ميقاتي يقدّم قرار ترحيل "الوفاق البحرينية" هدية الى الرياض لن تتحقق | أخبار اليوم

ميقاتي يقدّم قرار ترحيل "الوفاق البحرينية" هدية الى الرياض لن تتحقق

| الجمعة 17 ديسمبر 2021

لم يسبق للبنان ان عمد الى ترحيل معارض سياسي الى اي دولة

 "النهار"- عباس صباغ

يحاول رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ارضاء الدول الخليجية املاً بزيارة للرياض ولقاء ولي العهد السعودي. وقرار ترحيل اعضاء "جمعية الوفاق البحرينية" جاء ضمن هذا السياق. ولكن هل تستطيع الحكومة تنفيذه؟

قرار وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي بترحيل اعضاء "جمعية الوفاق البحرينية" الى خارج لبنان يعدّ سابقة في تاريخ بيروت التي تميزت لعقود طويلة بأنها الملجأ الآمن للمعارضين العرب سواء من سوريا او العراق او غيرهما من الدول العربية. فلبنان الذي ينظر اليه العالم على أنه واحة حرية في صحراء عربية، لم يسبق له ان عمد الى ترحيل معارض سياسي الى اي دولة.

عندما ارسل المولوي كتابا الى الأمن العام لترحيل اعضاء الجمعية الى خارج لبنان كان يعلم ان هؤلاء المطلوب ترحيلهم يقيمون في الضاحية الجنوبية لبيروت ولديهم عنوان معروف ويمارسون نشاطهم السياسي بشكل علني وتنقله احيانا محطات تلفزيونية لبنانية وغيرها.
والمولوي العاجز عن تنفيذ مذكرات توقيف بحق المئات لا بل الآلاف من المطلوبين المعروفين مكان الاقامة، ليس في موقع يسمح له بترحيل معارضين مدعومين ومحتضنين من اكبر حزب لبناني.

وعلمت "النهار" ان وزير الداخلية سمع استفسارا من مراجع امنية حول ما اذا كان قرار الترحيل سينسحب على معارضين عرب آخرين، وتحديدا معارضي الرئيس السوري بشار الأسد. وليس لدى المولوي اجابة عن هذا الاستفسار وإن كانت دوافع القرار المنعدم الوجود سياسيا معروفة وهي الاستجابة لطلب خليجي بتوقف بيروت عن اصدار البيانات، وأن المطلوب بحسب الرياض وحلفائها افعال وليس اقوالا.

وفي السياق عينه، فان الرئيس نجيب ميقاتي لا يتمتع بالرصيد الذي كان يمتلكه الرئيس الشهيد رفيق الحريري عندما قرر في العام 1997 تسليم المناضل الياباني اوكاموتو الى الاردن بعدما أتم الأخير فترة سجنه واعتقاله في تل ابيب وبيروت.

أما "حزب الله" المعني الأول باحتضان "جمعية الوفاق البحرينية" فلم يعلّق حتى تاريخه على قرار وزارة الداخلية الذي اغضبه لأن الانتفاضة البحرينية، برأيه، على حق ومشروعة، عدا ان هذه المعارضة تنظم انشطة علنية في دول حليفة للبحرين والسعودية منها بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، مع تسجيل صمت خليجي عن تلك الأنشطة وعدم توجيه المنامة اي كتاب استنكار الى الخارجيتين البريطانية والأميركية.

قرار وزير الداخلية سيزيد الأزمة السياسية اللبنانية تعقيدا، وسيراكم التباينات ما بين حارة حريك والسرايا الحكومية، خصوصا ان "حزب الله" يشعر بأن استقالة وزير الاعلام جورج قرداحي كانت مجانية، وان الاتصال الهاتفي الشكلي بين بن سلمان وميقاتي بوساطة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لم يغير قيد انملة في الاجراءات السعودية ضد لبنان.

ووفق هذه الوقائع، فان قرار ترحيل المعارضين البحرينيين سينضم الى قرارات مشابهة لن تجد طريقها الى التنفيذ، وان الجهاز الامني المعني بالدرجة الاولى بترحيل هؤلاء لن يقدم على دهم مركز الجمعية في الضاحية الجنوبية من دون التنسيق مع اللجنة الامنية في "حزب الله"، وكذلك ليس على اجندة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم فتح صدام دام مع حزب صديق وحليف. وعليه فان قرار المولوي سينضم الى قرارات استعراضية مشابهة، وعندها ستكون الكرة في ملعب ميقاتي الذي ينتظر تأشيرة دخول الى السعودية الاسبوع المقبل.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار