توفيت في القاهرة في الثالث من شباط عام 1975
لُقبت بكوكب الشرق وبسيدة الغناء العربي. إنها أم كلثوم، ظاهرة القرن العشرين في مجال الإبداع الفني المصري والعربي والعالمي حتى. توفيت أم كلثوم في القاهرة في الثالث من شباط عام 1975، بعد نصف قرن من العطاء سحرت في خلاله، وما زالت، الملايين حول العالم.
إسمها فاطمة إبراهيم البلتاجي. ولدت، حسب السجلات، في الرابع من ايار عام 1904 فى قرية طماي الزهايرة شمال شرقي مصر. والدها كان إمام مسجد القرية، وعندما بلغت الثالثة عشرة من عمرها بدأت بغناء القصائد والتواشيح الدينية مع فرقة أبيها متجولة فى القرى والأرياف، وسرعان ما ظهرت موهبتها، فأصبحت منشد الفرقة الأساسي.
غنت أم كلثوم في القاهرة للمرة الأولى عام 1920 فتعرف عليها عدد من الفنانين منهم الشيخ أبو العلا محمد الذي أعجب بصوتها وأصبح معلمها الأول وشجعها على ارتياد مجالات جديدة فى الغناء غير التواشيح. عام 1923 بدأت أم كلثوم فى إحياء الحفلات لبعض أعيان القاهرة، وبدأ نجمها يسطع، وفي تلك الفترة تعرفت على الشاعر أحمد رامي الذي علمها أصول اللغة والشعر، فتحسن مستواها وأضافت مهارات جديدة إلى مهاراتها الغنائية. عام 1924 كانت الانطلاقة الحقيقية لأم كلثوم.. سجلت لحنًا لمحمد القصبجي، وتعلمت على يده المقامات الموسيقية والعود، كما لحن لها أغنيات خاصة بها، ونشأت بينهما صداقة فنية استمرت حتى وفاة القصبجي عام 1966.
مع ازدياد نشاطها بدأ صوت أم كلثوم يلفت الانتباه، وظهر اسمها فى بعض الصحف ودخلت في منافسة قوية مع أهم المطربات في ذلك الحين ومنهن منيرة المهدية وفتحية أحمد. وفي الفترة الممتدة بين عامي 1930 و1932 قدمت أكثر من خمسين أغنية جديدة، وغنت لأربعة ملحنين هم بالإضافة الى محمد القصبجي، داود حسني والشيخ أبو العلا محمد وزكريا أحمد. شاركت أم كلثوم في افتتاح الإذاعة المصرية عام 1934، وفي العام نفسه بدأت بإقامة حفلات شهرية تقدم فيها أغنياتها الجديدة، وكانت الإذاعة تنقل هذه الحفلات مباشرة على الهواء، وقد استمر هذا التقليد أربعين سنة. عام 1935 غنت أم كلثوم للمرة الأولى لرياض السنباطي الذي كان له أثر كبير في حياتها، فاستمر بالتلحين لها لأربعة عقود، وكان الوحيد الذي لحن لها بانتظام من دون خلاف أو انقطاع، وكاد طوال الخمسينات أن يكون الملحن الوحيد لها.
قيل في أم كلثوم إن العرب لم يجتمعوا على شيء مثلما اجتمعوا على صوتها وقد يكون ذلك لا يزال صحيحاً حتى يومنا هذا!