إرتباك سياسي ومخاوف من دخول لبنان في "الوقت القاتل" | أخبار اليوم

إرتباك سياسي ومخاوف من دخول لبنان في "الوقت القاتل"

| الجمعة 17 ديسمبر 2021

تطوّرات دراماتيكية في السياسة والأمن والإقتصاد

"النهار"- وجدي العريضي

يسود الإرتباك والضياع معظم القوى السياسية والحزبية، ربطاً بمؤشّرات ومعطيات تنذر بانفجار إجتماعي بدأت معالمه ترتسم من خلال قطع الطرق والإحتجاجات وعمليات السطو المنظّمة على المصارف. ويتصاعد القلق من دخول جهات وأجهزة داخلية وخارجية على خط ما يجري في لبنان من انهيارات مروعة، بغية تسخين الوضع الأمني من خلال إشكالات متنقلة، وبالتالي، بات الوضع الراهن شبيها بما يحصل في كولومبيا وبعض دول أميركا اللاتينية، و"الحبل على الجرّار" في ظل شلل القطاعات الحيوية وتفكّك الدولة ومؤسّساتها، وهذا ما دفع مرجعا سياسيا إلى التريّث في إعلان سائر الترشيحات لمحازبين وأصدقاء، في ظل ما لديه من معلومات مؤدّاها أن الأشهر القليلة المقبلة هي في غاية الخطورة، وثمة أجواء تنبئ بمزيد من التصعيد السياسي والإنقسام الداخلي، وصولاً إلى ما يشبه عملية عزل السلطة في لبنان من قِبل المجتمع الدولي.

وهذا ما تبدّى بفعل تجاهل أكثر من مسؤول دولي وعربي رئيس الجمهورية ميشال عون، وكل ذلك، وفق المرجع نفسه، يطرح تساؤلات، خصوصاً مع جنون ارتفاع الدولار وانهيار العملة الوطنية: هل ستحصل الإنتخابات في خضم الأوضاع المزرية والإنهيارات المالية، والتي لم يسبق أن حصلت في مراحل الحروب التي شهدها لبنان، ليذكّر أنه "في عزّ الحرب، ظلت الدولة ماشية بالمراسيم الجوّالة التي كان ينقلها درّاجون من قوى الأمن الداخلي لهذا الوزير أو ذاك"، معتبراً أن "تعطيل مجلس الوزراء سيفاقم المشكلات الإقتصادية والحياتية"، ويرى في الوقت عينه، أن "الحكومة لن تقوم لها قائمة، وسيبقى الوضع على ما هو حتى نهاية العهد، هذا إذا لم تحصل تطوّرات دراماتيكية تأخذ البلد نحو الأسوأ"، ليستطرد ويقول انه "على رغم هذه الصورة السوداوية المحيطة بالبلد، إلا أننا سنحضّر للإنتخابات وكأنها حاصلة غداً كي لا نقع في المحظور"، واصفاً إياها بـ"أمّ الإنتخابات السياسية والتصفوية والإنتقامية"، ولذلك فإنه وحزبه "سيستعدّان لمعركة ضارية وجودية بامتياز".

توازياً، تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"النهار"، إن تجاهل رئيس الجمهورية من قِبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وصولاً إلى الموفد الفرنسي لتنسيق شؤون المساعدات إلى لبنان بيار دوكان، لم يكن مفاجئاً، ولو نفت باريس ذلك من باب الأصول البروتوكولية، خصوصاً مع التطوّرات الراهنة، وربطاً بأزمة الخليج، إضافة إلى تعطيل الحكومة، بحيث، ونقلاً عن سفيرة إحدى الدول الغربية في لبنان، ان بلادها تواكب المسار اللبناني بدقة منذ مبادرة الرئيس الفرنسي بعد انفجار المرفأ في الرابع من آب 2020. وبالتالي، فإن المجتمع الدولي يدرك مَن يعطّل الحياة السياسية في لبنان، وماذا يفعل "حزب الله" من خلال سيطرته على الدولة، وهي في قبضته بخلاف ما ينفيه هذا وذاك. والدلالة أن رئيس الجمهورية لم يقم بأي جهد لحضّ كل المعطّلين على السير بالمبادرة الفرنسية، والأمر نفسه انسحب على الأزمة غير المسبوقة في العلاقات اللبنانية ـ السعودية ومع دول مجلس التعاون الخليجي عموما، لا بل ان الفريق المحيط برئيس الجمهورية، كان قد شارك في جزء من الحملات على الرياض، وثمة مواقف صدرت عن مقرّبين من العهد ومن "التيار البرتقالي" هاجمت المملكة، كذلك كان بإمكان الرئيس عون أن يصدر موقفاً حازماً يدين فيه ما تتعرّض له السعودية من حملات، ويطلب من "حزب الله" الإستجابة لرغبته حرصاً على هذه العلاقات وسيادة لبنان والحفاظ على اللبنانيين العاملين في دول الخليج، وهم الرافد الإقتصادي الأكبر لشريحة واسعة من العائلات اللبنانية.

من هذا المنطلق، لم يحصل الإتصال بقصر بعبدا، ناهيك بأن العهد مرتبط بتحالف عبر "ورقة تفاهم" مع "حزب الله" ويعوّل على دعمه، إن للتمديد لسيد العهد، أو انتخاب صهره رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل رئيساً للجمهورية، أو الفراغ، وبالتالي، ما كشفه أحد نواب "التيار الوطني الحر" عن متانة العلاقة مع "حزب الله"، يؤكد أن ما يحصل هو مناورات سياسية وتبادل أدوار بين الطرفين.

وتخلص المصادر الى أن كل المعطيات المستقاة من قوى سياسية محلية، وأصدقاء غربيين، تفيد بأن لبنان دخل في مرحلة "الوقت القاتل" الذي سيؤدي إلى تطوّرات دراماتيكية في السياسة والأمن والإقتصاد، على أكثر من خلفية، لتعطيل ما تبقى من مؤسّسات، في حين أن الأزمة مع الخليج "مكانك راوح". لذا، وحتى ذلك الوقت، ستبقى الساحة المحلية عرضة لكل الأحداث والإعتداءات، ولا سيما ما يحصل معيشياً وحياتياً، إذ من شأنه أن يشعل البلد على خلفيات مطلبية، بعدما دقّ الجوع ناقوس الخطر لدى غالبية الشعب اللبناني على مختلف مشاربه. وما يجري تداوله في المجالس السياسية مبني على التحسّب والإستعداد لأي مفاجآت أمنية قد تحصل.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار