الانتخابات حاصلة وحظوظ "حزب الله" وحلفائه جيّدة! | أخبار اليوم

الانتخابات حاصلة وحظوظ "حزب الله" وحلفائه جيّدة!

| الإثنين 21 مارس 2022

الاهم لدى الاشتراكي هو أن يُظهر تفوّقه الانتخابي والنيابي على الصعيد الدرزي أولاً

"النهار"- سركيس نعوم

يجزم "حزب الله"، بلسان أمينه العام السيد حسن نصرالله ونائبه الشيخ نعيم قاسم وعدد من قياداته المهمّة، أن الانتخابات النيابية ستُجرى في موعدها أي في 15 أيار المقبل، وهو قد نفّذ خطوات ثلاثاً قبل مدة قصيرة بعد اندفاع جهات إعلامية وسياسية عدّة في إشاعة أجواء تفيد أنها ستُرجأ وتتسبّب بفراغ في السلطة التشريعية إذا تعذّر التمديد لمجلس النواب من جرّاء مبادرة كتلة نيابية وازنة مثل "تيار المستقبل" الى الاستقالة منه ومعها كتلة نواب "القوات اللبنانية" ونواب مستقلون. الخطوة الأولى إعلان السيد نصرالله على شاشة "المنار" التلفزيونية أسماء مرشّحي "الحزب"، والثانية عقد اجتماع موسّع لـ"الماكينة" الانتخابية لـ"الحزب"، والثالث بدء الشيخ قاسم عقد اجتماعات لـ"الماكينة" في كل دائرة انتخابية. ويبلغ عدد كل واحدة منها 5000 شخص. وهو، أي الحزب، كان يردّ بذلك على مواقف أخصامه بل أعدائه السياسيين الذين كانوا يؤكدون يومياً وعبر وسائل الاعلام أنه يعمل لمنع حصول الانتخابات معتمداً في ذلك على حليفه المسيحي الأول "التيار الوطني الحر" الذي تمسّك أولاً بالدائرة الانتخابية الـ16 المخصصة للمغتربين في دول الانتشار، ثم بالـ"ميغاسنتر" رغم عدم موافقة مجلس النواب على الأمرين وأخيراً مبادرة مجلس الوزراء الى إرجاء "الميغا"... الى الانتخابات النيابية التي يُفترض أن تُجرى بعد أربع سنوات.

لكن الجزم الوارد أعلاه لا يعني أن الانتخابات ستحصل مهما تكن الموانع والظروف. ذلك أن هناك تطوّراً واحداً يمكن أن يعطّل إجراءها. وهو قد يكون انتشار الفوضى الأمنية في البلاد من جرّاء عجز السلطات الحكومية والمؤسسات الأمنية والعسكرية عن وقفها، وقد يكون عودة الاغتيالات، وقد يكون أخيراً عودة "الحماوة" الى الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية وذلك قد يتسبّب بحرب أو بعمليات عسكرية متنوّعة ومتفرّقة. طبعاً لا يعتقد "حزب الله"، استناداً الى متابعين من قرب، أن هذه التطوّرات محتملة الآن لاعتبارات عدّة، منها وصول المفاوضات غير المباشرة بين أميركا وإيران الإسلامية لإحياء الاتفاق النووي الموقّع عام 2015 الى خواتيمها رغم عدم إعلان ذلك رسمياً. ومنها أيضاً تضاؤل احتمال قيام إسرائيل بعمل عسكري واسع ضدّ إيران باستثناء تبادلها وإيران استهداف منشآت كل منهما ولكن على نحو لا يُشعل حرباً كبيرةً بينهما. ومنها أخيراً غزو روسيا لأوكرانيا الذي وضعها والغربين الأميركي والأوروبي والآسيوي على شفير حرب عالمية ثالثة. انطلاقاً من ذلك يجزم "الحزب" عبر المتابعين أنفسهم بإجراء الانتخابات.

هل بدأ المعنيون داخل كل من "الشعوب" اللبنانية عملية استكشاف لناخبي وأحزاب كل منها و"ثوار" كل منها أيضاً رغم انقسامهم في ما بينهم ومتابعتهم وتسابقهم على تقديم ترشيحاتهم الرسمية الى الانتخابات. طبعاً بدأوا ذلك كلهم. لكن الاستقرار شبه النهائي لحصيلة الانتخابات وقبلها للتحالفات عند المعنيين بها لا يزال سابقاً لأوانه، إذ إن هؤلاء كلهم يخوضون معارك بعضها لم يكن في الحسبان من شأنها تخييب توقعات عدة لنتائجها كانت قبل أشهر ثوابت. فعلى الصعيد المسيحي مثلاً، لم تعد ثابتة زيادة "حزب القوات اللبنانية" تمثيله النيابي وعودته الفريق المسيحي الأقوى في مجلس النواب وفي الشارع، ولا سيما بعدما سوء العلاقة بينه وبين "تيار المستقبل" الأكثر تمثيلاً للسنّة حدّ القطيعة بل حدّ رفض جهات وشخصيات سنّية عدّة خوض المعركة الانتخابية في لوائح موحّدة معه. ولم يعد ثابتاً أيضاً أن التمثيل النيابي لـ"التيار الوطني الحر" سيتدنّى كثيراً كما كان متوقعاً، ليس لأن شعبيته المسيحية عادت الى ما كانت عليه في "أيّام العزّ" بل لأنّ حليفه وحاميه "حزب الله" سيبذل كلّ ما في وسعه لجعل تمثيله قريباً من تمثيل "القوات" أو أقل أو أكثر منه ولكن بنسبة ضئيلة.

وعلى الصعيد السنّي لم يعد ثابتاً أن حصيلة الانتخابات ستضم غالبية سنية معادية لـ"حزب الله" وراعيته إيران وحليفه الرئيس ميشال عون ورئيس تياره النائب جبران باسيل. ذلك أن تعليق رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري عمله السياسي مع عائلته و"تياره" والامتناع عن الاشتراك في الانتخابات حال وسيحول دون معركة انتخابية تتعاون فيها غالبية الأطراف الممثلين للسنّة، بعد عزوف رؤساء الحكومة السابقين عن الترشّح للانتخابات وإقدام الحريري على التأكيد علانيةً أن الأمر له سنّياً. وأفسح ذلك في المجال أمام حلفاء وأصدقاء "حزب الله" من السنّة في دوائرهم الانتخابية للتعاون وتأليف لوائح تساعد أو تسهّل قيام غالبية نيابية ثانية في مجلس النواب المقبل لـ"حزب الله" وحلفائه. وهذا كان أمراً مشكوكاً فيه سابقاً ولا سيما عندما بدأ البعض يقول إن "الحزب" قد يكتفي بالحصول على الأقلية الأكثر عدداً ووزناً في مجلس النواب المقبل.

أما على الصعيد الدرزي فإن الوضع ليس مريحاً أيضاً للزعيم الدرزي الأبرز وليد جنبلاط رغم أنه سيبقى الأبرز والأقوى شعبياً بل الأكثر شعبيةً رغم التطويق الذي يتعرّض له في "الجبلين المسيحي والدرزي" كما في مناطق أخرى خارجهما من "التيار الوطني الحر" وحزب الأمير طلال إرسلان وحزب الوزير السابق وئام وهّاب ومن حليفيهم "حزب الله" وسوريا بشار الأسد. طبعاً ربما لن يتمكن اللقاء الديموقراطي النيابي الممثل للحزب التقدمي الاشتراكي من تأليف كتلة تبلغ عشرة نواب أو تفوق هذا العدد كما في السابق، لكن الأهم عنده اليوم هو أن يُظهر تفوّقه الانتخابي والنيابي على الصعيد الدرزي أولاً.

ماذا عن التمثيل النيابي الشيعي في انتخابات 15 أيار المقبل؟

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار