أنّه سيبذل كل ما في وسعه لتكون هناك دولة في لبنان لا دويلة، ويُنقل أنّه سيضع الرئيس الأميركي جو بايدن في العناوين الواردة في إعلان جدة، والأمر عينه مع زعماء دول العالم. وبمعنى آخر، ثمة أجواء بأنّ لبنان ذاهب إلى التدويل على اعتبار أنّه لا يمكن إنقاذه وإخراجه من أزماته والمستنقع الذي يقبع فيه إلا بمؤتمر دولي واتخاذ خطوات وإجراءات حاسمة قبل أن يدخل في حروب ويزول، وهذه العبارة التي أطلقها قبل أشهر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، إنّما أصبحت قريبة إلى الجدية بفعل تحلّل الدولة اللبنانية والانهيار الشامل الذي يمرّ به هذا البلد على كل المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية، وبالتالي إنّ لاءات جدة إنّما هي نابعة من حرص المملكة على دعم لبنان ومساندته، ولكن عليه أن يعود كما عهدته السعودية وكل العرب. وفي هذا الإطار يردّد مرجع رئاسي في مجالسه أنّ المواقف السعودية وإعلان جدة شبيهة بإعلان بعبدا والاستراتيجية الدفاعية، "وذلك ما كنا نطالب به حينذاك أي الالتزام بما سبق أن شددنا عليه وحذّرنا منه، إلى أن وصلنا إلى هذا الانهيار".

وتضيف مشيرةً إلى أنّ مواقف الرئيس الفرنسي التي صدمت "حزب الله" الذي آثر الصمت، غيّرت من قواعد اللعبة التي كانت سائدة قبل زيارة ماكرون للسعودية، وبمعنى آخر ومن خلال المعطيات والأجواء التي في حوزة بعض المرجعيات السياسية، ثمة متغيرات حصلت ولا بدّ من الإقرار بها والتكيّف معها، إذ يمكن القول إنّ الساحة الداخلية، بكل ما تحفل به من خلافات وانقسامات وانحدار اقتصادي مخيف، ستشهد عودة للاصطفافات السياسية القريبة من حقبة عام 2005. وبناءً على ذلك، وهنا بيت القصيد، فإن فريقاً سيادياً لا يُستهان به تلقى جرعات دعم من خلال إعلان جدّة، باعتبار البنود الواردة في هذا الإعلان كانت من صلب مواقفه لخروج البلد من الدويلة إلى الدولة والتحرر من فائض القوة الذي يملكه "حزب الله" ومن خلاله قرار الدولة في السياسة والأمن والاقتصاد وكل شيء، وذلك مقرون بتهيّب ما يجري لأنّ الجميع يدرك أنّ فائض القوة علاجه في المطابخ الإقليمية والدولية، دون تجاهل مسألة حيوية يلفت إليها أحد كبار المسؤولين السابقين، وهي أنّ هذا العهد أعطى "حزب الله" كل ما يريده في السياسة الداخلية والخارجية، وهذه التغطية من الرئاسة الأولى وتيّارها السياسي للحزب هي ما أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، لذلك لم يعد بمقدور أيّ جهة داخلية أن تفعل شيئاً في ظل إمكانيات "حزب الله" على الصعد كافة، وعطفاً على ذلك ثمة تعويل على ما جرى أخيراً من تسوية سعودية – فرنسية تبنّتها دول الخليج ومن الطبيعي القاهرة والجامعة العربية، باعتبارها خشبة الخلاص للبنان ربطاً بما يعانيه وما يحيط به من أزمات ومعضلات.

ويبقى أنّه في موازاة هذه الأجواء والتحولات، أخذ التدويل يشق طريقه متحصّناً بما تم التوافق عليه بين الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي، وذلك لن يكون مجرد نزهة أو بكبسة زرّ، بل ثمة محطات إقليمية ودولية لها صلات وحسابات، ولبنان ليس بمنأى عنها نظراً إلى هشاشة وضعه، حيث بات ساحةً ومنصّةً لإيران عبر "حزب الله" تُستعمل للمناورات السياسية وسواها في الداخل والخارج.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار