لا دخان من دون نار والنزعة نحو تأجيل الانتخابات تتوسع | أخبار اليوم

لا دخان من دون نار والنزعة نحو تأجيل الانتخابات تتوسع

رانيا شخطورة | الأربعاء 09 مارس 2022

لا دخان من دون نار والنزعة نحو تأجيل الانتخابات تتوسع
الفريق الحاكم يضع يديه في ماء باردة نتيجة ردود الفعل المعدومة او الخجولة

رانيا شخطورة - "أخبار اليوم"

لا دخان من دون نار، وفكرة تأجيل الانتخابات تدغدغ الكثير من الاطراف التي تدرك تراجعها على المستوى الشعبي.
وعلى مسافة نحو 10 اسابيع من موعد الاستحقاق، فان حظوظ اجرائه تتساوى مع حظوظ التأجيل، اذ ان بعض الطرحات الاصلاحية يراد بها باطل، وقد يتم اللجوء اليها كشمّاعة لـ"تأجيل تقني"!
وفي هذا الاطار، يأتي طرح الميغاسنتر، حيث أكد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي بعد انتهاء اجتماع اللجنة الوزارية مساء امس أنه "نتيجة مداولات اللجنة المكلفة دراسة المشروع (الميغاسنتر)، سترفع تقريراً واضحاً للحكومة بأول جلسة وقد جرى التوقف مطولا عند النقاط القانونية"، موضحاً أن "النقاش القانوني نضعه عند مجلس الوزراء الحريص على اجراء انتخابات سليمة وبوقتها ومن دون اي تأخير". وشدد مولوي على أن “مجلس الوزراء حريص على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها وعلى الجهات المختصة تأمين الاعتمادات لها".
وفي حين تفيد معلومات ان الحكومة تتجه الى رمي كرة الملف مجددا في مرمى مجلس النواب بداعي الحاجة الى تعديل القانون لاعتماد هذا الاجراء، يذكر ان المجلس نفسه كان في جلسته التي عقدت في 19 تشرين الاول علّق المادة المتعلقة بالبطاقة الممغنطة والميغاسنتر في قانون الانتخاب.

يؤيد مصدر سياسي واسع الاطلاع، عبر وكالة "أخبار اليوم" انشاء مراكز الاقتراع الكبرى الـ"ميغاسنتر" كخطوة اصلاحية تسمح للمواطن ممارسة حقه الانتخابي من مكان اقامته، ولكن: لماذا الاصرار على هذا الامر اليوم قبل بضعة اسابيع من الاستحقاق. ولماذا لم يبحث ويقر قبل سنتين على سبيل المثال؟ فاذا كان السبب المجلس النيابي الحالي، فانه سيعرقل اليوم ايضا، لان الاطراف التي تريد الهيمنة على الناخبين، وتحديدا الثنائي الشيعي لن يقبل بمثل هذا الطرح. معلوم ان اقرار الميغاسنتر سيسمح لاي مواطن من الطائفة الشيعية ان يترشح ويُنتخب وربما يفوز دون ان يزور المناطق الواقعة تحت نفوذ حزب الله وحركة امل. وبالتالي السؤال الاستطرادي: اذا تأجلت الانتخابات بسبب الميغاسنتر، هل سيتغير شيء على هذا المستوى؟!
ويرى المصدر ان هذا السبب التقني ليس كافيا لتأجيل انتخابات دستورية، بل على العكس ان اي اجراء من هذا النوع يعطي الرأي العام دليلا على ان هناك قرارا سياسيا لاستغلال الامور التقنية من اجل التأجيل، قائلا: من الواضح ان التيار الوطني الحر يهمه ان تؤجل الانتخابات، لسبب اساسي يرتبط بتراجع شعبيته في المناطق المسيحية. ولكن حلفاء التيار، غير متحمسين، كونهم يسيطرون على مناطقهم .
وفي السياق عينه، يشير المصدر الى ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي "يقوم بالمستحيل" من اجل التقارب مع الاميركيين والغرب، أكان خلال ترسيم الحدود والقبول بالخط 23 او من خلال الموقف من الحرب الروسية على أوكرانيا، هل سيضرب ما سجله على هذا المستوى من خلال تأجيل الانتخابات؟ مع العلم ان اي اجراء من هذا النوع سيعرّض عددا من المسؤولين اللبنانيين لعقوبات ولتدابير صارمة من قبل الغرب وتحديدا الدول الاوروبية التي لطالما لوحت بها.
ويتابع المصدر: على الرغم مما تقدم، علينا ان لا ننسى اننا نتعاطى مع فريق يتخطى كل المعقول في ادائه السياسي، فاذا وجد في اللحظات الاخيرة ان من مصلحة تأجيل الانتخابات، فانه قد يتذرع باي سبب! قائلا: من دون سبب مهم يمكن لهذا الفريق ان يؤجل استحقاقات مهمة، خاصة ان في لبنان لا محاسبة ولا اقله مساءلة.
وردا على سؤال، يلفت المصدر الى ان ما يجعل الفريق الحاكم يضع يديه في ماء باردة هو ردود الفعل المعدومة او الخجولة على كل مخالفاتهم وتجاوزاتهم... وصولا الى جرائمهم، فعلى سبيل المثال بعد انفجار مرفأ بيروت وتطيير التحقيق في الجريمة، احداث الطيونة، وما سواها لم يحصل اي تحرك مجدٍ، اذ جاءت ردة فعل الناس "مايعة".
ويرى المصدر ان النزعة نحو تأجيل الانتخابات تتوسع، شارحا: اذا كان حزب الله يريد الفراغ من اجل طرح المؤتمر التأسيسي واعادة النظر بصيغة لبنان، فانه لا يتوقف عند اجراء الانتخابات، التي لا تندرج ضمن مشروعه، بل تغيير وجه لبنان هو مشروعه، وهذا ما يحتاج الى فراغ!...

إقرأ ايضا:مراجع رئاسية ترد على الاتهامات: عون يلتزم بالدستور والقسم والمطلب الدولي

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار