لهذه الأسباب صوّب نصرالله على الجيش والخليج | أخبار اليوم

لهذه الأسباب صوّب نصرالله على الجيش والخليج

| الجمعة 11 فبراير 2022

لديه أجندة تتجاوز لبنان من خلال تفريغ الدولة اللبنانية من مؤسّساتها الشرعية

 "النهار"- وجدي العريضي

تتطاير المواقف السياسية يمنة ويسرة، ولعلّ ذروة التصعيد، ما أعلنه قبل أيام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله من مواقف تُعدّ، وفق ما أفضى به مرجع سياسي في مجالسه، الأخطر، إذ رأى أنّها قطعت الطريق بداية على المساعي الجارية لرأب الصدع مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج، ومن ثمّ إطلاق العنان لقادة حزبه بهدف رفع منسوب التصعيد تجاه الرياض والإمارات، وسط استهداف مطار "أبها" الدولي مجدّداً بالقصف الحوثي. ويدلّ ذلك وفق المعلومات، على تماهٍ وغرفة عمليات مشتركة للحوثيين ولـ"حزب الله" و"الحرس الثوري الإيراني"، و"أنصار الله" من اليمن إلى بيروت.

ويلفت المرجع المذكور أمام الحلقة الضيّقة المقرّبة منه، الى أن نصرالله، الذي اعتبر في بدايات حرب نهر البارد، "أنها خط أحمر"، فإنه، لأول مرة، يهاجم الجيش اللبناني بهذه الحدّة لجملة اعتبارات، أولها محاولة قطع الطريق على قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية، حيث يبقى في طليعة المرشحين بعدما استطاع ضبط الشارع في أحلك مرحلة يجتازها لبنان، وصولاً إلى دوره في الحفاظ على المؤسّسة العسكرية من خلال الضائقة الإقتصادية والمعيشية عبر الدور الذي قام به قائد الجيش مع أكثر من دولة، وهذا يسجّل له. يضاف إلى ذلك، أن السيد نصرالله، لديه أجندة تتجاوز لبنان من خلال تفريغ الدولة اللبنانية من مؤسّساتها الشرعية، ولم يبقَ اليوم إلا المؤسّسة العسكرية المتماسكة والضامنة للسلم الأهلي، دون أن يدرك، من خلال هجومه على الأميركيين والسفيرة دوروثي شيا، أن سلاح الجيش اللبناني وتدريبه منذ نشأته هو من الولايات المتحدة الأميركية على وجه التحديد، إلى دول أخرى.

ويخلص المرجع المذكور إلى أن الأمين العام لـ"حزب الله" بدا، بالملموس، من يدير البلد فارضاً شروطه، وحاسماً بأن الأكثرية النيابية في الانتخابات المقبلة ستكون من فريقه، مما يطرح السؤال عن مستقبل البلد، وإلى أين، في خضم هذه الأجواء وعبر فائض القوة الذي يتحكّم به السيد نصرالله؟

في السياق، يقول عضو تكتّل "الجمهورية القوية" النائب زياد حوّاط لـ"النهار"، على خلفية مواقف السيد نصرالله وحلفائه، ولا سيما "التيار الوطني الحر"، إن معركتنا وجودية، وهي معركة خيارات سياسية أخوضها من خلفيتي الكتلوية، التي تتماهى اليوم مع حزب "القوات اللبنانية" عبر اللاءات السيادية والاستقلالية والوطنية، بغية الحفاظ على البلد، في ظل المحاولات المستمرّة لسلخه عن محيطه العربي، وهذا ما يتبدّى بوضوح من خلال دور "حزب الله"، وبفعل التصاقه العقائدي والأيديولوجي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك بهدف ضرب الدولة الجامعة، وها نحن اليوم نشهد فصولها من جراء التدمير المُمنهج الذي يقوم به "حزب الله" لضرب خصائص لبنان التاريخية وأسس الكيان اللبناني من الجامعات إلى السياحة والقطاعين الصحي والمصرفي، في ظل تهاوي هذه القطاعات الواحدة تلو الأخرى، وما هجوم الأمين العام لـ"حزب الله" على الجيش اللبناني بالأمس إلا الدليل القاطع على سلوك هذا الحزب ودوره التدميري بحق الوطن، ولا سيما أن المؤسّسة العسكرية هي العمود الفقري والوحيدة الباقية التي تذكّر ببقاء الدولة المتحلّلة بفعل هذا العهد القوي وتياره وتحالفاته من بيروت إلى طهران، وصولاً إلى الحوثيين الذين يعتدون على المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، هؤلاء الذين حصّنوا اقتصاد لبنان، وأعادوا إعماره مراراً، ويحتضنون أعداداً هائلة من اللبنانيين.

ويردف النائب حوّاط قائلاً، بصراحة متناهية ما دام "حزب الله" موجوداً، فلا استقرار في لبنان، وعلى هذه الخلفية نحن نخوض معركة إنقاذ البلد من هذا المشروع الجهنّمي لقوى الممانعة وعلى هذه الخلفية، فإن الانتخابات النيابية محطة أساسية للحصول على الأكثرية لإسقاط هذا المخطّط، والحفاظ على هذا الوطن وعودته إلى الجذور وخصائصه التي كانت مضرب مثل أينما حلّ اللبناني، وإعادة العلاقة اللبنانية ‒ الخليجية التاريخية إلى ما كانت عليه، بعدما حاول "حزب الله" نسف كل الجسور بين لبنان ومحيطه العربي وأصدقائه، فليسمح لنا السيد نصرالله وحزبه الإلهي من إطلاق عبارات خشبية مستهلكة، فإيران تفاوض الأميركيين، وهناك لقاءات ديبلوماسية إيرانية ‒ سعودية في بغداد، والسيد يهدّد ويتوعّد بأن إيران ستعيد فلسطين في إطار حفلة مزايدات على حساب لبنان واللبنانيين ومعاناتهم وظروفهم الصعبة.

وخلص النائب حوّاط، مؤكداً ضرورة حصول الانتخابات النيابية في موعدها المحدّد، ووقف الخطابات الشعبوية والهتافات التي لا تسمن ولا تغني لرئيس أو مسؤول على بعد أمتار من انفجار دمّر جزءاً أساسياً من عاصمتنا، فنحن لا ننتظر الاستحقاقات لنقول ما فعلنا، بل عملنا ودورنا إلى جانب أهلنا وناسنا عمل يومي، وفعل إيمان، وهذه المبادئ تعلّمناها كتلوياً ووطنياً، وها نحن اليوم من خلال كتلة "الجمهورية القوية" والمواقف الوطنية لرئيس الحزب الدكتور سمير جعجع على هذا النهج، فهذا قدرنا ونحن مستمرون.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار