هل من رابط بين إرجاء مقابلة نصر الله وصواريخ إسرائيل على دمشق؟ | أخبار اليوم

هل من رابط بين إرجاء مقابلة نصر الله وصواريخ إسرائيل على دمشق؟

| الثلاثاء 01 فبراير 2022

 سلاح الحزب بات قضية إقليمية ودولية ولا قدرة داخلية على الإطلاق لبت مصيره.

"النهار"- أحمد عياش

بضع ساعات فصلت بين إعلان قناة "العالم" عن تأجيل إجراء مقابلة مع السيد حسن نصرالله الأمين العام لـ"حزب الله"، وبين إعلان مصدر عسكري سوري أن طائرات إسرائيلية نفذت فجر أمس، "عدواناً برشقات صاروخية من اتجاه رياق شرق بيروت على نقاط في محيط دمشق".
من المنطقي القول إنه لا رابط بين الامرين. وهو فعلاً كذلك. فبحسب أوساط إعلامية قريبة من "حزب الله"، فإن تأجيل بث مقابلة نصرالله التلفزيونية، يعود الى "أسباب تقنية". وتوقعت أن تُبثّ المقابلة خلال الساعات المقبلة، بدءاً من غد الأربعاء.

أما الغارة الإسرائيلية الجديدة بالصواريخ، فهي تأتي في سياق استراتيجية كشف عنها أخيراً رئيس الأركان السابق في الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت وهي تتناول سوريا وتقع في منزلة ما بين الحرب أو الاستعداد للحرب.

في المقابل، هناك رابط جوهري بين مقابلة نصرالله المرجأة وبين الغارة الإسرائيلية الجديدة، ويتمثل في "حزب الله" نفسه، إذ إن الغارة استهدفت "مواقع عسكرية ومستودعات أسلحة وذخائر تابعة لـ“حزب الله” في محيط مدينة القطيفة"، وفق ما ذكرت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

إذن، يبقى "حزب الله"، وأمينه العام في واجهة الأحداث التي تنطوي هذه الأيام على جدول حافل بالعناوين سواء في لبنان أو في المنطقة. وفي هذا السياق، كم بدا الكلام عن تنفيذ القرار الدولي الرقم 1559، الذي كان محور البحث في الاجتماع التشاوري الدوري لوزراء الخارجية العرب الأحد الماضي في الكويت، مبهماً في ضوء أن هذا القرار يتمحور حول نزع سلاح "حزب الله" الذي بات الميليشيا الوحيدة في لبنان، التي دعا القرار ولا يزال منذ عام 2004، الى تجريدها من السلاح.

من البديهي القول، إن سلاح "حزب الله" بات قضية إقليمية ودولية، ولا قدرة داخلية على الإطلاق لبت مصيره. وعندما تضع إسرائيل، التي تمثل قوة إقليمية كبرى ولا سيما على المستوى العسكري، استراتيجية خاصّة بهذا السلاح، يتبيّن كم هي هذه القضيّة، التي لا يبدو أن لبنان ولا الدول العربية، ولا سيما الخليجية منها، قادرون على أن يأخذوا على عاتقهم تنفيذ القرار الدولي المشار إليه آنفاً. وكم من المفيد العودة الى ما قاله رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في برنامج "صار الوقت" قبل أيام: "إن القرار 1559 أكبر منّا"، مذكّراً بالقرار 242 الذي لم يُطبّق، مشيراً الى أنه "ليس كل قرار دولي يُطرح يُنفّذ، فهذه لعبة دول كبرى".

بالعودة الى الغارة الإسرائيلية الأخيرة التي اتخذت خلالها الطائرات الحربية الإسرائيلية سهل البقاع منصّة لإطلاق صواريخها في اتجاه الأراضي السورية، فهي أسفرت، بحسب مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "اندلاع حرائق في مواقع عسكرية ومستودعات أسلحة وذخائر تابعة لـ“حزب الله” في محيط مدينة القطيفة، كما سُمعت أصوات سيّارات إسعاف وهي تهرع إلى مكان الحرائق وسط معلومات مؤكدة عن سقوط خسائر بشرية".
العبرة من هذه التفاصيل، أن هناك حرباً بطريقة ما تستهدف تنظيماً فائق القدرة في لبنان، مرتبطاً قلباً وقالباً بإيران. وعندما يجري توصيف هذه الغارة بأنها تأتي في سياق حرب، يتضح كم المهمّة معقدة، كي تتم معالجة أزمات لبنان الأخرى ولا سيما الاقتصادية والمالية والمعيشية منها.

إن أخطر ما في هذه الحرب، التي لا يجري تظهيرها كفاية، هو أن هدف إسرائيل فيها هو مواجهة ما يمثّل تتمّة للملفّ النووي الإيراني، والمتمثل بـ"الصواريخ الدقيقة،" بحسب ما ورد في الدراسة السنوية لسنة 2022 الصادرة عن "معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي". ولكي يتم إدراك حجم الاهتمام بهذه الصواريخ التي يمتلكها "حزب الله"، تشير خلاصة الدراسة التي قُدّمت قبل أكثر من أسبوع للرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ، إلى "مواصلة وتحديث الحملة بين الحروب في مواجهة ترسيخ إيران وتشكيل ميليشياتها بالوكالة على طول حدود إسرائيل، وفي الوقت نفسه، التصدّي لكلّ عناصر التحدّي الإقليمي الإيراني، مع التركيز على وقف مشروع الصواريخ الدقيقة في لبنان وإحباط مساعي إيران لممارسة النفوذ".

التوقف عند ما ورد في دراسة المعهد الإسرائيلي، وهو "مواصلة وتحديث الحملة بين الحروب في مواجهة ترسيخ إيران وتشكيل ميليشياتها بالوكالة على طول حدود إسرائيل"، كان موضوع المقابلة التي نشرتها صحيفة "معاريف" الإسرائيلية يوم الجمعة الماضي مع رئيس الأركان السابق، غادي آيزنكوت، وقال فيها: "إن العملية الأولى كانت خلال ولاية غابي أشكنازي، في عام 2008 أو 2009. وكنت قائد المنطقة الشمالية وطلبت من رئيس أركان الجيش الحضور من أجل استعراض الفكرة أمامه. وقلت له إنك تقول دائماً إن الجيش يمكن أن يكون في إحدى حالتين؛ إما في حرب أو يستعدّ للحرب. وعندي لك حالة ثالثة، وهذه الحالة هي ليست حرباً شاملة، ولكنها ليست استعداداً للحرب أيضاً، بل معركة لعمليات متواصلة ضد الخصم". وعاد آيزنكوت إلى معركته "ضدّ الأنفاق التي شقها (حزب الله) عند الحدود بين لبنان وإسرائيل"، فقال: "حسن نصرالله قرّر بناء خطة هجوم على الجليل، وقال إنها تستهدف إنزال ضربة على إسرائيل لم تشهد مثلها أبداً. والتشبيه الذي يستخدمونه هو مثل ضرب صلاح الدين الصليبيين. وجاؤوا بفكرة احتلال الجليل وحفروا أنفاقاً. وهذه ليست مثل أنفاق (حماس)، وإنما هذا شيء هائل، بعرض شارع، مع عشرات المسارات. وقد صعق عندما اكتشفناها ودمّرناها".

لا بدّ في المقابل، من انتظار ما سيقوله نصرالله في مقابلة قناة "العالم"، وهي مقابلة بحسب الأوساط الإعلامية القريبة من "حزب الله" ستُبثّ بناءُ على رغبة الأمين العام. ولا شك في أن نصرالله لديه فعلاً ما سيقوله، وكالعادة سيجعل لبنان يعيش على إيقاع ما يخطّط له الممثل الأبرز لـ"فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني خارج إيران، ما يعني أن لبنان، لأجل غير مسمّى، سيبقى متأرجحاً بين ما يقوله نصرالله وبين ما يصيبه الصاروخ الإسرائيلي!

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار