من الحرب النفسية الى الاستعراض عبر مواقع التواصل الاجتماعي
شادي هيلانة- "أخبار اليوم"
نشرت قناة "المنار" امس فيديو لـ"وحدة قتالية" تابعة لحزب الله تُظهر فيه مقاتلين مرتدين جعباً مُدججة وزيّاً عسكريّاً بلون أبيض، يتدربون على الثلوج الباردة ويطلقون الرصاص وهم على زلاجات، وظهر بعضهم متوضئاً ويتبارك بالقرآن، هذا ضمن منطقة غير محددة على ارتفاع 1370 متراً - لكن السؤال المطروح لمَ اليوم في هذا التوقيت بالذات؟
هنا تُجيب مصادر حزبيّة، قائلةً: يجب أنّ نفصل في الحديث عن السلوك الإعلامي للحزب، بين حربه النفسية ضد العدوّ وبين إعلامه الموجّه إلى الداخل. ففي الحرب النفسيّة ضد الاعداء، ليس هناك ما يضاهي أسلوب الحزب وقائده في التخاطب معه في نشر الرعب عندما يلزم، لذلك برز أسلوب الحزب في التخاطب بشكلٍ محترف في الفيديو مع استعمال مؤثرات وتقنيات خاصة في حديثه وقصد فيه تخويف مَن يلزم تخويفه.
وتتابع في حديثها الى وكالة "اخبار اليوم"، انّ الاعلام هو عنصر أساسي في السياسة والحروب النفسيّة في عصرنا.
وعند السؤال: لماذا لم تنشر هكذا فيديوهات في زمن المواجهة مع اسرائيل؟ تقول المصادر عينها، عندما يكون الخطر ماحقا تجوز كل الاساليب ولا يرتبط في الوقت ولا زمان، وتضيف: لِنعترف انّ للحزب اخفاقات وأكبر دليل على تعثّره الإعلامي، انه كان دائماً يحتاج إلى أنّ يفسّر ما يقول وأنّ يوضح، لأنّ تصريحاته غير مدروسة ولا تأخذ ردود الخصوم الجاهزة في الحسبان.
ومن جهّة أُخرى، يرى مراقبون انّ نشر شريط الفيديو للحزب، يندرج في إطار حرب إعلامية دعائية يقوم بها على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف فرض سطوته بالترهيب وبث الرعب في النفوس، فهناك متعاطفون معه بشكل خاص على موقعي "تويتر" و"يوتيوب" ويوزعون الصور وأشرطة الفيديو والتعليقات والرسائل، ويقول خبراء إنّ هذا الاسلوب يلعب دوراً أساسياً في جذب المجندين المحتملين للانضمام تحت لوائهِ.
في الموازاة، يقول أستاذ في العلوم السياسية جهاد زريقة لـ"اخبار اليوم"، انّ الترهيب هو تحديداً استراتيجية تواصل، مضيفاً: استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ليس أمراً مفاجئاً، لأننا في العام 2022، والجميع يستخدم تويتر على سبيل المثال.
إلّا أنّهُ يرى أنّ براعة حزب الله في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي تجاوزت تنظيمات أُخرى برزت كـ"داعش" و"القاعدة". ويُفيد زريقة، أنّ نشر استعراض القوة على الإنترنت بات وسيلة. وإذا كان الأمر "يثير سخط غالبية الخصوم، إلا أنّ من شأنه جذب العناصر المؤيدة في المجتمع خصوصا تلك التي اهتزت على اثر الازمة الاقتصادية الحادّة التي تمر بها البلاد، اضافة الى اهمية اللجوء الى مواقع التواصل قبيل الانتخابات.
إقرأ ايضا: تهديد وابتزاز... اقترعوا لصالحنا أو تحمّلوا مسؤولية موتكم بأيديكم!!!