دوريل يستمزج القيادات اللبنانية حول "التسوية" | أخبار اليوم

دوريل يستمزج القيادات اللبنانية حول "التسوية"

| الأربعاء 23 مارس 2022

عون يتحرك داخلياً وخارجياً تحت هذه العناوين... 

"النهار"- وجدي العريضي

توجب معرفة ما يحصل داخلياً وخارجياً، مواكبة ما يجري في الداخل من تصعيدٍ سياسي وانهيارٍ اقتصادي وصولاً إلى الخارج حيث اللقاءات الباريسية لقيادات لبنانية مع مسؤولين فرنسيين، إضافةً إلى التنسيق بين الفرنسيين والسعوديين حول الملف اللبناني وما بينهما من حربٍ طاحنة في أوكرانيا تأكل الأخضر واليابس، وبدأ لبنان يتلقى تداعياتها، إذ يرى أحد العائدين من باريس أن لبنان أمام أسابيع مفصلية إقتصادياً ومعيشياً، وأن الحرب بدأت تخيّم على أوروبا وقد تغيّر وجه العالم كونها الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية، والآتي أعظم. وفي قراءات متأنّية لأوساط سياسية عليمة بما يجري، تضع المصادر المعنية بداية زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى الفاتيكان وروما، في إطار الرسائل للغرب ولحاضرة الفاتيكان تحديداً، بما معناه "أنا أحمي المسيحيين"، أي ميشال عون، و"لا خوف عليهم لا من الإيرانيين أو حزب الله أو السوريين"، إلى سعيه لتسويق صهره رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل مسيحياً من خلال عاصمة الكثلكة في العالم.

وفي ما تبقّى للرئيس عون من فترة في الحكم، فإن المتابعين والمواكبين لبواطن الامور، يؤكدون أنه يخوض معارك تتشابه مع حقبة العام 1988، أي التصعيد السياسي، وهذا ما بدأ يظهر جلياً من خلال القرارات القضائية والمصرفية الأخيرة، وتالياً من خلال الرسائل المباشرة وغير المباشرة التي بعث بها عون إلى المعنيين، وتحديداً الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، بأنه "إذا تمّ التمديد للمجلس النيابي فأنا باقٍ".

وفي الموازاة، تحدث المتابعون أيضاً عن اتصالات شبه يومية على خطّ بعبدا- حارة حريك، تتناول كل الملفات المطروحة من سياسية واقتصادية ومالية وانتخابية، إذ بدأ رئيس الجمهورية يتواصل مع "حزب الله" على خلفية الإنتخابات الرئاسية بعيداً من الأضواء، وحيث إن كلّ السيناريوات يجري بحثها تحسّباً لأي تطورات قد تحصل، أكان تطيير الإنتخابات النيابية أم التمديد للمجلس، ليُبنى على الشيء مقتضاه رئاسياً.

وتشير المصادر إلى أن ما يجري من صراعٍ قضائي ومصرفي يشكل الإحراج الأكبر لرئيس الحكومة في الداخل والخارج، ويُنقل وفق معلومات مؤكدة أن ما طرحه ميقاتي على رئيس الجمهورية لوقف هذه الخطوات والإجراءات والبحث عن صيغ تمنع الإهتزاز المالي، فذلك لم يلقَ أي صدى إيجابي لدى فريق الرئيس باعتبار أنهم يتحدثون في مجالسهم وباتوا على قناعة بأنهم كسبوا جولة سياسية وانتخابية، لأن هذه الخطوات والإجراءات تدغدغ مشاعر الناس وتأتي بالشعبوية، ولذلك من المرتقب أن تتوالى هذه الإجراءات، وربما تحصل مفاجآت على مستوى كبير في عملية فتح الملفات وإثارتها، إذ ليس لرئيس الجمهورية ما يخسره في نهاية عهده المصاب بانتكاساتٍ متتالية في ظل غياب الإنجازات. وهنا يقول مرجع سياسي إن الرئيس عون بحاجة اليوم إلى ثلاثة أمور:

أولاً: أن ينهي عهده بالحدّ من الخسائر وإن كانت الوقائع مغايرة تماماً لأن البلد مُقبل على كوارث تفوق ما هو حاصل اليوم.

ثانياً: يسعى الى إعطاء تيّاره "البرتقالي" دعماً إنتخابياً، ولهذه الغاية نجح في إرساء التحالف وتمتينه مع "حزب الله" وحتى مع حركة "أمل".

ثالثاً: يحاول في نهاية ولايته ومن موقعه أن يطرح صهره للرئاسة الاولى بدايةً من المنطلق المسيحي عبر الفاتيكان ومن ثمّ مع دول غربية وسواها، وبناءً عليه أخذ في الآونة الأخيرة يطلق سلسلة إشارات تهدوية مع الدول الخليجية والمجتمع الدولي، من الترسيم إلى صندوق النقد الدولي وصولاً إلى الموقف الذي اتخذته وزارة الخارجية بداية الحرب الروسية في أوكرانيا، والذي كان "مشغولاً" بما فيه الكفاية وعلى أعلى المستويات.

أمّا على الخط الخارجي، فإن ما يحصل اليوم في باريس من لقاءات سعودية - فرنسية، يصبّ في الشقّ الإنساني وقد يتطور إلى المنحى السياسي توصلاً الى تسوية أو مؤتمر وربما صيغة ما لخروج لبنان من المعضلات التي يعانيها. وعلى صعيد اللقاءات التي تقوم بها قيادات لبنانية مع مسؤولين فرنسيين، فهي تأتي في إطار التشاور حول المرحلة المقبلة والإستحقاقات الدستورية من أجل الحصول على الدعم اللازم للبنان، إقتصادياً من خلال تحريك مساعدات عاجلة لا سيما في المجال الصحي، وهذا ما تقوم به باريس مع الرياض، في حين أن المعلومات المستقاة من أكثر من متابع ومواكب لهذه اللقاءات، تشير إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كلّف مستشاره باتريك دوريل استمزاج آراء القيادات السياسية اللبنانية حول بعض المسائل الحيوية بدءاً من الإستحقاقات الإنتخابية، وسؤالهم عن كيفية الخروج من هذه الأزمات، على اعتبار أن المبادرة الفرنسية التي أطلقها ماكرون لم تعد صالحة وتبدّلت أمور كثيرة في لبنان والعالم، وبمعنى أوضح هناك تهيئة لتسوية ستحتاج الى وقت طويل لإنضاجها.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار