"حزب الله" منزعج من ميقاتي ربطاً بالمعالجات مع دول الخليج | أخبار اليوم

"حزب الله" منزعج من ميقاتي ربطاً بالمعالجات مع دول الخليج

| السبت 18 ديسمبر 2021

 "النهار"- وجدي العريضي

باتت معظم الملفات السياسية الداخلية والخارجية في ثلاجة الانتظار، حيث لا يمكن تسجيل أي خرق في هذا الملف وذاك قبل الأعياد، بما في ذلك العلاقات اللبنانية ‒ الخليجية، إذ تؤكد الوقائع والمعطيات والمعلومات، أن هذا الملف على وضعيته الراهنة، وجلّ ما سُجّل فيه كسر الجليد، ودون ذلك ليس من أيّ خطوات إيجابية يُبنى عليها. وأبلغ مرجع سياسي المقربين منه، أجواءً مؤدّاها إمكانية الوصول إلى خطوات وإجراءات تعيد الأمور إلى حدّها الأدنى من التعاطي اللبناني ‒ السعودي، لأنه يعتقد جازماً بأن "حزب الله" المتضرّر الأبرز من إعلان جدّة إلى إعلان الرياض، ولن يقدم على أي خطوة في هذه المرحلة، خصوصاً ما يرتبط بالقرارات الدولية، إلى وقف الحملات على السعودية، وكذلك دعمه للحوثيين قبل تبلور صورة مفاوضات فيينا، التي ستطول جلساتها، والمسألة بين مدّ وجزر بين الإيرانيين والأميركيين، بغية كسب الوقت، كما حصل أثناء عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما. وبمعنى أوضح، يعتبر المرجع المذكور أن البلد محكوم بالسقف الإقليمي من خلال بعض المحطات التي برزت في الآونة الأخيرة، إذ لا يرى زيارة وفد "حماس" لبيروت، وتوسيع انتشارها الميداني والسياسي أمراً عابراً، باعتبار إيران الداعم الأبرز لـ"حماس" و"حزب الله"، وتسعى لتثبيت وجودها من خلالهما في لبنان سياسياً وعسكرياً، ولا سيما أنهما، أي "حماس" وحزب الله"، ذراع طهران العسكري من غزّة إلى اليمن والعراق ولبنان.

في السياق، تشير مصادر سياسية مطلعة لـ"النهار"، إلى أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يعتبر عودة العلاقة بين لبنان والمملكة العربية السعودية و#دول الخليج، من أبرز الملفات بالنسبة إليه، على اعتبار أنه يدرك أهمية هذه العلاقات ولن يساوم على هذه المسألة أو يتراجع بعدما نجح في اتصالاته مع الفرنسيين، وصولاً إلى التسوية الفرنسية ‒ السعودية، التي انبثق عنها إعلان جدة، وحيث كان لبنان حاضراً بقوة وبنداً أساسياً في جولات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ليتوّج ذلك في قمة الرياض، ما يعني أن ما حصل كان إنجازاً كبيراً، وأكد في الوقت عينه، دور وحضور المملكة عربياً وخليجياً ودولياً. وعطفاً على ذلك، فإن الرياض، وفق المعطيات والمعلومات المستقاة من كبار المتابعين لما يجري اليوم، ستبقي الملف اللبناني حاضراً بقوة على مستوى لقاءات ومشاورات واتصالات المسؤولين السعوديين، إن من خلال التواصل الخليجي ‒ الخليجي، أو على صعيد المجتمع الدولي، وقد تحصل في مرحلة لاحقة مفاجآت كبيرة ومن العيار الثقيل في سياق ما يُنقل عن مساعٍ ومشاورات تُطبخ بهدوء للوصول إلى تسوية تنقذ لبنان من أزماته وانهياراته على كل الصعد، وبالتالي، فإن الرياض التي كان لها الدور الأساس مع المجتمع الدولي لإنتاج الطائف أواخر ثمانينيات القرن الماضي، قادرة اليوم بفعل هذه الجهود على تطوير هذا الاتفاق عبر مؤتمر دولي. وعلى هذه الخلفية، فإن البنود التي تضمّنها إعلان جدّة، والتي أكدتها قمّة الرياض الخليجية، بدعم ومباركة فرنسية، ومن معظم دول القرار والقاهرة والجامعة العربية عموماً، فإن ذلك يحمل أكثر من دلالة ومعطى على انطلاق مسيرة العمل على إعادة لبنان بداية إلى محيطه العربي، والشروع بتسوية أوضاعه، والحرص على أمنه واستقراره، ولهذه الغاية ثمّة صِيَغ عديدة يجري تداولها لهذه الأهداف.

في موازاة ما يجري على خط بيروت والخليج، يُنقل عن بعض المتابعين، مخاوفهم وقلقهم من مغبة ما قد تقدم عليه الجهات المتضرّرة للتشويش على الخطوات التي تحقّقت، وأقلّها تبريد الأجواء، بدليل أن رئيس الحكومة بات ضمن بنك أهداف المعطّلين والمتضرّرين من عودة الأمور إلى طبيعتها بين لبنان والمملكة. وعلى هذه الخلفية، تسرب انزعاج "حزب الله" من ميقاتي، وبالتالي، تواصلت الحملات، وخصوصاً بعد التدابير التي أقدمت عليها وزارة الداخلية، في ظل أجواء بأن ترتيبات زيارة رئيس الحكومة إلى المملكة تجري ضمن دوائر ضيّقة، وفي ظل تكتّم عن اتصالات لبنانية ‒ خليجية، تمهّد الطريق لانفراجات واسعة، وربما تكون هناك عودة مفاجئة للسفير السعودي في لبنان وليد البخاري إلى بيروت. وبعد إعلان جدّة، لم يعد الوضع بين لبنان والخليج كما قبله، وهنا، لا يخفى ما ردّدته السفيرة الفرنسية آن غريو، عن ارتياحها لما بلغها من مؤشّرات وأجواء تنبئ بخطوات لافتة ومهمة بين لبنان والمملكة والخليج، حيث يتولى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذه المسألة شخصياً، ويوليها اهتمامه، فيما، خلال لقائه بمرجع رئاسي، أكد المبعوث الفرنسي بيار دوكان، لدى الحديث عن أموال "سيدر"، أن هذه الأموال مشروطة بإصلاحات، وغمز من قناة البعض بالقول إن أموال "سيدر لا تعني باريس وحدها، بل الحصة الكبيرة من الدعم كانت سعودية وخليجية".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار