نداء ميقاتي...هل سمعه "حزب الله"؟ صدىً خليجي ايجابي والبخاري "راجع" | أخبار اليوم

نداء ميقاتي...هل سمعه "حزب الله"؟ صدىً خليجي ايجابي والبخاري "راجع"

| الأربعاء 23 مارس 2022

ضرورة العودة السريعة للسعوديين والخليجيين الى بيروت قبل زوال هذا البلد وانخراطه بالمحور الإيراني

"النهار"- وجدي العريضي

رحبت الخارجية السعودية بالنقاط الايجابية في خطاب رئيس الوزراء نجيب ميقاتي. وأملت في ان يسهم ذلك في استعادة #لبنان دوره ومكانته عربيا ودولياً.

ازدحمت سياسياً على خط بيروت – باريس، بعدما شهدت العاصمة الفرنسية حركة لافتة من خلال اللقاءات التي جمعت مستشار الديوان الملكي السعودي نزار العلولا وبرفقته السفير السعودي في لبنان وليد البخاري ومسؤولين فرنسيين، من دون أن يصدر أي بيان مشترك أو تُسرّب معلومات عن هذه الاجتماعات البالغة الأهمية، والتي أعقبتها زيارة بعض القيادات اللبنانية الى فرنسا، مما أوحى أن هناك ربطاً بين المحادثات التي جرت بين الوفد السعودي ومستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، باتريك دوريل. ولكن وفق معلومات لـ"النهار" مستقاة من المقربين من الدائرة الضيقة لبعض ممن شاركوا في هذه اللقاءات، انه ليس هناك أي تقاطع بين لقاءات مستشار الديوان الملكي السعودي ودوريل، وزيارة بعض القيادات اللبنانية الى العاصمة الفرنسية، والتي هي للتشاور واستطلاع الأجواء في باريس بعد الحركة الديبلوماسية البارزة بين المسؤولين السعوديين والفرنسيين.

وفي هذا الاطار، عُلم ان بعض المرجعيات السياسية اللبنانية هي على بيّنة منذ فترة ليست بعيدة عن أجواء تشي بالتحضير لتسوية سياسية شاملة للبنان، وكان النائب السابق رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية الذي زار باريس أول من أوحى بها بعد لقاء جمعه والرئيس السوري بشار الأسد، ويُستدل أن هناك خطاً بيانياً من سوريا الى الخليج ومن ثم بين بيروت وباريس، الى حراك داخل أروقة الجامعة العربية والاهتمام المصري من خلال الرئيس عبد الفتاح السيسي بالوضع اللبناني، وهو ما أكده البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال لقائهما أخيراً.

توازياً، لفتت المواقف المتتالية لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي والتي اوحت بتفاؤل حول عودة الروح الى العلاقة اللبنانية – الخليجية، وتحديداً السعودية، في وقت قريب، على خلفية الاتصال الذي جرى بينه وبين وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح، إضافة الى اللقاءات الباريسية بين المستشار السعودي العلولا والمسؤولين الفرنسيين. كذلك ثمة من أشاع أجواء مماثلة ربطاً بتغريدة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، وهنا تتحدث المعلومات عن عودة قريبة للبخاري الى بيروت، في حين تُطرح تساؤلات حول تفاؤل ميقاتي في غمرة الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا والاعتداءات التي تعرضت لها المملكة العربية السعودية عبر تصعيد لافت طاول منشآتها المدنية والحيوية، ناهيك عن تنامي التدهور على صعيد الداخل اللبناني من خلال ارتفاع حدة الخطاب السياسي ومواصلة الانحدار الاقتصادي.

هنا تشير مصادر سياسية مطلعة لـ"النهار"، الى أن هذا المسار الممتد من حرب الروس والاوكران الى حراك باريس والانهيارات في لبنان، استدعى اللقاءات السعودية - الفرنسية من منطلق "الديبلوماسية الإنسانية"، بمعزل عن الموقف السعودي الواضح تجاه الملف اللبناني والذي ينطوي على استياء وعتب، بفعل ما وصلت اليه العلاقة بين بيروت والرياض من فتور وحملات تتعرض لها المملكة، انما ودرءاً لأي منزلقات قد تصيب لبنان، جاءت اجتماعات باريس التنسيقية ومن منطلقات إنسانية. ولكن ثمة أجواء عن الشروع في بلورة سلسلة مخارج وأفكار وصيغ تُدرس بين المعنيين بالملف اللبناني، للوصول الى تسوية أو مؤتمر وطني لإنقاذ لبنان قبل فوات الأوان، وثمة معطيات بأن ما حصل في العاصمة الفرنسية قد يكون الأبرز منذ فترة طويلة ازاء الأزمة اللبنانية بعدما استوجبت التطورات والمتغيرات في المنطقة ضرورة العمل على انتشال هذا البلد من كبواته.

ويبقى أن الأمر اللافت الذي بدوره دفع رئيس الحكومة الى رفع الصوت عالياً مع الرياض ومجلس التعاون الخليجي، يعود الى مناشدة كبار المرجعيات السياسية والاقتصادية ضرورة العودة السريعة للسعوديين والخليجيين الى بيروت قبل زوال هذا البلد وانخراطه بالمحور الإيراني، إضافة الى القلق من أي اهتزازات امنية بفعل التدهور الاقتصادي المريع، وعطفاً على هذه الأجواء، استرعى كلام الرئيس ميقاتي الاهتمام عندما دعا الى وقف كل الأعمال العدائية تجاه السعودية من حملات سياسية وإعلامية وتنظيم مؤتمرات تسيء للعلاقة مع الرياض والخليج. والسؤال هنا: هل صرخة ميقاتي هي في وادٍ حيث يردد "حزب الله" الأمر لي؟ وهل من تنسيق حصل بين ميقاتي وكل من رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي لهذه الغاية، أم ان موقفه جاء إحراجاً للآخرين، وإشاعة أجواء إيجابية في خضم الانهيارات المتمادية على كل الصعد؟ ذلك ما ستظهر معالمه في وقت ليس ببعيد، علماً انه حتى الآن يبدو جلياً أن "حزب الله" وعبر اعتلاء قيادييه ونوابه المنابر، غير ملتزم هذا الموقف، وربما أيضاً وفق المتابعين ثمة مسار إقليمي ودولي بنى عليه رئيس الحكومة صرخته، معولاً على حراك باريس والمتغيرات الأخيرة، ومنها زيارة الرئيس السوري الى دولة الامارات العربية المتحدة، وربما تكرّ سبحة الزيارات باتجاه دول أخرى، ما ينعكس ايجاباً على الداخل اللبناني.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار