"أمل" - "التيار" بين التمهُّل والتَقاطُع الانتخابيَّيْن | أخبار اليوم

"أمل" - "التيار" بين التمهُّل والتَقاطُع الانتخابيَّيْن

| الجمعة 11 فبراير 2022

 لا يخفي مسؤولون حزبيون أن الوضع الانتخابي لا يزال ضبابيّاً

"النهار"- مجد بو مجاهد

يغيب التواصل الانتخابي - السياسي المباشر بين "التيار الوطني الحرّ" و حركة "أمل"، حتى اللحظة. تحصل المداولات بين "التيار البرتقالي" و"حزب الله" تحديداً، في وقت ينطلق العونيون من طرح فكرة التحالف في كلّ الدوائر الانتخابية. ويجري التفاوض على عدد من المقاعد المسيحية في بعض الدوائر التي لم يسبق أن ترشّح عنها "التيار" في دورات انتخابية سابقة. ويخوض "التيار" في نقاش بما هو أبعد من الاستحقاق المنتظر إلى الغوص في العناوين السياسية لمرحلة ما بعد الانتخابات، بما يخصّ العلاقة التي تربطه بحلفائه. ولا يمكن أحد في صفوف "التيار" الإجابة عن معطيات تفصيلية حاسمة متعلّقة بالانتخابات حتى الآن، مع الاشارة إلى أن عمل الماكينة الانتخابية قد بدأ. ويبدو لافتاً أن محرّكاته التحضيرية لم تتجاوز العناوين العامة، بما يطرح علامات استفهام حول الأسباب المؤدّية إلى التمهّل المستمرّ. ولا يخفي مسؤولون حزبيون أن الوضع الانتخابي لا يزال ضبابيّاً.

وهناك جوجلة للأسماء الممكن اختيارها انتخابياً، والتي منها من تتقدّم حظوظ ترشيحه من دون حسم. ويُذكر من الأسماء المتداولة: أسعد درغام وجيمي جبور في عكار. سيمون أبي رميا في جبيل. ندى البستاني في كسروان. ابرهيم كنعان وايدي معلوف في المتن. آلان عون في بعبدا. فريد البستاني وغسان عطالله في الشوف. سليم عون في زحلة. زياد أسود وأمل أبو زيد في جزين. ومن جهته، أعلم النائب روجيه عازار القيادة الحزبية عدم نيته الترشّح منذ 8 أشهر. لكن هناك تشجيع داخلي يحضّه على تعديل رأيه وخوض الانتخابات. ولا تزال الأجواء متأرجحة في كسروان حول الأسماء الممكن اختيارها. وفي الشوف الوضع "راوح مكانك" أيضاً بانتظار القرار الذي ستّتخذه القيادة. وتدور التساؤلات حول إمكان ترشيح النائب ماريو عون من عدمه، الذي بدوره ينتظر أي قرار يتخذه "التيار" قبل أن يُبنى على الشيء مقتضاه بعيداً عن التضارب في المعطيات حول ترشيحه من عدمه، مع الإشارة الى أنه يضع نفسه في تصرّف الأصدقاء والمؤيدين.

وإذا كانت صورة التحالفات الانتخابية لم تقطع مرحلة "التحميض" حتى الساعة، فإن الأجواء المواكبة لخيارات الرئاسة الثانية لا تعتبر أن خوض الانتخابات على لوائح واحدة مع "التيار الحرّ" من شأنه أن يحرج حركة "أمل". وهناك من يشير إلى أن خوض الانتخابات على لوائح موحّدة لا يعني انصهاراً تحالفياً بين الطرفين. وستصبّ الأصوات التفضيلية الخاصة بكلّ فريق سياسي إلى مرشّحيه. وتظهر الحاجة إلى عقد تحالفات في أكثر من دائرة انتخابية للوصول إلى الحواصل الانتخابية انطلاقاً من القانون الانتخابي. وتتمسك "أمل" بتحالفاتها المتعارف عليها مع الأحزاب التي خاضت الاستحقاقات الانتخابية إلى جانبها أو دعمتها، بما يشمل "المرده" والحزب القومي وآل عازار في جزين. ولم تحسم توجّهات أصوات ناخبيها في "دائرة جبل لبنان الرابعة"، والتي كانت تصبّ تاريخياً لمصلحة لوائح الحزب التقدمي الاشتراكي. وهناك مشاورات قائمة حول كيفية خوض الانتخابات في "دائرة كسروان - جبيل" مع البحث في إمكان التحالف الثلاثي ("التيار" - "أمل" - "الحزب")، حيث ثمة تركيز على حسابات الفوز بالمقعد الشيعي في جبيل. وسيكون النائب في حال تحقيق الفوز من حصة "الحزب"، في ظلّ اتفاق على أن تتمثل "أمل" بمقعد البقاع الغربي الشيعي، في مقابل أن يتمثل "الحزب" بالمقعد الشيعي في كلّ من زحلة وجبيل. ويرتبط ما تغيّر على صعيد حركة "أمل" بتحالفات دائرة صيدا - جزين مع اعتزام النائب أسامة سعد عدم التحالف مع أي حزب سياسي تقليدي في الدورة الانتخابية المقبلة. كما في ظلّ عزوف النائبة بهية الحريري عن الترشح. ويعني ذلك الاتجاه إلى خلط الأوراق التحالفية في هذه الدائرة التي قد تشهد بعض المتغيّرات لجهة طبيعة اللوائح الانتخابية.

وتشير معطيات "النهار" إلى أنّ المرشحَيْن اللذَيْن تمّ التأكيد على اختيارهما لخوض الاستحقاق الانتخابي كممثّلين عن حركة "أمل" هما قبلان قبلان بدلاً من النائب محمد نصرالله عن المقعد الشيعي في دائرة البقاع الغربي، والنائبة عناية عز الدين عن المقعد الشيعي في دائرة صور - الزهراني. وقد وقع الاختيار على قبلان استناداً إلى الحيثيّة الشعبيّة التي تعتبر "أمل" أنه يتمتع بها في المنطقة، وقدرته على الاستقطاب على امتداد شريحة من الناخبين الشيعة والسنّة والمسيحيين في المنطقة. وارتبط اختيار عزّ الدين بنشاطها البارز في المجلس النيابي ولاعتبارات متعلّقة بتأييد مبدأ "الكوتا النسائية". وتلفت المعطيات إلى اعتزام "أمل" إعادة ترشيح عدد من النواب الحاليين، في وقت يبقى الحسم مرتبطاً بلحظة تقديم أوراق الترشيحات إلى المديرية العامة للشؤون السياسية في وزارة الداخلية. ويأتي ذلك وسط أسلوب تكتيّ قائم على التشاور الهادئ والتريّث المتمهّل الذي تعتمده ماكينة "أمل" لجهة تثبيت الترشيحات الانتخابية. وتتمثّل الأسماء التي ثمة اتجاهاً لإعادة ترشيحها بالنواب: ياسين جابر، فادي علامة، علي حسن خليل، غازي زعيتر، ميشال موسى. ولا يبدو أن "أمل" في طور التخلي عن ترشيح موسى باعتبارها أنه يتمتع بحضور تمثيلي في مغدوشة التي تعتبر "عاصمة الكثلكة في الجنوب". وتأكّد أن "أمل" فعّلت نشاط ماكيناتها الانتخابية على مستوى 13 دائرة، بما في ذلك على صعيد دوائر جبل لبنان والشمال اللبناني.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار