100 ألف جندي خارج الحدود و"بكبسة زرّ" أسرع من تدمير القطاع المصرفي!؟ | أخبار اليوم

100 ألف جندي خارج الحدود و"بكبسة زرّ" أسرع من تدمير القطاع المصرفي!؟

انطون الفتى | الجمعة 21 يناير 2022

مصدر: لعبة "شطرنج" بين الأميركيين والروس بحلّة جديدة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

ما كان ينقص مشهد السياسة غير الحازِمَة، والضّعيفة، للإدارة الأميركية الحالية، إلا ما قاله الرئيس الأميركي جو بايدن، لتكتمل.

ففي معرض تهديده روسيا، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في ما لو فكّرت روسيا بغزو أوكرانيا، ترك بايدن باباً كبيراً مفتوحاً للخروق الروسية، وهو ما استدعى ردّاً من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، نفسه.

 

الى ما بعد؟

فبايدن فصل بين توغّل روسي بسيط أو صغير، وبين الغزو الروسي، ليسمع زيلينسكي رافضاً الحديث عن غارات صغيرة، أو عن دول صغيرة. وهو رفض أوكراني رسمي وواضح، لكلام بايدن.

وهذا يلتقي بدوره مع موقف نُقِلَ مؤخّراً عن الرئيس الأوكراني، قاله أمام أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي، حول أن انتظار فرض العقوبات الأميركية على روسيا إلى ما بعد غزو البلاد، لا يفيد أوكرانيا.

 

في كل مكان

ليست مبالغة إذا قُلنا إن ردود زيلينسكي أتت في موقعها. وهي تعبّر، بطريقة غير مقصودة، عن نتائج السياسات الأميركية في كل مكان، نظراً لسهولة تخلّي واشنطن عن حلفائها وشركائها، وترك الديموقراطية تتخبّط في الشوارع، وفي صفوف الشّعوب المعذّبة، في كلّ مرّة تجد فيها (واشنطن) أن مصلحتها تأمّنت، حتى ولو أن جلّاداً من جلّادي هذا الدّهر، هو الذي أمّنها.

ينجح

أوضح مصدر مُطَّلِع أن "اللّعبة في أوكرانيا تدور منذ سنوات، بين من يريدون الاندماج بروسيا، وهم يتركّزون في شرق البلاد، وبين من يرغبون بالاندماج في أوروبا. والفئة الثانية تتركّز في غرب البلاد".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الرئيس الروسي يدرس دائماً كيف يمكنه أن يضرب، ويحتلّ، ويأخذ، من دون أن يثير الغضب الأميركي. ويبدو أنه ينجح في ذلك، حتى الساعة".

 

"شطرنج"

وأشار المصدر الى أنه "يُمكن للولايات المتحدة أن تمنع المصارف الروسية من التداوُل بالدولار الأميركي، بما قد يدمّر القطاع المصرفي الروسي، ويؤثّر على الاقتصاد الروسي، بقسوة. ولكن ذلك يقف أيضاً عند حدود أن لدى بوتين صلاحية إرسال 100 ألف جندي روسي الى خارج الحدود، وفتح الحرب التي يريدها في أي مكان، بكبسة زرّ. بينما إذا أراد بايدن إرسال جندي أميركي واحد الى خارج الحدود، فإنه يحتاج الى الحصول على موافقة الكونغرس. وبين الحروب التقليدية، والعقوبات الاقتصادية، يوجد الكثير من الفوارق التي قد تضيع بالوقت، والميدان".

وأضاف:"من هذا المنطلق، دخلت أوكرانيا مدار لعبة "الشطرنج" القائمة بين الأميركيين والروس، بحلّة جديدة اليوم، تختلف عن طبيعة الصّراع الذي كان قائماً خلال السنوات السابقة. فضلاً عن أن قطع الغاز الروسي عن ألمانيا وأوروبا، وبقدر ما يمكنه أن يؤثّر سلبياً على الاقتصاد الروسي، إلا أنه ينعكس سلبياً على ألمانيا ودول أوروبا الحليفة للولايات المتحدة الأميركية، أيضاً".

وختم:"عندما دخلت روسيا جورجيا، لم يوجد من يحاسبها في ذلك الوقت. وهو ما شجّعها على إعادة السلوك نفسه في أوكرانيا بعد سنوات، فسلخت شبه جزيرة القرم، وبعض المناطق في الشرق الأوكراني. أما كلام بايدن بما يفرّق ما بين الغزو الروسي، والتوغّل الروسي البسيط أو الصّغير، ففيه الفارق الكامل بين الصّدق في العمل على تحرير الشّعوب، وبين الكذب والنّفاق، في الإطار نفسه".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة