الحزب "سيّد البلد" ولكن… في البناءِ او التعطيل؟ | أخبار اليوم

الحزب "سيّد البلد" ولكن… في البناءِ او التعطيل؟

شادي هيلانة | الأربعاء 12 يناير 2022

شعارات تناقض الحرص على مصلحة لبنان

شادي هيلانة – "أخبار اليوم"

 التعطيل لعبة بشِعة في الحياة السياسية اللبنانية هذه المرة، عبر حكومة نجيب ميقاتي المفخخة بالأحزاب السياسية التي اعتادت أنّ تفرض شروطها بالتعطيل وقوة السلاح وفرض هيمنتها على السلطة السياسية، ضاربة عرض الحائط مصالح اللبنانيين وهواجسهم ومعاناتهم اليومية، وتدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي أكثر وأكثر.

بالتالي، تمدد الفراغ هو السمة الغالبة على مجريات الامور في لبنان في ظل التعطيل المستمر، وعدم القدرة على انتاج تسويات حقيقية، الى جانب صفقات تؤدي الى مزيد من الانهيار.

المشكلة أنّ لبنان غير مفتوح اليوم على وجهة حوارية لتفادي الأسوأ، لا بل إلى مزيد من الصراعات والتعطيل وتأبيد الانهيار. وعليه سنشهد في المرحلة المقبلة استخدام كل الأوراق المتاحة من الأطراف، وصولاً إلى مواعيد الاستحقاقات المعلقة على حبال الصراعات.

توازياً، انّ تغول حزب الله وحلفائه داخل الدولة اللبنانية وسيطرتهم على مفاصلها جعل منهم صنّاع القرار داخل أجهزتها، مما سمح لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد انّ يقول من مقرّ الرئاسة الأولى انهُ مع حلفائه هُم اسياد هذا البلد، والتي ارتبطت اسماء بعض نوابهم ارتباطاً وثيقاً، بالتحقيقات التي تلت انفجار شحنة نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت ما أسفر عن سقوط أكثر من 200 قتيل و5 آلاف جريح.

ثم جاء التعطيل "السيّد الفعلي" لدى الحزب على خلفية تنحية المحقق العدلي في انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار، اذ يرفض الثنائي انعقاد مجلس الوزراء قبل قبعه، فهذه ليست الـمرة الأولى التي يعطل فيها الـحكومة. فقد تـمرّس فـي التعطيل والفراع وجعلهما أداة للسيطرة ولفرض شروطه. فـي الـ 2005، وقتذاك علّق الـحزبان مشاركتهما فـي الـحكومة على خلفـِية قرار إتخذته الغالبـية الـحكومية التي طالبت بـتشكيل محكمة ذات طابع دولي لـمحاكمة منفّذي اغتيال الرئيس رفـيـق الـحريري. وفـي الـ 2006، قدّم الوزراء الشيعة إستقالاتـهم، ودخل لبنان قي أزمة سياسية جديدة محورها الـمحكمة الدولية . وفـي 7 أيار 2008، كانت غزوة بـيـروت "الـمجيدة" على يدّ الثـنائي الشيعي، فتعطلت الـحكومة والدولة، ولـم يُـنـقِذ البلد فـي حيـنه سوى اتفاق الدوحة. وفـي 2011، اسقطوا الرئيس سعد الحريري عندما استقال عشرة وزراء منهم.

في المحصلة، ترى الأطراف المناوئة للحزب أنّ المسار الذي يسير عليه الأخير بات يتناقض مع الشعارات التي يُطلقها لناحية حرصه على مصلحة لبنان، والمساهمة في تذليل العقبات أمام مختلف الملفات. فبشكل تام، يُدرك الحزب أنّ مصلحة لبنان لا تكون إلا في وجوده ضمن المحور العربي، في حين أنّ الهجوم يتواصل على ذلك المحور، الأمر الذي يعرّض كل يوم مصلحة لبنان للخطر.

 إقرأ ايضا: لبنان... 4 جولات من "القصف" يومياً قبل البَدْء بالحوار!؟

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار