هكذا يتوغّل "حزب الله" في مناطق نفوذ خصومه | أخبار اليوم

هكذا يتوغّل "حزب الله" في مناطق نفوذ خصومه

| السبت 19 فبراير 2022

"النهار"- وجدي العريضي

لا تزال المسيّرات السياسية والإنتخابية التي يطلقها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، باتجاه السعودية والخليج وأطراف محلية، تثير الإهتمام وهي موضع مخاوف وقلق من أن تؤدي إلى إعادة الوضع مع الرياض ودول مجلس التعاون، ليس إلى المربع الأول فحسب، وإنما أكثر من ذلك بكثير، وعلى هذه الخلفية، فإن وزيراً كويتياً سابقاً أبدى خشيته خلال اتصال بأحد المسؤولين اللبنانيين، من أن تكون مواقف السيد نصرالله، بمثابة التوجّه نحو قطيعة مع الخليج، وطي كل ما حملته الورقة الكويتية والخليجية والدولية، لأن المسألة بدأت تتجاوز كل الخطوط الحمر، ولن تكون هناك أي قدرة للمسؤولين اللبنانيين على مواجهة "حزب الله"، ولهذه الأسباب فإن المرحلة صعبة وقاسية بين لبنان وإخوانه في الخليج.

وفي هذا السياق، يبدي زعيم سياسي أمام المقرّبين منه، وخلال استماعهم إلى موقف السيد نصرالله، ذهوله قائلاً: "لا يحدّثنا إلا بالصواريخ والمسيّرات"، ملمحاً إلى أن ذلك، وربطاً بالصورة التي جرى توزيعها لعناصر من "حزب الله" يجرون تدريبات على الثلوج، رسالة الى الجيش اللبناني والى قائده، والى كل الذين يتحدّثون عن استراتيجية دفاعية أو يهاجمون الحزب. ورأى أن كلامه عن المسيّرات والصواريخ الدقيقة، إنما هو تحوّل نحو مرحلة جديدة تعمّد السيد نصرالله انتهاجها، بعدما جرى تمرير الإعتراف بالخط 23 بالتكافل والتضامن بين العهد و"الثنائي الشيعي" وكل من إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي، ان رسائل نصرالله قد تكون موجّهة الى الأطراف في الداخل، أكثر مما هي الى واشنطن وإسرائيل، بمعنى أن الزعيم السياسي إياه جزم بأن كل ما يقوم به الأمين العام للحزب في هذه المرحلة يهدف إلى إنقاذ العهد في سنته الأخيرة، وتعويمه وتغطية كل ما يقوم به رئيس الجمهورية، إنْ على صعيد ملاحقة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أو المطالبة بمثول المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان أمام القضاء. أضف إلى ذلك، أن السيد نصرالله أخذ قراره بدعم "التيار الوطني الحر" وحلفائه إنتخابياً أكثر من أي وقت مضى، إذ يعتبر أن هذا الإستحقاق وحصوله على الأكثرية النيابية، إنما يخوّله الإمساك دستورياً وقانونياً بمفاصل الدولة ومؤسّساتها، من تشكيل حكومة له الدور الأساس في تأليفها، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية على غرار ما حصل مع الرئيس ميشال عون، أو التمديد له، في حال لم تحصل الإنتخابات النيابية لأي طارئ، ومن ثم مواجهة المجتمع الدولي بالقول: هذه الأكثرية النيابية نحن نملكها، وهي منتخبة من الشعب اللبناني.

وفي سياق متصل، تشير مصادر سياسية عليمة، إلى أن إطلالات نصرالله الإعلامية ومواقفه التصعيدية تجاه الخليج، وبعض القوى السياسية المحلية، ترافقها تحرّكات بالغة الأهمية عبر توسيع مروحة المساعدات في معظم المناطق اللبنانية، وحيث دخل الحزب أخيراً إلى بلاد جبيل وكسروان، من خلال توزيع المحروقات، والأمر عينه في الجبل، بحيث يقوم أحد الوزراء السابقين المقرّب والمحسوب على النائب طلال إرسلان، بتقديم دعم يفوق التصوّر على كل المستويات المالية والإجتماعية والطبية، وإن كان ذلك، وفق المتابعين، أمرا لا يعاقب عليه القانون، وحقا مكتسبا بتوزيع هذه المساعدات، إنما يظهر جلياً أن "حزب الله" بدأ يدخل من أبواب الأزمات الإقتصادية والمالية إلى مناطق خصومه، وصولاً إلى إقليم الخروب، وبالتالي، ان تعليق الرئيس سعد الحريري مسيرته السياسية، وعزوف تياره عن خوض الإنتخابات المقبلة، فذلك شرّع المناطق السنّية للتهافت الإنتخابي، وعليه، فإن "حزب الله" أخذ أيضاً على عاتقه الإمساك بزمام الأمور على طريقته، ومن خلال بعض الحلفاء في الإقليم للسيطرة السياسية من بوابة الإنتخابات. وهذا الدور المتنامي لـ"حزب الله" قد تكون له تأثيرات على صعيد التغيير الديموغرافي، وفي البنية السياسية التقليدية في معظم المناطق التي بات يتوغّل فيها، في حين أن هناك معلومات عن تمنيات لبعض المرجعيات السياسية والحزبية، وفي طليعتها رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، لعدم الدخول في أي اشتباك سياسي، أو إشكالات في أي منطقة تصلها مساعدات، باعتبار ان ذلك من شأنه أن يؤدي إلى صدامات واهتزاز الإستقرار، ولضرورة التعاطي في الإنتخابات مع أي لائحة منافسة، إلى ما يقوم به "حزب الله" من توسيع "بيكار" انتشاره على خط التقديمات والمساعدات برويّة وهدوء، حيث المرحلة وظروفها تقتضي ذلك.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار