التحالفات المنبئة باستمرار المأزق وتعميقه | أخبار اليوم

التحالفات المنبئة باستمرار المأزق وتعميقه

| الخميس 17 مارس 2022

لا تغيير محتملا وفق ما يخشى كثر لا سيما اذا تمكن الحزب من ضمان الاكثرية له ولحلفائه

"النهار"- روزانا بومنصف

المؤشرات الاولية للتحالفات الانتخابية التي كانت متوقعة إلى حد كبير تنبىء وفق ما يخشى كثر بان المأزق اللبناني إلى تمديد قسري لا سيما ان تيار رئيس الجمهورية لا خيار لديه سوى التحالفات التي اعتبرها قسرية فيما ان الرافعة التي يشكلها له حليفه الشيعي في الانتخابات من اجل تأمين استرجاعه كتلة وازنة كما اعلن الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ستجعله رهينة بصورة اكبر للحزب اكثر من اي وقت مضى. وهو ما يخشى ان يؤدي في المرحلة المقبلة إلى المزيد من الهجرة المسيحية في شكل خاص علما ان الهجرة لبنانية شاملة وتطاول كل الطوائف ولكن استناد الحزب إلى غالبية من كل الطوائف اي الدرزية والسنية إلى جانب الغطاء المسيحي من التيار العوني يخشى ان يقضي على البقية الباقية من المسيحيين.

فالتحالف مع رئيس النظام السوري بشار الاسد لم يمنع التهجير المسيحي من سوريا من تبعات الحرب التي شنها النظام او من الحرب الاهلية فيما ان المخاطر الاكبر هي بقاء لبنان يدور في فلك إيران بعيدا من محيطه العربي ما سيثبت الهجرة المسيحية في شكل أكبر في المرحلة المقبلة. والازمة اللبنانية تتخطى الموضوع المسيحي في حد ذاته لا سيما ان الكلفة كانت باهظة للتحالف العوني مع الحزب على الصعيد المسيحي واللبناني في شكل خاص في دفع الانهيار على كل المستويات على رغم المكابرة في الاقرار بذلك والعجز عن التصحيح او رفضه .

لا تغيير محتملا تبعا لذلك وفق ما يخشى كثر لا سيما اذا تمكن الحزب من ضمان الاكثرية له ولحلفائه، لا في الانتخابات النيابية ولا في الانتخابات الرئاسية ، فيما ان خسارته الاكثرية تبرز التعطيل الجاري في العراق على اثر خسارة حلفاء ايران اكثريتهم والذي يستنسخ تعطيلا سابقا للحزب وحليفه العوني وتعيد رد هذا التعطيل إلى لبنان . ووفقا للمثل البريطاني الذي يقول " اذا كان شكله يشبه شكل البطة ويعمل مثل البطة فهو اذا بطة" لا يمكن توقع اداء مختلفا عن ذلك الذي ساد خلال العهد العوني لا سيما اذا اخذ في الاعتبار وجود الرئيس ميشال عون بما مثله يوما في الوجدان المسيحي في الاعتبار وهو لن يكون موجودا بعد انتهاء ولايته وذلك في حال كان شكل رادعا في مكان او محطة ما لتسلط الحزب ونفوذه خلال هذه الولاية. وتاليا فان البلد لا يتحمل لا تمديدا لرئاسته شخصيا ولا بالواسطة كذلك على رغم طموحه القوي واستخدامه كل الاوراق التي يملك.

الازمة المسيحية لا تقتصر على التيار العوني الذي بات مضطرا إلى ان يحمله حليفه قويا إلى مجلس النواب فيما يفاخر بانه صنع قانون الانتخاب الحالي لكي يصل النواب المسيحيون باصوات المقترعين المسيحيين فحسب علما ان مسؤوليته هي الاكبر في ايصال البلد إلى الانهيار ان بأدائه او بتحالفاته ، فيما ان الاختلاف القوي بين القاعدة السنية وحزب " القوات اللبنانية " والتي تترجم نفسها في علاقة متوترة او لا علاقة متوترة مع جمهور تيار المستقبل في شكل خاص تزيد من حجم التساؤلات اذا كانت العلاقة القواتية على مستوى الدول العربية وحدها تكفي في ظل انشغال هذه الدول باولوياتها وعدم قدرتها او رغبتها في التعاطي مع لبنان.

ولعل الدعم الذي يلقاه التيار العوني من حليفه الشيعي قد تجعله في موقع افضل من القوات في علاقتها مع الطائفة السنية ككل علما ان ذلك لا يجعل العوني مستفيدا سنيا في المقابل بل على العكس من ذلك . بل ان هذا الامر يسلط الضوء على احتمال افتقاد اي رئيس للجمهورية من احد الفريقين الاساسيين اي دعم سني لا سيما في ظل غياب القيادات السنية عن المجلس النيابي المقبل مما يضعف سنده الشعبي سنيا في حال توافر . هناك في الخلفية موضوع الانتخابات الرئاسية والتنافس المسيحي القاتل كما في كل مرة ما يدفع البعض إلى الاعتقاد بان المشهد السياسي يمكن ان يتغير بعد هذه الانتخابات في حال حصولها.

ويخفف من وطأة المشهد المسيحي او حتى اللبناني على هذا الصعيد ان الدول تبدو في ازمة وهناك تضعضع وانعدام وزن دولي واقليمي مما يسمح بالقاء التضعضع اللبناني على ما يجري في الخارج . ولكن الاستنزاف اللبناني جار على قدم وساق في هذا الوقت ويخشى كثر ان زمنا يأتي على غرار الزمن الذي اتى به الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى لبنان محملا بالأمل باعادة بناء لبنان بجميع ابنائه من كل الطوائف قد لا يكون محتملا في اي وقت قريب بالنسبة إلى الامل باستعادة من هجروا لبنان او بالثقة به مجددا من ابنائه قبل الاخرين.

وثمة من يرى في عزوف الرئيس نجيب ميقاتي عن المشاركة في الانتخابات وفي مراعاته الفائقة ما يجري سياسيا في الوقت الذي يحاذر التمثل برفيق الحريري علما ان قدرته المالية وعلاقاته الدولية التي بناها اخيرا في ظل الانهيار يمكن ان تكون مجزية ولا تقل عن فرص الرئيس الراحل بعد الحرب الاهلية، مؤشرا إلى ان الظروف التاريخية لا تكرر نفسها في ظل متغيرات اقليمية هائلة.

وهو ما يقود إلى مأزق اخر يتصل بشخصية اي رئيس مقبل للحكومة في ظل استمرار اكثرية " حزب الله" في المجلس المقبل على خلفية ان ثمة صعوبة جمة في استنساخ حسان دياب الذي ساهم او ساهمت اكثريته الحكومة في تسريع انهيار البلد وافلاس مؤسساته وخرج منبوذا من اكثرية الحزب ومن طائفته على حد سواء. وهذا يضاف إلى الخشية من نواب سنة يصلون إلى المجلس بأصوات قلة من الطائفة وباصوات الاخرين بحيث يكونون صورة اخرى عن حسان دياب الحكومة. فاي صدقية لمجلس نيابي يخشى ان يفتقد إلى الميثاقية في غياب الممثلين الحقيقيين للسنة في لبنان.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار