بين "ايام الـ1500" واليوم... بالدولار: اسعار انخفضت!
خبير اقتصادي يشرح الاسباب: هذا الضياع يحصل في الخضات
رانيا شخطورة - "أخبار اليوم"
تقول هدى م. انها اعتادت منذ سنوات طويلة على شراء نوع معين من الاحذية الذي تعتبره مريحا كون طبيعة عملها تفرض عليها الوقوف لفترات طويلة، حيث كانت تشتريه في السابق بسعر 100 دولار، حين كان سعر الصرف 1500 ليرة لبنانية، اما اليوم فعندما ذهبت الى شرائه وجدته بنحو مليون ليرة... صحيح ان سعره مرتفع حاليا مقارنة بـ "ايام الـ1500"، ولكن ان اردنا تحويله الى دولار وفق سعر الصرف اليومي فانه اقل من 45 دولارا... الامر الذي يدعو الى الكثير من التساؤل: هل كان اللبنانيون ضحية للسرقة؟ مع العلم انه "لا يوجد في العالم تاجر يبيع بخسارة"!
ما عبّرت عنه هدى، ينطبق على العديد من السلع والخدمات، فمثلا الطبيب المختص الذي كان يتقاضى بدل الكشف مبلغا يتجاوز احيانا الى 200 الف ليرة لبنانية – ما قبل 2020- اصبح اليوم يتقاضى 350 الفا... وعلى سبيل المثال ايضا تصفيف الشعر الذي كان بـ30 الف ليرة اصبح اليوم 50 الفا...
وتعليقا على هذه الظاهرة حيث الامثلة كثيرة، يقول مرجع اقتصادي: الارقام السابقة لم تعد موجودة اليوم، لان القدرة الشرائية للبنانيين انخفضت بنسبة 80% على الرغم من الزيادات، فعمد التجار ومقدمو الخدمات الى تخفيض مردودهم.
في حديثه الى وكالة "أخبار اليوم"، يعتبر المصدر ان المواطن اللبناني كان يعيش على كوكب آخر، وكان يجد الاسعار مقبولة، انطلاقا من راتبه، ومعلوم ان الاسعار في لبنان كانت تصنف بالمرتفعة.
ولكن في المقابل، يقول المصدر: لا بدّ من الاشارة ايضا الى ان جزءا من التكاليف التشغيلية من الايجارات الى الاتصالات وكذلك رواتب الموظفين ما زالت تحتسب على اساس 1500 ل.ل. لسعر الصرف، موضحا ان السعر الاعلى يكون على المواد الاولية المستوردة من الخارج.
ويرى المرجع ايضا انه نظرا الى انخفاض مستوى المعيشة اصبح التجار يقتنعون بالربح الاقل، لافتا الى انه في كل الدول حين ينخفض مستوى المعيشة اثر انخفاض سعر العملة، تصبح السلع فيها رخيصة.
وعن اسباب الربح الكبير، يذكر المصدر ان في لبنان السوق حرّة وتسمح بتحقيق الربح والمضاربة بين التجار.
وردا على سؤال، حول الفرق في سعر نفس السلعة بين متجر وآخر، يقول المصدر اننا امام BENCHMARK اي ليس هناك اي مرجع او معيار للاسعار! سعر الدولار يرتفع وينخفض في نفس اليوم، الامر الذي يدفع كل تاجر الى تحديد سعر الصرف "على ذوقه".
ويختم: هذا الضياع يحصل في الخضات.