المؤشّرات القضائية والمصرفية والإحتقان السياسي تطوّق الانتخابات | أخبار اليوم

المؤشّرات القضائية والمصرفية والإحتقان السياسي تطوّق الانتخابات

| السبت 19 مارس 2022

 7 أيار سياسي بدأ يتجلّى بوضوح من خلال كلام نصرالله

"النهار"- وجدي العريضي

بدأت الأوضاع تسلك طريقاً وعراً، حيث تحيط المخاطر بالإستحقاق الإنتخابي المطوّق بالأزمات الداخلية والخارجية، وما يجري راهناً قضائياً ومصرفياً وفلتاناً في الأسواق، إلى علاقات لبنان المضطربة مع الأشقاء والأصدقاء، إلا مؤشّر لتطيير الإنتخابات، أو دخول البلد في المجهول.

ومع اقتراب عودة "جحش الدولة" ليجوب الشوارع والمناطق بعد طول غياب... لا دولة ولا مَن يحزنون، وهذا ما يعبّر عنه سفراء معتمدون في لبنان، إضافة إلى ما يسمعه بعض العائدين من الخارج، إنْ من الخليج أو القاهرة أو أوروبا، بحيث يتحسّرون على مآل حالة البلد، في ظل مخاوف من أن يؤدي هذا الإحتقان السياسي، وسيطرة "حزب الله" الواضحة على بنية الدولة برمّتها، وما يحصل اليوم من خلال الحملات الإنتخابية والخطب الشعبوية، إلى صدامات في الشارع، وتأجيج الخطاب الطائفي واستذكار مراحل الحرب الأهلية. وهذا الوضع تفاعل في الأيام الأخيرة على نحو غير مسبوق، اذ يؤكد مرجع سياسي أن لديه معلومات خطيرة جداً حول غرفة عمليات تمتدّ من طهران إلى دمشق وصولاً إلى بيروت، تعمل على إحكام السيطرة على مفاصل البلد، وصولاً إلى وضع أكثر من سيناريو في حال طارت الإنتخابات، مذكّراً بما قاله رئيس الجمهورية قبل مدة، بمعنى أنه إذا جرى التمديد للمجلس النيابي، فحكماً سيمدّد لرئيس الجمهورية.

وفي السياق، تكشف مصادر سياسية متابعة لـ"النهار"، أن ما يحصل اليوم من قرارات وتحرّكات تتناول فريقاً واحداً، فذلك يذكّر بما كان يحصل في محطات سابقة من محاولات إنتقامية واستنسابية، وثمة أجواء عن انقلاب بدأت معالمه تتظهّر من خلال توقيفات تعسفية، كما ان هناك "7 أيار سياسي" بدأ يتجلّى بوضوح من خلال كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، عندما أكد أنه يخوض معركة حلفائه، أضف أن الحزب بدأ بالإنتشار السياسي واللوجستي في ملاعب الآخرين من خصومه، ولهذه الغاية أعطيت توجيهات من قِبل بعض القيادات والمرجعيات السياسية لالتزام الهدوء وتجنّب أي صدامات، وخلق مناخات تهدوية تجنباً للأسوأ، وأن مرجعيات أمنية تم وضعها في صورة ما يحدث على الأرض درءاً لأي تطورات مرتقبة في ظل هذا الإنفلات والتفلّت السياسي، وحالة الإنحدار التي تعصف بالدولة ومؤسّساتها.

وتضيف المصادر أن بعض المحطات الداخلية والخارجية، تؤشّر إلى متغيرات سيشهدها لبنان، إذ، وعلى رغم حالة انعدام الوزن في الداخل، والحرب المندلعة بين روسيا وأوكرانيا، فإن اتصالات ومشاورات تحصل في الخارج، من أجل إيجاد مخارج لتجنيب لبنان أي خضّات قد يشهدها في هذه المرحلة، حيث المجتمع الدولي غارق في الحرب القائمة على أوكرانيا، وتداعياتها بدأت تعصف في أوروبا سياسياً واقتصادياً، ما يعمّق الأزمات الإقتصادية والحياتية التي يعانيها لبنان، وربطاً بهذه المعطيات والأجواء، ثمة معلومات حول تسوية قد يتم التوافق عليها بعد الإنتخابات النيابية، وبالتالي، لضرورة قراءة التواصل والتنسيق السعودي ـ الفرنسي الذي بلغ ذروته أخيراً، وإن كان يأتي على خلفية إنسانية خوفاً من أن تؤدي الأزمات الصحية وحالات الفقر في لبنان إلى حرب، ولكن في موازاة ذلك، فالمسألة تتخطى الدعم الإقتصادي والإنساني إلى المعطى السياسي عبر إيجاد هوامش للتسوية التي يُعمل عليها، بعدما بات الملف اللبناني في عهدة الفرنسيين بدعم وتفويض أميركي، في حين أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون توصل إلى قناعة مفادها أنه لا يمكن للمملكة العربية السعودية أن تغيب عن لبنان لما لها من تاريخ ودور وحضور ودعم لهذا البلد.

وهذا ما تبدّى من خلال تولّيه شخصياً الملف اللبناني ومن خلال تقارير مستشاريه، وما "إعلان جدة" إلا تأكيد لهذه الثابتة، ومن هذا المنطلق، جاءت اللقاءات الأخيرة عبر زيارات الوفد السعودي إلى العاصمة الفرنسية، واللقاء مع مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل، ويُنقل أن هناك متابعة ومواكبة لهذه اللقاءات والأمور متّجهة نحو خطوات فاعلة وكبيرة، وحرص مشترك من باريس والرياض على مساعدة لبنان، على أن تتبلور الخطوات والمساعي الجارية في وقت قريب. بَيد ان الوصول إلى التسوية الشاملة يحتاج إلى أجواء إقليمية ودولية مؤاتية، وهو ما ليس متوافر اليوم نظراً الى الحرب القائمة في أوكرانيا، والصراع الدائر بين روسيا من جهة، والأميركيين والأوروبيين من جهة أخرى، ما يدلّ على صعوبة عقد أي مؤتمر للبنان في مثل هذه الظروف، لا بل ان المخاوف تشي بمزيد من الإرتدادات السلبية لهذه الصراعات على الداخل اللبناني، وربطاً بهذه الأجواء والتطورات فإن باريس والرياض تسعيان لتأمين الصمود الإجتماعي والصحي للبنانيين تجنباً لأي كوارث إجتماعية وصحية، وفي الوقت عينه التشاور مستمرّ من أجل التوصل إلى إمكان إيجاد حل سياسي في حال توافرت المعطيات والظروف الملائمة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار