الشوف-عاليه: عاصفة داخل "التيار".. ومنافسة على أصوات السنّة | أخبار اليوم

الشوف-عاليه: عاصفة داخل "التيار".. ومنافسة على أصوات السنّة

| السبت 05 فبراير 2022

لم يعرف بعد كيف سيكون توجه الناخب السني بعد قرار الحريري 

وليد حسين - المدن 

رغم أن الإحصاءات التي تجرى في الدائرة تتغير بشكل دائم وترتفع نسبة الممتنعين والممتعضين والذين لا يريدون التصويت لأحد، ما زالت قوى المعارضة في دائرة الشوف-عاليه تراوح مكانها.

هموم الناخبين
أظهرت الاستطلاعات في الأسبوعين الأخيرين أرقاماً مرعبة ومخيفة. فقد كانت نسبة الامتناع عن المشاركة مذ أشهر نحو 40 بالمئة، وارتفعت في الأسبوعين الماضيين إلى نحو سبعين بالمئة. وأظهرت أن المواطنين منشغلين بهمومهم الاقتصادية والاجتماعية والخوف من المستقبل بما يتعلق بالطبابة والتعليم. ما يدفعهم إلى رفض الطبقة السياسية والأحزاب كلها. لكن المعارضة ما زالت غارقة في مشاكلها الشخصية والأنانية. بينما توحدها في لائحة واحدة في الدائرة أو على مستوى لبنان يعطيها فرصة ذهبية لاستقطاب الجمهور المعترض والممتنع، على حد قول أحد الذين يجرون الاستطلاعات. 

تكثيف المفاوضات
الناس في واد ومن يدير اللعبة الانتخابية بين المعارضة في واد آخر. وهذا يسري على كل الدوائر في لبنان، حتى لو أن أجواء العديد من مجموعات المعارضة في الشوف-عاليه سرعت خطوتها وكثفت اجتماعاتها للخروج بلائحة موحدة وقوية، تضم مجموعات الثورة مثل لحقي وحزب تقدم والشوف ينتفض ونحو الحرية ومجموعات خيم الثورة وشخصيات مستقلة وحزبيين سابقين ينتمون لمختلف الأحزاب في المنطقة. 
ووفق مصادر "المدن"، حتى لو أقدمت مجموعات أخرى على تشكيل لائحة ثانية في الدائرة، إلا أن توحد مجموعات المعارضة وبدعم من الأحزاب المعارضة قادرة على الخرق بمقعدين مضمونين، خصوصاً في حال ضمت مرشحين عن الخط التاريخي للتيار الوطني الحر وتلقت الدعم من الحزب الشيوعي وحزب الكتائب والمعارضين في الوطنيين الأحرار. فالأخير يخوض المعركة إلى جانب القوات اللبنانية، لكن المعارضة فيه ستدعم لائحة المعارضة، كما أكدت المصادر.

زحمة مرشحين سنّة
رغم تحرك مرشحين دروز ومسيحيين في المناطق السنية وتقديم مساعدات وتوزيع مادة المازوت لاستغلال عزوف تيار المستقبل عن الترشح، وتحرك مجموعات بهاء الحريري، إلا أن منطقة الإقليم تعاني من زحمة مرشحين سنة من دون وجود أي مظاهر انتخابية بعد. ما يدل على أن "المسترشحين" في واد وسكان المنطقة في واد آخر، كما تؤكد مصادر محلية. 

في السابق كان يوجد حالة اعتراض قوية في الإقليم ضد كل قوى السلطة، لكن بعد قرار المستقبل العزوف عن الترشح انقسمت مجموعات الثورة من ناحية وحلت النزاعات بين المناطق والعائلات على من يُرشح ويترشح. ما يعقد المشهد أمام قوى المعارضة في كيفية اختيار مرشحين سنّة قادرين على الاستقطاب في الساحة السنية. ووفق المصادر، قد يقع الخيار على مرشح سني من منطقة برجا من آل الجوزو، يستطيع استقطاب أصوات سنية تدور في فلك تيار المستقبل. لكن المعارضة لم ترسو على خيار مشترك بعد.

الحالة العونية
المعركة في الدائرة ما زالت في الشارع المسيحي. فمسيحياً، وإلى جانب الدعم الذي تتلقاه لائحة المعارضة من قواتيين سابقين ومعارضين في حزب الوطنيين الأحرار ومن حزب الكتائب، فإن ترشيح "الخط التاريخي" المحامي والقيادي السابق في التيار الوطني الحر أنطوان نصرالله، يمد المعارضة بأصوات الحالة العونية المعترضة على رئيس التيار جبران باسيل. فنصرالله وجه إعلامي بارز لبنانياً، وله مكانة خاصة عند العونيين لنضاله ضد النظام الأمني اللبناني-السوري. حتى أنه من القلائل الذين كانوا ينتظرون ويعتصمون أمام معتقلات النظام الأمني السوري اللبناني حتى خروج آخر معتقل عوني من السجن، عندما كان رجال الأمن يفتكون بهم. ولا يستفيد نصرالله من الحالة العونية المعترضة على باسيل وقيادة التيار فحسب، بل ثمة قيادات داخل "التيار" تتعاون مع الخط التاريخي وستدعم مرشحيه في مختلف الدوائر، كما تؤكد المصادر.

خلافات مرشحي التيار
أما "التيار" الرسمي فيعاني من الخلافات الحالية بين المرشحين والذين تم إبلاغهم بعدم ترشيحهم في الانتخابات المقبلة. وطريقة تبليغهم شكلت لبعضهم إهانات، كما تقول مصادر مطلعة. فرئيس التيار باسيل يتعامل مع المرشحين كثلاثة أصناف: بعض المستبعدين من السباق لا يبلغهم بأي شيء، والبعض الآخر تبلغهم عاملة مكتب باسيل أنه لم يحالفهم الحظ، والصنف الثالث يجتمع بهم باسيل شخصياً ويعتذر منهم. وهذا ما حصل مع أحد المرشحين في عاليه على المقعد الماروني، الذي اجتمع به باسيل وحاول إقناعه أنه شخصية مهمة جداً للتيار وعنصر أساسي فيه، لكن لا حظوظ له هذه المرة وسينظر بوضعه بالمستقبل. 

لكن هذا المرشح تقدم بشكوى تظلم في الحزب وجمع نحو 500 توقيع على العريضة التي ارسلت إلى باسيل. لكن الأخير اعتبر أن هذه العريضة انقلاب عليه في عاليه. فشكل لجنة لحل المشاكل بين المرشحين وقررت الأخيرة أنه يجب عدم ترشيح هذا المرشح ولا النائب سيزار أبي خليل. لكن التيار أبلغ خليل أنه مرشحه في عاليه، فوقعت خلافات بين العونيين في عاليه، لا يعرف كيف يمكن حلها، كما أكدت المصادر. 

تفضيل عطالله
إلى ذلك حاول باسيل استقطاب المرشح ناجي البستاني (ترشح على لائحة الحزب التقدمي الاشتراكي سابقاً) إلى لائحة يعمل على تشكيلها مع النائب طلال أرسلان ووئام وهاب. وهذا أدى إلى خلافات بين النواب ماريو عون وفريد البستاني مع باسيل، رغم أن ناجي البستاني لم يعط كلمة الموافقة. بل ربما يرفض هذا العرض لأنه سيكون مجرد حصان ليفوز التيار على حسابه. فالتيار سيضع كل أصواته التفضيلية على مرشحه غسان عطالله عن المعقد الكاثوليكي في الشوف. فنجاح الأخير بالمقعد لا يتأمن إلا من خلال صب الأصوات التفضيلية عليه وحرمان باقي مرشحي التيار منها، وخصوصاً في حال أعاد "الاشتراكي" ترشيح النائب نعمة طعمة عن هذا المقعد. 

الاشتراكي-القوات
أما على مستوى القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، فما زالت المفاوضات تدور حول الترشيحات والمقاعد التي سيرشح كل طرف الشخص المناسب له. وتقول المصادر أن الاشتراكي لم يرسو على أي خيار بعد في انتظار اتضاح صورة التحالفات. فهو يتفاوض مع القوات على المقاعد التي يختارها كل طرف وتحديداً في عاليه، لكن على مستوى الدائرة لم يعرف بعد كيف سيكون توجه الناخب السني بعد قرار سعد الحريري العزوف عن الترشح، وإذا كان المستقبل سيدعم شخصيات مستقلة أو ستترشح شخصيات من التيار. ولن تتبلور الصورة قبل نهاية الشهر الحالي عند بدء مرحلة الاستعداد لتقديم طلبات الترشح في وزارة الداخلية، التي تنتهي في 13 آذار. 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار