لحوار مع ايران يوفر الاستقرار للبنان... رزق: الحريري قرأ المتغيرات | أخبار اليوم

لحوار مع ايران يوفر الاستقرار للبنان... رزق: الحريري قرأ المتغيرات

| الخميس 27 يناير 2022

ما يجري اليوم هو تغيير لمناخ السياسة في المنطقة ولبنان

"النهار"- أحمد عياش

ما زالت الدوائر التي انطلقت مع إلقاء الرئيس سعد الحريري حجر تعليقه المشاركة هو وتياره في الانتخابات النيابية تتسع فوق سطح البحيرة الداخلية التي تواجه اضطرابا غير مسبوق منذ عقود. وفي قراءته لهذا المشهد يسأل الوزير السابق شارل رزق عن "العبرة التي يجب ان يستخلصها المسؤولون من هذا الحدث". وفي رأيه، ان "أهم ما يجب الاستفادة منه مما جرى، هو الذهاب الى الحوار مع إيران الدولة الصاعدة في الإقليم كي يتم توفير استقرار في لبنان، أسوة بما فعله الرئيس فؤاد شهاب مع مصر الرئيس عبد الناصر عندما كانت في صعود مماثل عام 1958".

وفي حوار لـ"النهار" مع رزق إستهله بالقول: "إستقالة الرئيس الحريري من الحياة السياسية تمثل منعطفا في السياسة اللبنانية. لا افهم لماذا على الحريري ان يستقيل، وانا ضد مبدأ الاستقالة اجمالا. لكن على ما يبدو ان هذه الخطوة كان لا بد من ان تحصل. وما يجري اليوم هو تغيير لمناخ السياسة في المنطقة ولبنان. وهنا استخلص الحريري هذا التغيير ولسوء الحظ".

وأضاف: "لبنان منذ سنوات يضم ثلاثة شعوب: السنّي والشيعي والمسيحي. ولا اعلم ما إذا كان ابتعاد الحريري يضرب بنيان القيادة للشعب السنّي. لكن ما حصل هو ان احد هذه الشعوب في لبنان تضعضع بشكل كبير وعميق".

وتابع: "مَن استفاد من خطوة الحريري؟ الطرف المسيحي لا يمكن ان يستفيد وهو منقسم الى فريقين: فريق على رأسه الرئيس ميشال عون وجماعته، وفريق على رأسه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. لكنهما ليسا بديلاً من المسيحيين، فمن هو ضد عون ليس معنى ذلك انه مع جعجع. ان من سيستفيد هو الطرف الشيعي، وهو امتداد لصعود دولة على المستوى الإقليمي هي ايران. هذا المعطى الإقليمي يجب ان يؤخذ في الاعتبار".

وقال: "لا افهم ان الدولة اللبنانية او ما تبقّى منها، لماذا لا تخاطب الدولة الإيرانية التي لها امتداد في لبنان من خلال #حزب الله. ان ايران دولة كبرى والكل يخاطبها من دولة الى دولة، بينما نحن مثل اليتامى لا نخاطب إلا حزب الله".

س: هل تدعو الى ان نكرر تجربة الرئيس فؤاد شهاب مع مصر أيام الرئيس جمال عبد الناصر؟
ج: "تماما، الرئيس فؤاد شهاب عام 1958 بعد توليه الرئاسة بثلاثة أشهر لا اكثر، فهم ان لبنان منقسم الى اثنين: قسم المسلمين وهو مع الرئيس جمال عبد الناصر وقد ربح الحرب عام 58، وتاليا عبد الناصر من خلال الطرف الإسلامي الذي كان ينتظر ان يزور عبد الناصر لبنان ليقام له استقبال الفاتح. في المقابل، الطرف المسيحي ممثلا ببيار الجميل هدد بحرق لبنان اذا ما خطا عبد الناصر خطوة في اتجاه لبنان. فؤاد شهاب رأى انه اذا لم يزر عبد الناصر لبنان، فلا يعني ألا نخاطبه، فقرر الذهاب الى الحدود المشتركة بين لبنان وسوريا عندما كانت متحدة مع مصر، حيث تمت القمة المشهورة اللبنانية - المصرية. في النهاية وجد شهاب صيغة للتحاور مع الرئيس المصري. ان إيران اليوم، مثل مصر عام 1958، لا يمكن إلا ان نخاطبها".

س: مَن الطرف الداخلي الذي يتمتع بحيثية ليفتح حوارا مع إيران؟
ج: "هناك فراغ كبير في القيادة وهذه مشكلتنا. لكن على الرأي العام ان يفهم ان مشكلة لبنان هي صعود دولة على صعيد المنطقة التي فيها أيضا الاميركيون والروس والفرنسيون وغيرهم. نحن في لبنان لا نعرف ان نخاطب أية دولة، ما معناه اننا لا نساوي شيئا".

س: لكن الطرف الرئيسي في السياسة الخارجية بحسب الدستور هو رئيس الجمهورية؟
ج: "مسكين، مسكين!"

س: ولدينا وزير خارجية متمرس في العمل الديبلوماسي.
ج: "هو مثل سلفه، وخبرته الديبلوماسية لا تعني انه على قدر هذه المهمة".

س: هل يعني ذلك ان امر الحوار مع إيران مطلوب من الرئيس ميقاتي؟
ج: "مفروض، لكن لا يبدو ان الرئيس ميقاتي مؤهل، على رغم انه يتمتع بالمرونة. للأسف، لا قيادة لا إسلامية ولا مسيحية للقيام بهذه المهمة".

س: ما هو الحل؟
ج: "عندما اجتمع عبد الناصر مع فؤاد شهاب كان يدرك انه ما كان باستطاعته ان يصبح رئيسا للجمهورية من دون المسلمين الذين كانوا يطالبون بأن نخاطب عبد الناصر. إذاً، قال شهاب: فلنخاطب عبد الناصر. وقد ربح بذلك الرأي العام الإسلامي وأفهم الرأي العام المسيحي أنه الزعيم المسيحي الوحيد الذي يجعل الرئيس عبد الناصر يأتي من مصر الى الحدود اللبنانية – السورية".

س: انك تتكلم عن زعامة تاريخية وهي نادرة المثال.
ج: "لكن هذه الزعامة صارت تاريخية بعد الاجتماع مع عبد الناصر. انا جلست، وكنت لا أزال شابا ساعات مع شهاب للحديث عن هذه الأمور، فكان يقول لي: قبل ذهابي للقاء عبد الناصر درست الموضوع. كان التيار القومي العربي الذي كان يمثله عبد الناصر قد بدأ يتراجع، فأول ضربة تلقّاها في بغداد مع انقلاب عبد الكريم قاسم، وكان الظن ان قاسم امتداد لعبد الناصر، بينما كان فعليا العدو اللدود له. مصر عام 1958 كانت غير مصر عام 1952. كان هناك صعود سعودي وبدأت الاستقلالات في المغرب. حتى مصر لم تعد مصر أيام سعد زغلول، وفهمت ان مصر لم تكن تمثل الخطر الكبير، فدرست الامر: هل كان عبد الناصر يريد ان يمتد الى لبنان ليقيم جمهورية عربية متحدة؟ بالطبع لم يرد ذلك، إذ كان يعلم ان هناك طرفا مسيحيا طويلا عريضا لا يريد ذلك ومستعد ان يموت كي يمنع ذلك. كان اقصى ما يسعى اليه هو ان يكون لبنان بلدا محايدا، فلا يكون للاستعمار ممرا او مقرا. وهذا الامر كان فؤاد شهاب مستعدا له، وهو قال لي: عبد الناصر يريد الشيء الذي اريده. أنا كلبناني اريد لبنان حياديا كما يريد عبد الناصر. عندئذ أعطيت عبد الناصر ما كنت اتمناه، وهذا ما يحدّث عنه البطريرك بعد 70 عاما".

س: ماذا يمكن ان نفعل مع ايران؟
ج: "قد لا يكون مثل عبد الناصر في إيران. لكن ليست مسؤوليتي ان افتش عن الزعامة هناك، بل اتعامل مع القيادة الموجودة والمتمثلة بالمرشد. يجب ألا احصر علاقتي مع ايران بالسيد حسن نصرالله مع احترامي له، بل عليّ ان اقف على قدميّ واخاطب إيران من دولة الى دولة. واتساءل: متى استقبل الرئيس عون السفير الايراني؟ لا نراه مستقبلا سوى سفير كوستاريكا، ويكتفي بأن يستقبل السفيرتين الأميركية والفرنسية. فلماذا لا يستقبل السفير الإيراني؟ استحلي كلبناني ماروني، ان أرى رئيس الجمهورية او رئيس الحكومة يزور طهران".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار