«حوار الطرشان» يتواصل بين الروس والأميركيين | أخبار اليوم

«حوار الطرشان» يتواصل بين الروس والأميركيين

| الأحد 20 فبراير 2022

بوتين يختبر صواريخه الإستراتيجية... وبايدن يحذّر من غزو وشيك لأوكرانيا



يتواصل «حوار الطرشان» بين الولايات المتحدة، التي تخشى غزواً لأوكرانيا «في الأيام المقبلة»، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي ينفي الإعداد لهجوم، لكنه أطلق أمس، تدريبات استراتيجية نووية تشمل إطلاق صواريخ بالستية، في أحدث استعراض للقوة.

وفي حين حذّرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أمس، من «التكهّن» بنوايا روسيا، وأصدرت تنبيهاً أوصت فيه الألمان بمغادرة أوكرانيا، «من دون تأخير»، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لنائبة الرئيس الأميركي كاميلا هاريس، هلى هامش ميونيخ الأمني، أن كييف تريد «السلام».


وفي موسكو، بث التلفزيون الروسي صوراً لبوتين ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، أثناء جلوسهما إلى طاولة مستديرة في غرفة العمليات في الكرملين أمام شاشات تظهر القادة العسكريين، وهم يختبرون أحدث صواريخهم الفرط صوتية والمجنحة والبالستية ذات القدرات النووية.

وأعلن الكرملين «ضربت كل الصواريخ أهدافها، ما يؤكد على أهدافها المرتبطة بالأداء»، مضيفاً أن قاذفات من طراز «تو-95» وغواصات شاركت في التدريبات.

وذكر في بيان، أن التدريبات السنوية شهدت إطلاق الصواريخ الأسرع من الصوت، «كينجال» و«تسيركون» و«كاريليا» و«سينيفا».

وفي وقت سابق، أشار الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إلى شيفرات إطلاق الصواريخ النووية، قائلاً «يستحيل القيام بهذا النوع من الاختبارات من دون رئيس الدولة. تعرفون الحقيبة السوداء الشهيرة والزرّ الأحمر».

وذكرت وزارة الدفاع الروسية، أن كل فروع القوات المسلّحة شاركت في التدريبات، بما في ذلك قوات الصواريخ الاستراتيجية وأساطيل بحر الشمال والبحر الأسود، والتي تملك غواصات نووية.

من جانبها، تصر الولايات المتحدة على أن موسكو اتّخذت قرار غزو جارتها، إذ حشدت نحو 150 ألف جندي عند حدود أوكرانيا، وهو عدد يرتفع إلى 190 ألفاً إذا احتُسبت القوات الانفصالية المدعومة من روسيا في الشرق.

وتتواجد بعض القوات الروسية (نحو 30 ألف جندي) في بيلاروسيا للمشاركة في تدريبات من المقرر أن تختتم اليوم.

ولفتت موسكو إلى أن هذه القوات ستعود إلى ثكناتها، لكنّ أجهزة الاستخبارات الأميركية أعربت عن قلقها من أنها قد تشارك في غزو أوكرانيا.

وأكّد الكرملين، من ناحية ثانية، أن بوتين سيجري مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم.

في المقابل، أعلن بايدن، الجمعة، أنه متأكد أن بوتين اتّخذ قرار الغزو، بغض النظر عن التحذيرات من أن الأمر قد يطلق العنان لعقوبات غربية واسعة، ولفت إلى أن الهجوم قد يتم في الأيام المقبلة وأن الأهداف ستشمل العاصمة كييف.

وقال بايدن، من البيت الأبيض، الجمعة، «نعتقد أنهم سيستهدفون مدينة كييف البالغ عدد سكانها 2.8 مليون شخص بريء».

لكن الرئيس الأميركي شدد على أنه طالما لم يقع الغزو، فإن «الديبلوماسية ممكنة دائماً»، مشيرا إلى أن وزير خارجيته أنتوني بلينكن سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف، الخميس المقبل في أوروبا.

وأمس، لفت وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إلى أنه يتّفق مع بايدن في أن بوتين «اتخذ قرار» الغزو.

وقال خلال زيارة لليتوانيا، إن القوات الروسية على حدود أوكرانيا «بدأت تنتشر» و«الاستعداد للهجوم». لكنه أشار إلى أن الصراع «ليس حتمياً»، موضحاً أن بوتين «يمكنه اختيار مسار مختلف».

لكن وزيرة الخارجية الألمانية دعت إلى عدم «التكهّن» بنوايا روسيا.

وقالت في ردها على سؤال عما إذا كانت تتفق مع تقييم بايدن «في الأزمات، أسوأ ما يمكن القيام به هو التكهّن أو افتراض» قرارات الطرف الآخر، وذلك في ختام اجتماع لوزراء خارجية دول مجموعة السبع، في ميونيخ.

لكنها أضافت «لا نعرف إن كان اتُّخذ قرار بشن هجوم، لكنّ التهديد لأوكرانيا حقيقي»، بينما دعت الرعايا الألمان إلى مغادرة أوكرانيا «بصورة عاجلة».

وصدرت دعوة مشابهة من الجانب الفرنسي.

كما هدّدت كامالا هاريس، بتعزيز قوات حلف الأطلسي في أوروبا الشرقية، متوعدة موسكو بعقوبات اقتصادية «قاسية وفورية».

وذكّرت خلال مؤتمر ميونيخ، أن الولايات المتحدة نشرت نحو 6 آلاف عسكري إضافي في رومانيا وبولندا وألمانيا.

ولفتت إلى أن «قواتنا لن تشارك في القتال في أوكرانيا» التي ليست عضوا في حلف شمال الأطلسي، لكنها «ستدافع عن كل شبر من أراضي الناتو».

من جانبه، قال زيلينسكي خلال اجتماعه مع هاريس، إن أوكرانيا تتطلع إلى دعم معين من الولايات المتحدة لجيشها.

وكان بايدن، حذّر الجمعة من أنه «قد لا يكون خيارا حكيما» أن يحضر زيلينسكي مؤتمر ميونيخ السنوي، مضيفاً «لكنه قراره».

في السياق، قال وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا، عقب لقائه بلينكن، «نثمن مشاركتنا بيانات وتقييمات في شأن خطط روسيا العدوانية».

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين في حلف «الناتو» أن التقديرات تشير إلى وجود 190 ألف جندي روسي وانفصالي، نصفهم في وضعية هجومية قرب أوكرانيا.

كما نقلت شبكة «إن بي سي» عن مسؤول في البنتاغون، إن روسيا حشدت ما يقرب من 50 في المئة من قواتها بوضعية الهجوم، موضحا أن القوات موجودة في مواقع هجومية أكثر مما كان معروفاً من قبل، مما يشير لاحتمال شن هجوم من دون سابق إنذار.

ورغم أن القوات لا تزال على بعد كيلومترات عدة من الحدود، فإنها بلغت هذا المستوى من الجهوزية خلال اليومين الأخيرين، حسب المسؤول الأميركي.

في السياق، دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، خلال مؤتمر ميونيخ، الحلفاء إلى «الوحدة»، مشيراً إلى أن العقوبات التي ستفرضها لندن على موسكو، في حال هاجمت أوكرانيا، ستجعل «مستحيلاً» عليها الوصول إلى الأسواق المالية في مدينة لندن.

وهدّد نائب مستشار الأمن القومي الأميركي لشؤون الاقتصاد الدولي داليب سينغ، بجعل روسيا، دولة «منبوذة».

وقال للصحافيين، الجمعة، إنّ روسيا «ستصبح دولة منبوذة بالنسبة الى المجتمع الدولي. سيتمّ عزلها من الأسواق المالية الدولية وحرمانها من المُدخلات التكنولوجية الأكثر تطوّراً».

وأكّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، مجدداً الالتزام «الثابت» لأعضاء الحلف بحماية بعضهم البعض، محذراً روسيا من أنها «ستحصل على المزيد من (قوات) الناتو» في سعيها لخفض وجود الناتو على حدودها.

كما حذّرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، من أن روسيا تخاطر بإهدار«مستقبل مزدهر». وندّدت بتحالف روسي - صيني يسعى لفرض «قانون الأقوى».

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار