البقاع الغربي: الأحزاب المسيحية المأزومة تؤخر تظهير الصورة... وتراجع زخم "التغيير" | أخبار اليوم

البقاع الغربي: الأحزاب المسيحية المأزومة تؤخر تظهير الصورة... وتراجع زخم "التغيير"

| الجمعة 04 مارس 2022

"التيار" يضغط بشكل كبير على "حزب الله" وحسن مراد للانسحاب من التحالف مع الفرزلي

"النهار"- اسكندر خشاشو

بدأت درجة الحماوة الانتخابية في منطقة البقاع الغربي وراشيا بالارتفاع مع اقتراب موعد حسم الترشيحات. فالمنطقة التي كانت الأهدأ انتخابياً تحرّكت في الأسبوع المنصرم، وبدأ طبّاخو اللوائح في حسم المقاعد.

في دائرة البقاع الثانية 6 مقاعد، اثنان منها للسنّة، ومقعد للدروز، ومقعد للشيعة، ومقعد للموارنة، ومقعد للأرثوذكس، تقاسمتها في الانتخابات الماضية لائحتان، حين فاز عبدالرحيم مراد ومحمد نصرالله وإيلي الفرزلي من لائحة "الغد الأفضل"، التي ترأسها عبد الرحيم مراد، ووائل أبوفاعور ومحمد القرعاوي وهنري شديد من لائحة "المستقبل".

في هذه الانتخابات، يأتي انسحاب الرئيس سعد الحريري ليُحدث فراغاً كبيراً في المنطقة، وليترك إرباكاً بين مناصريه وشارعه، أثّر في عمليّة تشكيل اللوائح، خصوصاً لدى الشخصيات الحليفة، التي تجهد لتشكيل لائحة ترضي هذا الجمهور، وتحافظ على تماسكه، في مقابل بقاء منافسيه على تكتّلهم.
وفي آخر المعطيات أن تحالف حسن عبد الرحيم مراد والثنائي الشيعي حسم أمر ترشيح مراد لأحد المقاعد السنيّة، وقبلان قبلان للمقعد الشيعي كممثل لحركة أمل بدل النائب محمد نصرالله، وطارق الداوود شقيق النائب السابق فيصل الداوود للمقعد الدرزيّ، ونائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي للمقعد الأرثوذكسي، فيما يبقى المقعد الماروني والمقعد السنيّ الآخر قيد التفاوض، ومن المتوقّع أن يتمّ حسم أمرهما في الأيام القليلة المقبلة.

وفي هذا الإطار، علمت "النهار" بأن "التيار الوطني الحر" يضغط بشكل كبير على "حزب الله" وحسن مراد للانسحاب من التحالف مع الفرزلي مقابل الدخول في اللائحة عبر مرشّح حزبيّ مارونيّ هو شربل مارون متخطّين عقبة وجود حركة "أمل" في عدادها، أسوة بدوائر بيروت وبعلبك الهرمل وبعبدا، إلّا أن هذا المطلب مرفوض حتى السّاعة من حركة "أمل" تحديداً، التي تصرّ على تحالفها مع الفرزلي، إذ كشفت مصادرها لـ"النهار" عن أن اختيار الفرزلي جاء بناءً على حضوره في البقاع الغربيّ، باعتباره شخصيّة مسيحيّة وازنة، نالت عدداً كبيراً من الأصوات في الانتخابات الماضية، وأدّت دورها على أكمل وجه.

وذهبت المصادر إلى أبعد من ذلك، رافضة وجود مرشّح حزبيّ للتيار على اللائحة، حتى لو قبلوا بوجود الفرزلي، لأن حضوره يمكن أن يؤثر على نجاح الاخير خصوصا ان اللائحة غير قادرة على تحقيق 4 او 5 حواصل انتخابية.

وإذ اعترفت بأن ضغوطاً تمارس لإحداث تغيير في اللائحة، استبعدت أن تؤتي هذه المساعي ثمارها، مشيرة إلى أن حسم اسم المرشّح الماروني سيكون في الأسبوع المقبل.

وأعربت المصادر عن تفضيلها الإبقاء على مرشّح سابق هو ناجي غانم نظراً لوجوده شبه الدائم في المنطقة وتقديمه خدمات لاهلها.

أما بالنسبة إلى المقعد السني الثاني، فيبدو أن هناك هامشاً واسعاً للوزير حسن مراد للتقرير بشأنه، والخيار بين أن يتركه شاغراً مثلما حدث في الدورة الماضية، أو التحالف مع مرشّح مقرّب منه؛ وهذا الأمر لا يزال قيد التشاور.

في المقابل، تتكثف المفاوضات على جبهة اللائحة المنافسة، بعد أن حسم النائب محمد القرعاوي ترشّحه باعتباره غير منظّم في "تيّار المستقبل"، وهو وجه بقاعيّ يمثل خطّ الحريري. وهو في هذا الإطار، يتشاور مع النائب وائل أبو فاعور لاستكمال اللائحة قبل انتهاء موعد الترشيحات، بالرغم من أن الأمور ما زالت بحاجة إلى نقاش، وفق ما علمت "النهار"، خصوصاً في ما يختصّ بانضمام مرشّح "القوات اللبنانية"، الذي يواجه باعتراض من القاعدة السنيّة. في الأثناء، يحاول النائب أبو فاعور العمل على المعالجة، في ظلّ معلومات تفيد بفشل المحاولات حتى الساعة، فيما الأمور تبدو صعبة ومقفلة.

وفي المعلومات أيضاً أن مقرّبين من النائب القرعاوي بدأوا بالتواصل مع مرشّحين مسيحيّين مستقلّين، في الوقت الذي تتمّ فيه المفاضلة بين أسماء قليلة جداً لاختيار مرشّح.

لكن العاملين على صعيد تأليف اللائحة يكشفون لـ"النهار" عن مبادئ أساسيّة يتم العمل على أساسها، وهي تشكيل لائحة مكتملة من 6 مرشحين، من دون ترك أماكن شاغرة، أو ترك هدايا مجانيّة لأحد، أو تبادل مع أحد.

ويجزمون بالقول "إننا نتّجه إلى خوض معركة سياسية واضحة ضد حزب الله ودويلته، بهدف تشكيل جبهة سيادية، أساسها الحزب الاشتراكي وجمهور رفيق وسعد الحريري". ويضيفون أن العنوان الثاني سيكون "لا عودة بالمنطقة إلى ما قبل العام 2005"، مشيرين إلى إدراكهم حجم الاستهداف، الذي بدأ يظهر بشكل علني عبر تحريك مجموعات كسرايا المقاومة وعسس المخابرات السورية، وسنردّ عليهم".

وعن إشكالية ضمّ "القوات اللبنانية" يجيبون بأن" التحالف الأساسي سيكون بين الحزب التقدمي الاشتراكي وجمهور رفيق الحريري في البقاع الغربي، وسنسعى للتفاهم مع كل القوى السيادية في المنطقة".

إلى ذلك، بدا لافتاً إعلان "حزب القوات اللبنانية" في لقاء حزبيّ داخليّ ترشيح النائب عماد واكيم في المنطقة، بعد أن كانت أعلنت بطريقة غير رسمية عن مرشح ماروني هو المحامي داني خاطر.

ويُظهر طرح الترشيح بهذه الطريقة احتمالين: الأول هو فتح المجال أمام الحلفاء لاختيار المناسب، وعدم حصر التنافس على المقعد الماروني، أما الثاني فهو التنبّه إلى عدم الاتفاق مع أفرقاء اللائحة الأساسية والذهاب إلى تشكيل لائحة منفصلة.

وبعيداً من اللائحتين الأساسيّتين، تجري محاولات لتشكيل لائحة موحّدة، تمثّل الحراك المدني في الدائرة، بالرغم من أنّ الأمور ما زالت معقّدة، خصوصاً بعد انفراط جزء من المجموعات التي شاركت في إعلان تحالف "سهلنا والجبل" نتيجة عدم الاتفاق على الترشيحات.

وفي هذا السياق، علمت "النهار" بأن مرشّحة حزب الكتائب غيتا العجيل تقوم بمحاولات عدة لرأب الصدع بين المجموعات لمحاولة التوصل إلى لائحة واحدة، وقد نجحت في عقد لقاء في مركز إقليم البقاع الغربي بين عدد من المجموعات المعترضة وتحالف "سهلنا والجبل"، كانت أجواؤه إيجابية، لكنه لم يتوصل إلى الحسم، بانتظار لقاءات أخرى.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار