لا حاجة لإزعاج المسؤولين في لبنان إذ يوجد من يفكّر عنهم في الخارج! | أخبار اليوم

لا حاجة لإزعاج المسؤولين في لبنان إذ يوجد من يفكّر عنهم في الخارج!

انطون الفتى | الثلاثاء 08 فبراير 2022

مصدر: مصالح استراتيجية سيُصبح لبنان والمنطقة مسرحاً لها عند نضوجها

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

"يتمشّى" لبنان في دروب التحضير لتعافيه المالي والاقتصادي، في جوّ من الفقر، والأزمات المتوالَدَة، فيما العالم يتغيّر من حولنا، بما سيؤثّر عاجلاً أم آجلاً في خريطة توزيع القوى الإقليمية في المنطقة، ومدى تأثيرها على سياسة الشرق الأوسط.

 

لمصلحتها

فسواء غَزَت روسيا أوكرانيا أم لا، وسواء نفّذ الغرب تهديداته لروسيا بمعاقبتها أو لا، وسواء نجحت الصين في مساعدة موسكو على التصدّي للغرب أو لا، ومهما تقلّبت الأحوال في شرق آسيا أيضاً، وعلى مستوى العلاقات الأميركية - الروسية، والأوروبية - الروسية، والأميركية - الأوروبية - الروسية، نجد أن قوى إقليمية عدّة ستكون جاهزة لتلقّف آخر المتغيّرات، لدمجها بسياساتها الإقليمية، ومحاولة تحويل الظّروف لمصلحتها، وعلى رأسها إيران.

 

يفكّر عنهم

فتلك الأخيرة، تبقى الأكثر تأثيراً على الساحة اللبنانية، وهو ما سيجعل لبنان على خطّ ما يحصل في أوكرانيا وأوروبا وآسيا، من ضمن مسار فيينا التفاوضي مع طهران، ومن خارجه أيضاً، وحتى من دون علم اللبنانيين.

فلا حاجة لإزعاج المسؤولين في بلادنا، لأنه يوجد من يفكّر عنهم على مستوى المنطقة، وهو يضعهم رقماً هزيلاً على طاولات العالم، وذلك بدلاً من أن ينتفضوا على واقعهم هذا، ويحضّروا الأوراق اللبنانية، لمرحلة ما بعد رسم السياسات الدولية الجديدة.

 

حلحلة

لفت مصدر واسع الاطلاع الى أن "الحلحلة التي أطلّت برأسها في إطار الملف النووي الإيراني مؤخّراً، على صعيد تخفيف بعض العقوبات على إيران من الجانب الأميركي، تدلّ على أن لبنان والمنطقة أمام وضع جديد".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الهدف الأميركي من جراء تخفيف بعض العقوبات، هو إفساح المجال أمام دخول النفط الإيراني الى السوق، وهو ما سيساعد على تخفيض أسعار النّفط عالمياً".

 

بحرفيّتها

وأكد المصدر وجود "تلاقٍ أميركي - صيني على هذه النقطة، بدأت تنعكس على ضخّ أجواء إيجابية على طاولة فيينا، رغم الكثير من العراقيل، والصّعوبات".

وأضاف:"الحلحلة الأميركية للملف الإيراني، لم تَعُد تنتظر الحصول على رأي الدول العربية الحليفة لواشنطن في المنطقة، كما يبدو. فالدول الخليجية، التي عانَت موازناتها خلال جائحة "كوفيد - 19" بشكل كبير، بسبب انخفاض أسعار النفط بشكل كبير جدّاً قبل نحو عامَيْن، تلتقي مع روسيا حالياً على ضرورة الإبقاء على أسعاره مرتفعة في الوقت الراهن، رغبةً منها بزيادة مداخيلها. وهذا الواقع له ما له من انعكاسات على رغبة واشنطن بتسريع الحلّ التفاوضي مع إيران في فيينا، وتخفيف العقوبات النفطية على إيران، من دون الأخذ في الاعتبار حاجات أو مخاوف دول الخليج العربي، بحرفيّتها التامّة".

 

مسرح

ورأى المصدر أن "الأمور تذهب حالياً باتّجاه تحقيق مصالح إيران النفطية، انسجاماً مع حاجة واشنطن لضخّ النفط الإيراني في السوق. وبالتالي، أصبح الانتهاء من إبرام اتّفاق مع إيران في فيينا، وتخفيض العقوبات الأميركية على طهران، حاجة تحقّق المصالح الأميركية بشكل أو بآخر".

وختم:"هذا يعني قوّة أكبر لإيران في المنطقة، ولبنان. فتسريع مسار المفاوضات، وجعل الانتهاء من الاتّفاق مسألة وقت فقط، ليس صدفة، بل قضيّة مصالح استراتيجية، سيُصبح لبنان والمنطقة مسرحاً لها، عند نضوجها".

إقرأ ايضا: هل تتدفّق أميركا وإسرائيل في خطوط أنابيب النّفط الروسي الى الصين؟!

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار