أبو الغيط عائد وباريس والرياض في تنسيق مستمر... | أخبار اليوم

أبو الغيط عائد وباريس والرياض في تنسيق مستمر...

| الثلاثاء 08 مارس 2022

"حزب الله" يتحرّك سياسياً وميدانياً عبر هذه العناوين


 "النهار"- وجدي العريضي

على وقْع الحرب الروسية – الأوكرانية، يبقى لبنان أرضاً خصبة وهشّة لتلقّف تطورات هذه الحرب وارتداداتها، بعدما "طارت" أسعار المحروقات والحبوب وسواهما، في حين تبقى المخاوف الأمنية قائمة من حصول أي تصعيد إسرائيلي باتجاه سوريا وفي محاذاة طريق دمشق - بيروت الدولية، بعدما لامستها الغارات الأخيرة على هضبة الجولان والقنيطرة.

واللافت، في خضم هذه الحرب العالمية بامتياز، ان ثمة من أشار إلى تسوية دولية، من دون الخوض في التفاصيل، لإنقاذ لبنان من معضلاته، وصولاً الى أجواء عن عودة قريبة للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى لبنان، وهذه المسائل سبق لـ"النهار" أن أشارت إليها منذ فترة، بمعنى أن ثمة أجواء مستقاة عبر تقاطع معلومات عربية ودولية، تؤشر إلى شيء ما يحضَّر للبنان، تجنباً لأي اهتزازات أمنية قد يشهدها، وكذلك الخوف من أن تتحول الإنهيارات الإقتصادية والأمنية إلى فوضى عارمة.

في السياق، تشير مصادر سياسية متابعة لهذه الأجواء لـ"النهار"، إلى أن الزيارة المتوقعة خلال الأيام المقبلة للأمين العام للجامعة العربية إلى بيروت، إنما هي في إطار التحضير للمؤتمر المقبل لوزراء الخارجية العرب، ولاحقاً للقمة العربية التي ستعقد في الجزائر، باعتبار أن زيارته الأخيرة إلى العاصمة اللبنانية، اتسمت بالطابع الإقليمي، كاشفة عن متابعة مستمرة للملف اللبناني الذي يتولاه مساعد الأمين العام للجامعة السفير حسام زكي. ويتمحور التركيز من قِبل الجامعة العربية، حول السعي لإصلاح ذات البين بين لبنان والمملكة العربية السعودية ودول الخليج عموما، وقد سبق لزكي أن زار المملكة لهذه الغاية، لكن التطورات في لبنان تشهد سباقاً محموماً لضبط العلاقة بين بيروت والرياض. وفي مقابل ذلك، يواصل "حزب الله" تصعيده، وهنا، يُنقل وفق معلومات موثوق بها، أنه يعمل على ثلاثة خطوط بإشراف أمينه العام السيد حسن نصرالله مباشرة، أولاً، الإمساك بالساحة الداخلية بكل مفاصلها، والسعي للحصول على الأكثرية النيابية وصولاً إلى المؤتمر التأسيسي، وهذا ما أكده مرجع سياسي في مجالسه. ثانياً، أن "حزب الله" يعمل من الداخل اللبناني على نسف الجسور بين لبنان والمملكة العربية السعودية تحديداً، ودول مجلس التعاون عموماً، وهذا ما بدأ يرتفع منسوبه من قِبل نائبه الشيخ نعيم قاسم، إلى نواب الحزب وقادته. ثالثاً، يولي الحزب الملف الإقليمي والدولي، اهتماماً لافتاً إنْ في إطار الصراع مع إسرائيل وإطلاق "مسيّرات حسّان"، إلى مصانع الصواريخ، ومن ثم حشر أنفه في الحرب الأوكرانية - الروسية من خلال إدانة موقف الخارجية اللبنانية من هذه الحرب، وصولاً إلى التنصل من مسألة ترسيم الحدود مع إسرائيل، بعدما كان سبّاقاً في هذه القضية، إلى كل ما يتصل بالنزاعات والحروب في المنطقة والعالم، بمعنى أنه في الواجهة بفعل التحالف العقائدي والأيديولوجي مع إيران.

أما على خط التسوية، فتلفت المصادر نفسها إلى ضرورة قراءة التنسيق بين المملكة العربية السعودية وفرنسا حيال الملف اللبناني من "إعلان جدة" إلى المساعدات الإنسانية الأخيرة التي قدّمتها المملكة للمتضررين في لبنان والمؤسّسات الصحية والتربوية، وذلك لامس إلى حد متقدم في اللقاء الأخير بين وزيري خارجية البلدين جان - إيف لودريان والأمير فيصل بن فرحان الوضع اللبناني من كل جوانبه. وبمعنى آخر، من واشنطن إلى باريس والرياض والقاهرة والجامعة العربية، ثمة مشاورات مستمرة بغية الوصول إلى تسوية لانتشال لبنان من معضلاته، وخصوصاً ان هناك مخاوف وقلقا لدى هذه الدول من أن يغرق لبنان أكثر مما هو في هذه المرحلة، لكن تلك التسوية تحتاج إلى وقت طويل نظراً الى أولوية الحرب الروسية – الأوكرانية، إلى معطيات بأن الحديث عن صيغة حل للملف اللبناني، انطلقت منذ أكثر من شهرين، ومن الطبيعي ان ما يحصل اليوم هو بمثابة حرب عالمية. وعليه، فالساحة اللبنانية تعيش وقتاً ضائعاً وخطيراً في آن، ناهيك بأن كل من يعمل على خط التسوية ويساعد ويدعم لبنان ولا سيما باريس والرياض، إنما يصرون على ضرورة الإصلاح، وإجراء الإنتخابات النيابية، علما ان ما يحدث في #أوكرانيا خفّف منسوب هذا الإصرار.

ويبقى أنه في خضم هذه الأوضاع المقلقة والضبابية وما يحيط بلبنان من أزمات حدّث عنها ولا حرج، فإن سلسلة إشارات وعناوين واضحة بدأت تظهر على الساحة المحلية، من خلال عودة بعض الأدوار الإقليمية، وتحديداً السورية، بفعل زيارة بعض الوزراء إلى دمشق ووفد من الحزب الديموقراطي اللبناني، وثمة أجواء عن لقاء جمع رئيس الحزب النائب طلال إرسلان بالرئيس السوري بشار الأسد، ما يؤكد أن لبنان مقبل على تطورات دراماتيكية، وخلط أوراق سياسية على غير مستوى وصعيد.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار