من بغداد إلى دمشق... لبنان منصة وساحة وقلق على الانتخابات | أخبار اليوم

من بغداد إلى دمشق... لبنان منصة وساحة وقلق على الانتخابات

| الأربعاء 02 فبراير 2022

 ما يجري في المنطقة ستكون له ارتداداته على الساحة الداخلية

"النهار"- وجدي العريضي

تبدي أكثر من جهة سياسية مخاوفها وهواجسها من الرسائل الميدانية التي مرّت فوق الأجواء اللبنانية، وتحديداً قصف إسرائيل للعاصمة السورية دمشق ومن منطقة رياق، لما لذلك من دلالة في العمق الجغرافي البقاعي الملتصق تاريخياً بالشأن السوري عبر المناورات السياسية والأمنية، وحيث دفع البلد أثماناً باهظة بفعل هذه الأوضاع، وصولاً إلى عودة قصف مطار بغداد الذي يدخل أيضاً في إطار رفع سقف شروط إيران خلال فترة الاستراحة قبل معاودة المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، ناهيك بأنّ ذلك يأتي بمثابة الرد على خسارة "الحشد الشعبي" حليف إيران للانتخابات النيابية، وبالتالي الدور الذي يضطلع به رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.

في هذا الإطار، يقول اللواء #أشرف ريفي لـ "النهار": "يا ليت لدينا شخصية رئاسية بحجم رئيس وزراء العراق، باعتبار ان الكاظمي استطاع فك السيطرة الإيرانية على العراق وإجراء انتخابات نيابية، وكان له دور مفصلي في عودة بلاد الرافدين إلى المحور العربي وإقامة أفضل العلاقات بين بغداد والمملكة العربية السعودية وسائر دول الخليج، في حين أنّ رؤساء هذا البلد وضعوه في العمق الإيراني وسلّموه لـ"#حزب الله" الذي يشكل الحكومات ويقوّض الأمن والاستقرار في لبنان". ويضيف ريفي: "إنّ الهروب إلى الأمام من الرد الصادق على الورقة الكويتية التي هي في الحصيلة خليجية وعربية ودولية بامتياز، لم يعد ينطلي على أحد، فالسعودية والإمارات لن تسمحا بأن تتعرض بلادهما لاعتداءات إرهابية حوثية مدعومة من "حزب الله"، فيما القلق والخوف ينتابان الرؤساء والمنظومة السياسية المتحالفة مع الحزب المذكور. لذا نحن أمام مرحلة صعبة وقاسية في الأمن والسياسة، إذ يدرك القاصي والداني أنّه ما دامت السيادة منقوصة و"حزب الله" يتحكم بمصير البلد والشيخ نعيم قاسم يهدد ويتوعد ويعيدنا إلى لغة الحرب والسابع من أيار، فأسأله مَن قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري ووسام عيد ووسام الحسن وبيار الجميل وجبران تويني وكل شهداء ثورة الاستقلال، لذلك "يللي استحوا ماتوا".

ويخلص ريفي إلى أنّ الوضع اللبناني "يشبه كثيراً ما يحصل في العراق، من خلال تدخّل إيران عبر "الحشد الشعبي" وجماعتها، وصولاً إلى سعيها لاستعمال العراق منصةً وساحةً لتبادل الرسائل الإقليمية والدولية، ولكنّ الفارق أنّ هناك رئيس وزراء عربياً ووطنياً يعمل على تحصين بلده في السياسة والأمن والاقتصاد، بينما أهل الحكم عندنا يقولون لـ"حزب الله": أمرك سيدنا".

في السياق، تلفت مصادر سياسية مطلعة لـ"النهار"، إلى أنّ ما يجري في المنطقة ستكون له ارتداداته على الساحة الداخلية، وخصوصاً أنّ التصعيد الحوثي تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ورفع منسوب الاعتداءات، سيكون له وقعه ولا سيما بعد مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي التأم أخيراً في الكويت، حيث جاء الرد اللبناني غير مقنع بالنسبة إلى المشاركين في المؤتمر، وهو لم يرتقِ إلى الإجابة عن البنود الأساسية، ما أدى إلى تدوير الزوايا حيال العلاقة اللبنانية – الخليجية، ولكن في حال حصلت تطورات دراماتيكية في الخليج، فذلك قد يستدعي قمة خليجية عاجلة وتحركاً لمجلس الأمن والأمم المتحدة والمجتمع الدولي عموما، وعندها السؤال: ماذا سيفعل المسؤولون في لبنان تجاه "حزب الله" بعدما أرجأ أمينه العام السيد حسن نصرالله مقابلته التلفزيونية فقط كي لا يحرج حليفه رئيس الجمهورية ميشال عون و"التيار الوطني الحر"، على اعتبار أنّ الكلمة كانت ستتزامن مع انتهاء أعمال مؤتمر الكويت، وفي ظل معلومات مؤكدة انّ نصرالله كان سيشن هجوماً على الرياض وأبو ظبي بعد زيارة الرئيس الإسرائيلي إلى العاصمة الإماراتية، وبالتالي يسخر أحد الزعماء السياسيين في مجلسه قائلاً: المضحك المبكي هو أنّ البعض اعتبر أنّ القصف الحوثي على أبو ظبي كان بسبب وجود الرئيس الإسرائيلي في الإمارات، بينما القصف الحوثي على الإمارات سبق هذه الزيارة بأيام، من دون إغفال تعرّض السعودية لاعتداءات حوثية في معظم الأيام، إذ بمعزل عن الموقف من إسرائيل، يقول الزعيم المذكور لمحدثيه: كنتُ أتمنى أن توجّه الصواريخ الحوثية المصنّعة في إيران إلى إسرائيل، وبالأمس قُصفت العاصمة السورية دمشق فلم نسمع بيان استنكار من طهران وحليفها الأساسي "حزب الله"، لذا هذه العدة الخشبية أضحت مستهلكة ومعروفة الأهداف والمرامي ولا تنطلي على أحد.
ويبقى أخيراً أنّه أمام هذه التطورات في المنطقة، وربطاً بما يحدث في الداخل من تصعيد سياسي على خط "القوات" – "حزب الله"، ورفع النبرة التصعيدية، والعودة إلى استذكار محطات الحرب، وربطاً بهجوم رئيس الجمهورية على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وتفاعل الانقسامات بين المكونات الداخلية، يتراءى أكثر من سؤال حول ما ستؤول إليه الأوضاع في الأسابيع المقبلة، وما هو مصير الاستحقاق الانتخابي.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار