الصواريخ الحوثية الجواب على الزيارة الكويتية! | أخبار اليوم

الصواريخ الحوثية الجواب على الزيارة الكويتية!

| الثلاثاء 25 يناير 2022

 خشية من اوراق يوظفها الحزب اذا رد اهل السلطة عاطفيا على المبادرة

 "النهار"- روزانا بومنصف

هل الصواريخ التي أُطلقت في الساعات الأخيرة على الإمارات العربية المتحدة وعلى المملكة السعودية على ارتباط بالرد المحتمل على المبادرة التي حملها وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر الصباح إلى بيروت بالنيابة عن بلاده وعن الدول العربية والخليجية والعواصم الدولية؟ لم تستبعد مصادر سياسية ذلك في إطار الرد المباشر والسريع على المبادرة التي تحشر بقوة ليس المسؤولين من اهل السلطة في لبنان فحسب بل " حزب الله" باعتبار ان الاخير مكلف بملف اليمن من إيران فيما انه مسؤول في شكل مباشر عن اعاقة تحقيق البنود التي حملها رئيس الديبلوماسية الكويتية.

لا شك في ان ما حمله وزير خارجية الكويت إلى المسؤولين اللبنانيين اخذ في الاعتبار الاستفادة من تجربة المبادرة التي حملها الرئيس ايمانويل ماكرون إلى لبنان حيث جمع رؤساء الاحزاب إلى طاولة مستديرة في قصر الصنوبر قبلوا ببنودها ولكنهم انقلبوا عليها فور مغادرة الرئيس الفرنسي العاصمة اللبنانية. ثمة بنود محددة وواضحة من جهة وثمة اجوبة مطلوبة عليها من جانب المسؤولين من جهة اخرى وهناك مهلة ليست مفتوحة امام اهل السلطة بل محددة بايام تسبق انعقاد مجلس وزراء الخارجية العرب في الكويت. لم يعد يحتمل الخارج لا مراوغة اهل السلطة ولا عجزهم فيما تطرح امامهم بنود اعادة احتضان لبنان او تحمل مسؤولية قيادته إلى ما بعد جهنم التي بات عليها في ظل وجودهم. هذا التحدي يحشر " حزب الله" في الدرجة الاولى باعتبار انه يملك القرار الفعلي وليس الظاهري على هذا المستوى وهو من يمكن ان يتيح اجوبة ايجابية من رئيسي الجمهورية والحكومة على المبادرة التي حملها وزير خارجية الكويت، بما ترمز اليه دولة الكويت من انفتاح ومرونة وتعاون تاريخي مع لبنان . يضغط الوقت على الحزب لاعطاء اجوبة على بنود مفصلة كان جرد حملة ردود مسبقة عليها لدى ورودها في البيان الفرنسي السعودي في اثناء زيارة الرئيس ماكرون إلى الرياض اخيرا كما تضغط عليه مسؤولية ان يحسم إلى اين يريد اخذ لبنان إذا اخذ قراره بمعاندة خريطة الطريق الخليجية والعربية والدولية لاعادة احتضان لبنان من العرب ومساعدته على الارجح في أزمته الكارثية. ووضع اهل السلطة امام مسؤولياتهم على هذا النحو ضبط إلى حد كبير تصريحات الترحيب بزيارة وزير الخارجية الكويتي لا سيما انها الاولى بعد اجراءات القطيعة الديبلوماسية وشكل صدمة على الارجح على رغم معرفة المواقف الخليجية المعلنة تماما كما شكل عزوف الرئيس سعد الحريري صدمة على رغم تداول احتمال عزوفه منذ بعض الوقت. فالتطوران مرتبطان وان على نحو غير مباشر ما دام الحريري يعلن عزوفه معبرا عن اقتناع راسخ بان الانتخابات في ظل اداء اهل السلطة واجندة الحزب مع حلفائه لن تساهم في اي تغيير مطلوب بقوة من اجل الانطلاق في مرحلة تعافي البلد . فيرمي بذلك كرة ان يتحمل هؤلاء باجندتهم التي لا يمكن رميها لاحقا على أحد سواهم مسؤولية انهيار ما بعد الانهيار فيما ان الدول الخليجية ترمي إلى لبنان حبلا إذا شاء التقاطه كفرصة لن يستطيع التذرع بإهماله إذا رفض التقاطه. استخدم وزير الخارجية الكويتي بعد زيارته رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عبارة " انا هنا لانتشال لبنان.. “وهي صفة تنطبق على من هو في بئر عميق يحتاج إلى من ينتشله او هو يغرق في البحر ويحتاج إلى خشبة يعوم عليها، وهو يصح بالنسبة إلى لبنان إلى حد مخيف.

الكرة ليست في ملعب ميقاتي وليست حكما لدى وزير الداخلية في موضوع الحدود التي سبق لدول متعددة ان قدمت المعدات اللازمة من اجل مراقبة التهريب والتجاوزات الحدودية مع سوريا ولم يتخذ القرار السياسي ازاءها . الكرة في ملعب الحزب ورئيس الجمهورية على حد سواء. هي فرصة للاخير من اجل اعادة تصحيح مسار يتحمل مسؤولية مباشرة عن انحرافه عن الخط التاريخي للبنان في السياسة الخارجية على الاقل فيما ان الحزب أمام خيارين: اما اخذ لبنان على عاتقه لا سيما انه بقي على ولاية عون بضعة أشهر فقط فيتحمل وحده مسؤولية تاريخية في قراره إذا كان سلبيا مع ما يعني ذلك من عقوبات محتملة او يعيد لبنان إلى مسار طبيعي يتاح من خلاله ان يتنفس على الأقل.

ثمة ترحيب لبناني على مستوى متعدد بالحزم الخليجي المترجم للموقف العربي والدولي على حد سواء والرغبة الفعلية في عدم التهاون ازاءه لا بل ترجمته في مواقف انقاذية للبنان فعلا. ولكن يخشى ان هناك تعويلا على اوراق يوظفها الحزب اذا رد اهل السلطة عاطفيا على المبادرة تبعا للرهانات على الاستحقاقين النيابي والرئاسي المقبلين كما على الامساك بورقة ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل. فلبنان الرسمي لا يملك قراره وسيكون مفاجئا حتى بالنسبة إلى اللبنانيين أنفسهم ان يتجاوب اهل السلطة ايجابا مع المبادرة التي حملها وزير خارجية الكويت فيما قارنها سياسيون قريبون من الحزب بانها انذار تصعيدي ورفع لمستوى التوتر ولن يقبل الحزب لان يظهر انه يخضع للاملاءات الخليجية فيما يعتبر هؤلاء ان الدول الخليجية توظف لبنان كما توظفه إيران للرد على هذه الاخيرة. والجواب السريع كان في القصف الحوثي على ابو ظبي والسعودية.

لكن بين عزوف الحريري ورؤساء الحكومات السابقين والرئيس ميقاتي عن الترشح والابتعاد العربي والخليجي الذي سيتحمل الحزب كما رئيس الجمهورية، تزداد الهوة اتساعا وخطورة مع الطائفة السنية في لبنان وفي المنطقة . لكن ازاء موقف الحزب، ثمة مسؤولية يتحملها رئيس الجمهورية ازاء اي قرار يحسم الاتجاه نحوه مع ضرورة الاخذ في الاعتبار التبعات والمحاذير الكبيرة كما اخذها دوما في دفاعه عن عدم مقاربة سلاح الحزب او حتى ضبط الحدود.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار