"مُعاقب" أميركياً و"مسامح" روسياً
شادي هيلانة - "أخبار اليوم"
عقب إدانة وزارة الخارجية اللبنانية في بيانٍ الاجتياح الروسي لأوكرانيا، اتى اللقاء الذي جمع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب بالسفير الروسي ألكسندر روداكوف وكلام الاخير بعد الاجتماع، في سياق التفهم الروسي لما جرى، مما يشير الى انّ موسكو لم تأخذ على لبنان هذا الموقف، خصوصاً وانه ترافق مع عدم وقوفه ضد روسيا في الامم المتحدة.
لكن كل هذا يدّل على انحطاط المستوى السياسي، بعيداً من أيّ حسابات استراتيجية، أو خط بياني واضح. وهو دليل على أنّ السياسة بالنسبة إلى الأفرقاء اللبنانيين، هي ما ترتبط بمصالحهم الضيقة.
وعلى اثره توالت الاقاويل والتصريحات التي تصب في خانة استرضاء الروس، بدءاً من المعلومات الصحفية التي كشفت أنّ رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بادر إلى الاتصال بالسفير الروسي في بيروت ليؤكد له أنّ التيار الوطني الحر لا علاقة له بموقف وزير الخارجية.
ويفهم من أول الغيث انّ باسيل "مُعاقب" أميركياً و"مسامح" روسياً، وإذا صح التعبير هو أقرب إلى محور الممانعة، وموسكو.
في المقابل، يُبرر احد قيادي التيّار الحر انّ ظروف البلاد لا تسمح بزعزعة الوضع السياسي اكثر مما هي عليه، فباسيل في ثباتٍ مع التحالف المشرقي بقيادة روسيا والتي تحمي المسيحيين.
ايضاً من باب حرصه على العلاقة المتينة مع موسكو خصوصاً انّ لبنان بحاجة اليها ليس من باب المساعدات الانمائية والانسانية والصحية والاقتصادية فحسب، بل ايضا هي الجاهزة للمساعدة في الطاقة والاحتياجات العسكرية.
وبالتالي، يعتبر القيادي في التيار انّ "موقفنا يبقى مبدئياً واخلاقيا"، خصوصا انّ الحرب الدائرة بعيدة عن ارضنا ولا علاقة لنا بها لا من قريب او بعيد.
وعلى الضفّة الأُخرى، ينظر المراقبون، الى مؤيدي الاجتياح الروسي، ويعتبرون ما يجري كسر للهيمنة الأميركية خصوصاً في لبنان والخروج من الأحادية القطبية، ويبررون لروسيا ما تريده، في سياق ما خرج عن لسان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بالأمس، محملاً واشنطن المسؤولية عن الاحداث التي تجري بين روسيا واوكرانيا.
وهناك رأي آخر يقول، انّ الفضيحة الكُبرى في ترك روسيا تتوسع عسكرياً، مقابل فرض عقوبات مشابهة للعقوبات التي فرضت على إيران وسمحت لها باجتياح العالم العربي والسيطرة على اربعة دول عربية .