خلاف "التيّار" و"حزب الله"... "زوبعة في فنجان"؟ أو فكّ ارتباط سياسيّ؟ | أخبار اليوم

خلاف "التيّار" و"حزب الله"... "زوبعة في فنجان"؟ أو فكّ ارتباط سياسيّ؟

| السبت 25 ديسمبر 2021

النهار- اسكندر خشاشو 

خرج الخلاف السياسيّ بين "حزب الله" و"التيّار الوطنيّ الحرّ" الى العلن، وهذه المرّة بطريقة حادّة لم تعهدها العلاقة بين الطرفين من قبل.

 
 
وربّما للمرّة الأولى، يخرج رئيس "التيّار الوطنيّ الحرّ" الى العلن، ليهاجم بطريقة علنيّة، "الثنائيّ الشيعيّ"، بعدما كان يتجنّب ذلك، ويحصر مشاكله بحركة أمل محيّداً "حزب الله" عن جميع الأمور الخلافيّة.

 
إنّها ليست المرّة الأولى التي يحصل فيها خلاف بين "التيّار" والحزب، على عدد من الملفّات، لكنّها لا تعتبر استراتيجيّة من وجهة نظر الفريقين، كما يحرص الفريقان على إبقائها ضمن السقف المتّفق عليه، وفي سياق طبيعيّ أن تكون لكلّ فريق وجهة نظر في ملفّات داخليّة، وهما في النهاية فريقان سياسيّان وليسا حزباً واحداً.

 
ورغم كلّ ما يُقال عن محاولة "التيّار" تخيير الحزب بين التحالف معه أو مع حركة "أمل"، يبقى الأمر في السياق الإعلاميّ والشعبويّ وغير الحقيقيّ لإدراك "التيّار"، أهمية واستراتيجية التحالف بين الحزب ونبيه برّي لعدد كبير من الأسباب، يعتبرها أقلّها أهمية هو الحفاظ على تماسك البيئة في هذه الظروف والأيّام.

 
 ولكن هذه المرّة الأمر مختلف، من ناحية "التيّار الوطنيّ الحرّ" ورئيسه جبران باسيل، والأمور بنظر باسيل لم تعد ضمن السقف المتّفق عليه، بين الحزبين، بل أصبح استراتيجيّاً بالنسبة إلى التيار، ويتعلّق بوجوده في الحياة السياسية وعمله وتأثيره، وخصوصاً أنّه يعتبر نفسه يتعرّض لحرب داخلية تُشنّ عليه من الجميع، وهناك من اتّخذ قراراً بالإلغاء السياسيّ، و"حزب الله" أصبح شريكاً بطريقة غير مباشرة في هذه الحملة، بعد عدم تدخّله في قضية الطعن، إضافة الى الإبقاء على شلّه للحكومة، ورفع سقف المطالب بما لا يستطيع أحد تحمّله.

 
وبرأي "التيّار" أنّ ما حصل في اليومين السابقين كان على درجة عالية من الخطورة، وخصوصاً أنّه يمسّ بصلاحيات الرئاسة ويضعفها، بالإضافة الى أنّ الطعن يمكن أن يمسّ شخصيّاً بجبران باسيل.

 
  وتوضح مصادر مقرّبة من الطرفين أنّ "هناك انزعاجاً بشكل جدّيّ من قبل رئيس الجمهورية و"التيّار الوطنيّ الحرّ"، من "حزب الله"، لكن هذه المرّة جبران باسيل يناور بالمسموح.

 
وتكشف المصادر أنّ باسيل أرسل رسالة الى "حزب الله" يشير فيها الى أنّه لن يطعن المقاومة، كما أنّه لن يقترب من موضوع السلاح، لكنّ هذه الأمور هي قناعة شخصية وسياسية، وليست بحاجة الى ورقة تفاهم، والموقف الاستراتيجيّ واضح ولن يبتعد عنه، لكنّه يستطيع فكّ التحالف مع "حزب الله" في الداخل في أيّ وقت.

 
 وتعترف المصادر أنّ باسيل كان بحاجة الى ضرب  اقتراع المغتربين وحصرهم بدائرة واحدة، وأتى نبيه برّي ووضعه بين خيارين أحلاهما مرّ، وهو بين أن يصوّت المغتربون، وما يحضر من خلفهم، وخصوصاً أنّ هناك من يدرس فكرة إسقاطه الشخصيّ، بدليل الرقم الهائل الذي تسجّل في دائرة  ترشّحه، أي الشمال الثالثة (أكثر من 26 ألف مقترع في الاغتراب)، هذا عدا أنّ في بعض الدول، التصويت لصالح "التيّار الوطنيّ الحرّ" أو لجبران باسيل يعرّض المصوّتين لعقوبات، إضافة الى قوّة وتنظيم "القوات اللبنانية" في الخارج، ومعركة المجتمع المدني التي تستهدف "التيّار" في الدرجة الاولى، وبين القبول بإسقاط تحقيق المرفأ واعطاء اخصامه حجّة قويّة للانقضاض عليه، وهذا ما لا يحمله أمام الشارع المسيحيّ، ولا أمام جمهور "التيّار"، خصوصاً أنّ موضوع المرفأ حسّاس وضخم، ولا تستطيع أيّ جهة مسيحيّة الاقتراب منه.

 
وبحسب المصادر يبدي باسيل عتبه على "حزب الله" لوقوفه في وجهه بهذا الأمر، وخصوصاً أنّه هو من يملك الأكثرية، فـ"الحزب" من يملك الأكثرية في القضايا الاستراتيجية وليس "التيّار"، و"التيّار" يؤمّن له هذه الأكثرية الاستراتيجية، بينما "الحزب" يتركه كأقلّية بملفاته الاستراتيجية.

 
ولكن في المقابل بعكس ما يشاع، عن انقطاع الاتّصالات بين الفريقين، تؤكّد المصادر أنّ الاتّصالات لم تتوقّف، لا بل تكثّفت بعد قرار الدستوريّ، وهي اتّصالات جدّية وعلى مستوى عالٍ في "الحزب"، وسيتبعها خطوة من اثنين، وبسرعة كبيرة ومن دون تأخير، وهي ستكون إمّا بلقاء على مستوى عالٍ جدّاً بين الطرفين، أو تواصل مع أمين عام "حزب الله" السيّد حسن نصرالله يقوم به الوزير باسيل.

 
وتشدّد المصادر أنّ "حزب الله" غير مستغنٍ أبداً عن التحالف، لا بل يعتبر من بين الأحلاف الاستراتيجية لديه، وسيسعى إلى تطويق أيّ إشكال بين الطرفين، كما أنّ "التيار" لا يستطيع التخلّي عن الحزب على أبواب الانتخابات النيابية، الذي يمكنه أن يؤمّن له أكثر من خمسة مقاعد على شكل هدايا من دون أيّ جهد، وهذا يدركه جيّداً جبران باسيل، بالإضافة الى أنّ ما كان عليه "التيار في 2018 يختلف عن الحال اليوم، وهو ليس لديه أيّ حليف سوى "حزب الله"، وبالتالي لن تخرج الأمور عن السيطرة بين الفريقين، وعلى مقولة "إذا ما كبرت ما بتصغر"، ربما يكون الاختلاف الحاليّ، ورغم كبره، باباً لإصلاح الأمور وتمتين التحالف، وتحصينه من الهزّات، فالجهتان بحاجة إلى بعضهما بعضاً.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار